أجهزة الأمن تضبط كميات كبيرة من مخازن الذخيرة في محاولة تهريبها جنوب اليمن
حيث الإنسان يصنع السعادة لصانع سعادة الأطفال.. رحلة التنقل بين محطات الألم والحرمان.. تفاصيل الحكاية
بشكل عاجل الرياض توفد طائرة خاصة الى مطار سيئون وتستدعي رئيس حلف قبائل حضرموت وقائد قوات الحماية الحضرمية
في موقف مخزي.. الرئاسة الفلسطينية تدين تصرفات حماس وتصفها بـ ''غير المسؤولة''
حسن نصرالله «يعيد» طبيبة لبنانية علوية من أمريكا الى لبنان بالقوة
اليمن تعلن موقفها من القصف الإسرائيلي على قطاع غزه
الحوثيون ينهبون مخازن برنامج الغذاء العالمي بمحافظة صعدة
الكشف عن اسم قيادي حوثي قُتل في الغارات الأمريكية الأخيرة
سلسلة غارات أمريكية دمرت مخزنًا سريًا استراتيجيًا داخل معسكر للحوثيين في الحديدة
تقرير حقوقي شامل بين يدي العليمي.. توجيهات رئاسية بتسهيل عمل لجنة التحقيق الوطنية والتعامل بمسئولية مع ما يرد في تقاريرها
باستثناء التسجيل الصوتي الوحيد المنسوب إليه بعد الحادثة والمشكوك فيه، لا يوجد دليل مادي يؤكد أن علي عبدالله صالح ما يزال على قيد الحياة. ويوشك الشهر أن يكتمل منذ وقوع الحادث في 3 يونيو والرجل في علم الغيب، الشكوك تتزايد ومسئولو الحزب الحاكم يؤكدون ذلك بتصريحات متناقضة، ووعود بظهوره وعودته، سرعان ما يجري نفيها والتنصل منها.
قالوا إنه بصحة وعافية وأنها مجرد خدوش بسيطة، وسيظهر في مؤتمر صحفي بعد ساعات، فلم يصدقوا، وفيما يظهر أنه غادر الحياة إلى مثواه الأخير، تحدثت الأخبار عن ذهابه للعلاج في السعودية، لم يحدث أن قام الملك أو أي من الأمراء بزيارته والاطمئنان على صحته وهو في ديارهم وضيافتهم فهم أهل كرم ومروءة، لم يحدث شيء من هذا، ولو حدث لتناقلت ذلك وسائل الإعلام.
وكلما تسربت الأنباء عن هول حادث جامع النهدين، والإصابات البليغة في جثة صالح وأركان نظامه، جاءت التصريحات من أساطين النظام تتحدث أن الرجل على وشك العودة وأنه يمارس التمارين الرياضية، وأنه يتواصل بالتلفون مع البعض، كما ورد ذلك عن ياسر العواضي.
ومن باستطاعته ممارسة التمارين الرياضية والاتصال بفلان أو علان من القيادات، لماذا يستحيل ظهوره على شاشة التلفزيون الرسمي، ليبدد كل الشكوك المثارة، والحزب الحاكم هو المستفيد الأول والأخير من هذا الظهور لو أنه بالإمكان تحقيقه، هناك الكثير من الأمور التي ظهر بها بقايا النظام، سواء في أحاديثهم أو تصرفاتهم تؤكد أن صالح قد غادر الحياة.
هل تذكرون الاحتفاء الشهير الذي تفاجأ به الشعب اليمني في ذلك المساء حينما خرجوا في بعض المدن وأطلقوا النار بكثافة في الهواء، قيل إن صالحًا عاد إلى صنعاء، لم يقولوا هم ذلك, لكنهم احتفلوا في ذلك المساء المشئوم وسقط ضحايا بسبب احتفالهم العبثي، والحقيقة أن ما قاموا به كان مجرد بالونة اختبار لقياس أنصارهم (الهبل) وفيما إذا كانوا ما يزالون يملكون التأثير عليهم بعد غياب صالح من المشهد وتحدث الإعلام عن مغادرته للعلاج إلى السعودية.
