دولة خليجية يعاقب قانونها من يٌنشئ بريداّ إلكترونييا مزيفا الحبس 5 سنوات وغرامة 2 مليون درهم. نائب وزير التربية ووكيل محافظة مأرب يفتتحان اللقاء التشاوري الاول لدعم التعليم الأستاذ سعيد ثابت يدشن حفل إصدار سلسلة إضاءات في التاريخ السياسي اليمني المعاصر بمعرض اسطنبول الدولي للكتاب مهاجم ريال مدريد يرفض عرضا سعوديا براتب يفوق الخيال لاعب مغربي تألق في اولمبياد باريس يقترب من الإنتقال إلى الدوري الإيطالي إحصائية حديثة بعدد الوفيات والإصابات بسبب الأمطار والفيضانات في اليمن خلال 10 أيام فقط نجم ريال مدريد يرفض عرضا مغريا من أحد الأندية السعودية عدن.. تدشين إصدار البطاقة الإلكترونية للعاملين في المؤسسات الإعلامية الطيران الأمريكي يستهدف أكبر الجزر اليمنية في البحر الأحمر إعلان مدينة ''التربة'' منطقة خالية من السلاح
من خلال هذه العبارة، تستطيع أن تفهم عقلية الحكومة اليمنية وطريقة تفكيرها، فمجيء نتائج مؤتمر لندن على عكس ما كان يتوقعه خصومها، جعلها تنسى أن هناك حربا في شمال الشمال مع جماعة الحوثي، وأخرى في الجنوب مع فصائل الحراك، وثالثة مع القاعدة، وفقرا، وبطالة، وجن، وعفاريت، و"أم الصبيان"، وتتذكر فقط أن هناك معارضة لن تعجبها نتائج مؤتمر لندن، لأنها جاءت على عكس ما كنت تتوقع أو تريد..
ليس مهما أن تدخل الحكومة سنتها السادسة في الحرب على الحوثيين، وهي تتجرع الهزائم واحدة تلو الأخرى، وليس مهما أن تتطور الأوضاع في الجنوب إلى درجة فقدان السيطرة على معظمه، وليس مهما أن يصبح ملف تنظيم القاعدة في اليمن، من أولويات وزارة الدفاع الأمريكية، وليس مهما أن يذهب البلد في خبر "كان" أو إلى الجحيم، المهم أنها حققت نصرا على المعارضة في لندن..
بالله عليكم .. جهة تتحمل مسئولية التهدئة، وإصلاح النفوس، وتقريب وجهات النظر، بل وتقديم بعض التنازلات في سبيل الصالح الوطني، تأتي وتتعامل مع خصومها السياسيين بهذه المراهقة، وتخاطب معارضيها : " فليمت طراطير السياسة بغيظهم" ..؟!!.. كان هذا هو عنوان افتتاحية صحيفة الثورة الرسمية عقب مؤتمر لندن الأخير..
أعتقد أنها بحاجة إلى مستشارين نفسيين أكثر من حاجتها إلى مستشارين سياسيين، فلا مبرر لهذه النشوة في بلد غارق حتى الترقوة في أزمات من العيار الثقيل.. لم يتغير شيء يا حكومة حتى تتحدثي بلغة المنتصر، فلا فرق بين ما قبل مؤتمر لندن وما بعده، بل لقد ازدادت الأمور سوء، وستزداد، جريا على عادة وطبيعة هذا البلد في أن كل يوم يحمل لنا ما هو أسوأ..
لن يموت "طراطير السياسة" بنجاح مؤتمر لندن، من وجهة نظر الحكومة، بل سنذهب نحن والوطن ضحية لمثل هذه المناكفات ..
كان قد سبق المؤتمر كتابات تحمل مثل هذه العناوين " استجواب الحكومة في لندن" و " مؤتمر لندن لمحاسبة الحكومة وليس لمساعدتها" ولأن الحكومة كانت تجهل فعلا ما الذي سيجري لها في لندن، فقد التزمت الصمت في هذا الجانب، لكنها خرجت بعد ذلك لتطلق لإعلامها العنان كي يأخذ بثأرها من خصومها..
أخيرا.. وقبل أن يتحول مؤتمر لندن إلى عيد وطني في بلادنا، أحب أن أقول للحكومة بأن الأوضاع في الداخل كانت وراء انعقاد مثل هذا المؤتمر، أو أن ذهابها إليه كان لأجل مستجدات الداخل الخطرة، وبأن المؤتمر ليس لتصفيات الحسابات بل لمراجعتها، وأحب أن ألفت انتباهها إلى أن الوضع بات يخرج عن سيطرتها يوما بعد آخر، وأن الحكومة البريطانية ليستْ موظفة عندنا حتى تدعو لعقد مؤتمر كلما جد جديد، فقد يكون لها وللعالم الغربي بشكل عام، طرق أخرى للتعاطي مع الأزمات في اليمن .. لا جدوى من المراهنة على الخارج إذا كان الداخل خارج السيطرة..