آخر الاخبار

لماذا ساعدت الصين الحوثيين سراً في الهجمات على سفن الغرب بالبحر الأحمر وماهي الصفقة بينهما .. تقرير أمريكي يكشف التفاصيل تقرير أمريكي يتحدث عن دعم الصين للحوثيين ظمن خيارات الشراكة الناشئة بين بكين وطهران ... ومستقبل علاقة الحزب الشيوعي بعمائم الشيعة الاحزاب السياسية بالبيضاء تطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بضرورة التدخل العاجل نجاة شيخ قبلي كبير من عملية إغتيال بمحافظة إب ... وانفلات أمني واسع يعم المحافظة في ظل مباركة مليشيا الحوثي عاجل: حرب ابادة في الحنكة بالبيضاء.. مليشيا الحوثي تقتحم المنطقة والأهالي يناشدون الرئاسي والمقاومة وقوات الشرعية برشلونة وريال مدريد وجهًا لوجه في الجوهرة المشعة (توقيت الكلاسيكو) موقف أمريكي من هجوم الحوثيين وقصفهم منازل المواطنين بمحافظة البيضاء أول زيارة لرئيس حكومة لبنانية إلى سوريا منذ الحريري 2010 اعلان حالة الطوارئ القصوى في لوس أنجلوس والحرائق تلتهم المدينة- صور زحام شديد في منفذ الوديعة ومئات الأسر عالقة هناك

امتطى شراً
بقلم/ طارق عثمان
نشر منذ: 17 سنة و 8 أشهر و 28 يوماً
السبت 14 إبريل-نيسان 2007 11:38 ص

مأرب برس ـ السعودية ـ خاص

وقف امام السبورة ممسكا بيده السمراء طباشيره البيضاء ليكتب عنوان الدرس الجديد ... وبينما هو مشغول بالكتابة كان طلابه ايضا مشغولين بتأمل سيقانه النحيفة التي تطل من مأزر اشبه مايكون بشوال قديم ... ما الذي يلفت نظر هؤلاء الصغار الى سيقانه سؤال لم يكن ذهنه خاليا حتى يبحث له عن اجابة ... ولو القى اليها نظرة لادرك السبب فهذه السيقان يحضرها معه كل يوم مرصعة بنياشين غائرة دامية وقد خطت حبيبات العرق المنحدرة عليها وديانا متعرجة بين كثبان الغبار التي تعلوها... هل يؤدي طابور الصباح لوحده داخل شجرة الصبار العتيقة الممتدة خلف المدرسة حتى يحضر على هذه الحالة ...ام ان ما إدعاه تأبط شرا الذي سيأتي على ذكره اليوم وهو يحدث تلاميذه عن الشعراء الصعاليك ،،