لقد كانت هذه الحركة شبيهة بأول جمعة يقيمها صالح مع أنصاره بميدان السبعين، وهي التي أعادت إليه الثقة بنفسه وزادت من تصلبه وعناده، بعد أن كان على وشك إعلان التنحي نتيجة جمعة الكرامة والاستقالات التي هزت نظامه ودشّنها قائد الفرقة المدرعة علي محسن صالح.
رغم مرور كل هذا الوقت على الحادث، لم يظهر لنا حتى اليوم سوى ياسر العواضي على سرير المستشفى بصنعاء، والمعلومات تشير أنه كان في الصف السابع داخل جامع النهدين، وما يزال مقعدًا حتى اليوم فما بالنا بصاحب الصف الأول ومن خلفه.
كل هذا التضارب والتناقض لدى قيادات الحزب الحاكم، يدلل أن صالحًا وأركان نظامه في عداد الموتى، وربما هم غير مصدقين ما حدث، أو يصعب عليهم تصديق هذه الحقيقة المرة في أن صالحًا وأركان نظامه كلهم قد اختفوا من الحياة والمشهد السياسي دفعة واحدة، ومسألة إخفاء هذه الحقيقة لها علاقة بنفسياتهم التي لم تتقبل ما حدث، يضاف لذلك وجودهم السياسي المرتبط كليًا بوجود الرجل.
أتحدث هنا عن حالات من هذا النوع تصيب بعض الناس عندما يفقدون عزيزًا فيصابون بصدمة نفسية تجعلهم غير قادرين على تصديق الواقعة، بل ويسعون جاهدين لنفيها ومهاجمة من يتحدث عنها، فلقد قرأنا في تراثنا الإسلامي أن الصحابي الجليل عمر بن الخطاب لم يتقبل أن الرسول (ص) قد مات, وتوعد من يقول ذلك بالسيف، لولا تدخل أبي بكر الصديق الذي تلا ما ورد في القرآن يؤكد هذه الحقيقة ويضع عمر الفاروق أمام الأمر الواقع.
كل هذه الحقائق, وغيرها، هي التي جعلت المعارضة تطرح بقوة أثناء لقائها بمساعد وزير الخارجية الأمريكي فيلتمان، ضرورة أن يطلع الشعب عن الوضع الصحي لصالح، وهو ذات الأمر الذي جعل أعضاءً من البرلمان يطرحون مسألة أن يعقد مجلس النواب جلسة استثنائية لمعرفة هذا من الحكومة، ومن يخلف الراحل يحيى الراعي في رئاسة البرلمان.
أما شباب الثورة في الحالمة تعز, فقد حسموا أمرهم بالصلاة على "صالح" وأركان نظامه في الأيام القادمة؛ لتبديد الشك باليقين، ويقومون بالتنسيق مع كل الثوار في مختلف الساحات لتحديد يوم الخميس القادم أو الجمعة موعداً لأداء صلاة الغائب على الرئيس صالح وكبار أركان نظامه.
ويؤكد شباب تعز بأن معلومات حصلوا عليها من مصادر موثقة تفيد بأن الرئيس صالح وكبار مسئولي نظامه يقبعون في ثلاجات مستشفى الرياض وأن إخفاء هذه الحقيقة لها أبعاد سياسية.
الثورة وشبابها في الساحات معنيون بتبديد كل هذه الشكوك، فهم من وضعوا خاتمة النظام وأسقطوه، وهم من يملكون جعل الظنون يقينًا. أما عبده الجندي فلا ننتظر منه شيئًا ذا قيمة، حتى لو تأكد للجميع أن صالحًا قد مات ووري التراب، فسيظهر الجندي ليقول: (فخامة الرئيس - حفظه الله ورعاه- لم يمت، بل رفعه الله إلى عنده، وسيعود بعد زمن ويقاتل من أحدث بعده). سلامة عقلك يا عم عبده.
*رئيس تحرير موقع "عدن أونلاين".