أجهزة الأمن تضبط كميات كبيرة من مخازن الذخيرة في محاولة تهريبها جنوب اليمن
حيث الإنسان يصنع السعادة لصانع سعادة الأطفال.. رحلة التنقل بين محطات الألم والحرمان.. تفاصيل الحكاية
بشكل عاجل الرياض توفد طائرة خاصة الى مطار سيئون وتستدعي رئيس حلف قبائل حضرموت وقائد قوات الحماية الحضرمية
في موقف مخزي.. الرئاسة الفلسطينية تدين تصرفات حماس وتصفها بـ ''غير المسؤولة''
حسن نصرالله «يعيد» طبيبة لبنانية علوية من أمريكا الى لبنان بالقوة
اليمن تعلن موقفها من القصف الإسرائيلي على قطاع غزه
الحوثيون ينهبون مخازن برنامج الغذاء العالمي بمحافظة صعدة
الكشف عن اسم قيادي حوثي قُتل في الغارات الأمريكية الأخيرة
سلسلة غارات أمريكية دمرت مخزنًا سريًا استراتيجيًا داخل معسكر للحوثيين في الحديدة
تقرير حقوقي شامل بين يدي العليمي.. توجيهات رئاسية بتسهيل عمل لجنة التحقيق الوطنية والتعامل بمسئولية مع ما يرد في تقاريرها
فتحت الحالة التي يمر بها البلد شهية الحوثي لالتهام ما تسير من المحافظات القريبة لمحافظة صعدة، وإيفاد من يبشر بفكره إلى محافظات أخرى سيتفرغ لها بعد أن ينتهي مما حوله، متجاهلا رغبة وعدم رغبة الناس به وبمشروعه. وكل ما يقوم عليه مشروعه هو عتاد من الأسلحة استولى عليها في حروبه الست ضد الدولة، وأرض ومحافظ.
ومع أن الحوثي احتار في أولوياته، ولم يدر أي الفرص السانحة يستغل، وربما كان بحاجة إلى مختصين من مجمع تشخيص مصلحة النظام في جمهورية إيران لتشخيص مصلحة الجماعة وترتيب أولوياتها، إلا أنه قرر التجاوب مع كل الفرص دفعة واحدة، ربما لأن المدة التي احتضنت كل هذه الفـرص أقصر من العمـر المفترض لإنجاز المشروع أو من العمر الذي يحتاجه إنجاز مشروع كهذا في الظروف الطبيعية.
فمن حصار مركز دماج السني، إلى محاولة احتلال حجة، وقبل ذلك محافظة الجوف، إلى محاولة التوغل في عمران، إلى الانتشار بالقرب من حرض، إلى آخره.. وينقطع النفس قبل الانتهاء من تعداد ما قام به الحوثي في الفترة الأخيرة لأجل إقامة مشروعه الخاص على أكتاف مشروع الشعب اليمني العام الذي أعلن انضمامه إليه في بداية الثورة.
فحصاره لمركز دماج لم تقف وراءه أحقاد طائفية ولا أطماع توسعية، كما يزعم، وإنما لأن ما يصدر عن هذا المركز يسيء لثورة الشباب، ثورة الشباب التي أساء لها الحوثي بهذا التصرف أكثر، ناهيك عن تصرفاته الأخرى كمحاولة احتلاله للمحافظات جهارا نهارا، ضاربا بموقف أبنائها منه ومن مشروعـه عـرض حائـط سـوق الطلـح.
ليس بين الحوثي وبين ما يحلم به سوى استغلال فرصة الراهن فقط، والوقت لا ينتظـر، هكذا يفكـر، ومن منطلـق تفكيره هذا يتحرك في كل اتجاه، وليس المقصود هنا الحوثي عبد الملك، بل الحوثي المشروع، أو من يخطط له ممن يتفق معه في مشروعه أو يتخوف من مشاريع أخرى يرى أنها على وشك الظهـور ويريد إضعافها به.
وبهذا التفكير الذي صاحبه مثل ذاك التحرك متعدد الاتجاهات والوجهات، يريد الحوثي أن يبسط سيطرته على اليمن قبل أن يرتد إلى الثورة طرفها بحسم ثوري أو بمبادرة إقليمية وقرار أممي، حتى لا يعمل نجاح الثورة أو إنجاحها على إعادته إلى حجمه الطبيعي قبل الحروب الست.
فكل ما يريده الحوثي الآن ويفكر به هو الحفاظ على تلك القفزة الكبيرة التي قفزها في حربه ضد نظام صالح، ولن يتأتى له ذلك إلا حين يستغل الانشغال القائم بقفزة أكبر تكمل له المشوار، ولو أدى ذلك إلى التحالف مع نظام صالح نفسه، بشكل مباشر أو غيره. إن القفز إلى المراد بهذا الشكل هو قفز على كل الحقائق بكل شكل، وهو أيضا ضرب من التهور.
وبما أن الحوثي يرى الأمور بالسهولة التي يوحي بها تصرفه في الفترة الأخيرة، فإنه سيكتب النهاية في البداية، لهذا المشروع، ولن يختلف قيد أنملة عمن سبقوه ممن حكموا الناس بما امتلكوا من قوة لا بما ملكوا به قلوب وعقول الناس من مشاريع وبرامج.
ومع ذلك فلن يصل إلى حيث يريد، لا بقوته ولا بمشاريعه وبرامجه، وما توهمه به المرحلة الحالية، ستفاجئه بغيره مراحل قادمة مختلفة، في ظروفها وفي كل شـيء، وكما تفرغ هو للمرحلة التي انشغل فيها غيره، سيتفرغ غيره للمراحل التي تـورط الحوثي بالحضور فيها كمتسلط، حينما يتخلص الغير من تلك المرحلـة بكل مشاغلها.
إن محاولة إخضاع بلد فيه كل ألوان الطيف الحزبي والسياسي والمذهبي، للون واحد، عبر ما يزعم أنه استحقاق إلهي له ولسلالته، أمر جربه اليمنيون وكرهوه، وبرغم حالة الكره غير الطبيعية التي استقرت في قلوب اليمنيين للنظام الجمهوري بقيادة صالح، إلا أن ذلك لن يسهِّل على أسرة بدر الدين الحوثي إعادة إنتاج مشروع أسرة حميد الدين من جديد.
هذا ما يجب أن يعلمه الحوثي قبل أن يوهم نفسه بأضغاث فرص في مرحلة لم تكتمل دورتها بعد.