 من انه امضى الليل يعارك الغولة وامسكها اخيرا بل واتكأ عليها حتى الصباح لينظر كيف تكون ... فلم انفك متكئا عليها لأنظر مصبحا ماذا أتاني اذا عينان في رأس قبيح كرأس الهر مشقوق اللسان … تجاهل نظراتهم ولكن قبل ان يشرع في الشرح جاءه السؤال الذي شغل تلاميذه .... - ياستاذ ليش ارجلك كل يوم معورة ... نظر اليهم وزاغت نظراته وتلعثم فما كان يتوقع سؤال كهذا في حصة عن الشعراء الصعاليك ... كان من الصعب ان يخبرهم انه يضطرا كل يوم الى الخروج بعد صلاة الفجر ويمتطي ( الموتور ) ويعمل عليه حتى موعد المدرسة ثم يخرج من المدرسة وينهي يومه بين الحارات والازقة ينقل الركاب على موتوره الجامح ... - مالك سكت يا استاذ ؟؟ - ولا حاجة .. ولا حاجة .. خلونا نتكلم عن الشعراء الصعاليك ؟؟؟ انطلق يشرح لهم بكل اقتدار وما ان انهى الدرس حتى سارع بالخروج الى الباحه ... اشعل سيجاره وامتصها حتى قطع انفاسها ... نظر الى ساقيه واسرع يغسلهما .... واستند الى سارية العلم ونظر الى الراية الخفاقة فوق رأسه ... واخذ يتمتم ... كـل أنـداء ضـلالـك .. مـلـكنا إنـها ملك أمـانينا الـكبيرة.. حقنا جاء من أمجاد ماضيك المثيرة .. - حقنا ؟!!!... ثم ابتسم متهكما وهو يهز رأسة والقى بالسجارة ... وتمتم مبتعدا عن السارية والله ما انت داري بحاجة يا النعمان والا كنت قلت حقهم اما احنا مالناش حاجة ... وفي طريقه الى الفصل والطلاب يتدافعون من حوله وقف فجأة وسط الساحة ... وتساقطت عليه الاسئلة من كل جانب ... لماذا المدرسين في كل الدنيا يعيشون بكرامتهم يقضون اوقاتهم بين الكتب وبين الترحال وبين اولادهم ؟؟ وانا !!!!وانا قالها بحسرة اقضيها ممتطيا شرا ... هكذا كان يحب ان يسمي نفسه وهو يعلو الموتور او التابوت المتحرك الذي لايخلو يوم من كبواته الكثيرة داخل الازقة ... ومع ذلك يحب ان يتمثل قول امرىء القيس وهو يصف فرسه ... له ايطلا ظبي وساقا نعامة ** وارخاء سرحان وتقريب تتفل فيقول هوفيه له تائرا باصٍ وصوت قذيفة ٍ ** وقوة نيسانٍ وخفة سيكل انه يحبه كأحد ابنائه الخمسة فهو شاته وناقته وفرسه وحياته كلها ... يقضي يومه وليله برفقته كما لا يمضيها مع احد غيره ... يجمع العشرة والعشرين ويلف المدينه عرضا وطولا ممتطيا شرا ... وهو يردد صوت صديقه الصعلوك ( تابط شرا ) لا أتمنى الشر والشر تاركي. ولكن متى أحمل على الشر أركب وقول صديقه عروة ابن الورد... خاطر بنفسك كي تصيب غنيمة ان القعود مع العيال قبيح خطا خطوات وتوقف ... تذكر كيف انه يخرج ملثما من بيته كأنه فارس في احد غزواته خوفا من ان يراه احد من تلاميذه وهو يقضي يومه يصارع الموتور الجامح ... تأوه عندما تذكر كيف ضرب من رجال المرور لانه رفض ان يسلمه في احد حملات المصادرة ... وتحسس وجهه حين تذكر انه تعرض للطم من احد الاثرياء لانه كاد ان يصدمه حين فتح الاخير باب سيارته اللاند كروزر فجأة بعد ان وقف في وسط الشارع لينزل البقالة وكيف انه لم يزد على ان قال سرا بينه وبين نفسه الله ينتقم منك .. سار خطوتين ووقف وحينما تذكر كيف انه عندما اصاب حبيبه عطل وبقي اسبوعا يبحث عن قطعة غيار حتى كاد هو واطفاله ان يخرجوا للتسول ... سار خطوتين وتذكر انه بقي يومين على دفع قسط الموتور .... سار خطوتين وتذكر انه يجب ان يرجع هذه اليوم برفقة الدواء الذي لم يستطع ان يوفر قيمته حتى الان ... سار خطوتين والتفت الى السارية ونظر الى الراية الخفاقة وصرخ رايتي .. رايتي يا نسيجاً حكته من كل شـمس اخـلدي خـافقة في كل قمة.. أمتي .. أمتي .. امنحيني البأس يا مصدر بأسي وادخريني لك يا أكرم أمة سار خطوتين ولكن دارت المدرسة من حوله ودار الطلاب ودار هو و.... تدافع الجميع من حوله - استاذ فتيني استاذ فتين ايش جرالك ... وعلى الصراخ من حوله وبرودة الماء المدلوق على وجهه انتفض - ايش في ايش في... كيف الموتور؟؟؟ الموتور بخير ؟؟؟؟؟ 

dtom2010@yahoo.com

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
دكتور/ فيصل القاسم
نحن أفضل من الاتحاد السوفياتي
دكتور/ فيصل القاسم
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
علي محمود يامن
المقاومة الوطنية … ثبات البوصلة نحو مواجهة الإمامة
علي محمود يامن
كتابات
دكتور/فيصل القاسمتخلـّـفوا تسلموا !
دكتور/فيصل القاسم
التغيير الحكومي .. رتابة تحكمها التجارب .. وشعب في مهب ( الترقب ) !!
احمد ياسين عبد الفتاح
مشاهدة المزيد