الشعوذة والحب في السعودية
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 17 سنة و 9 أشهر و 25 يوماً
الجمعة 02 مارس - آذار 2007 10:30 م

قالت دراسة صادرة عن مركز البحوث والدراسات الإسلامية التابع لوكالة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في السعودية إن ثمة تفشيا لممارسات خاطئة متعلقة بالسحر والشعوذة، وأن سحر الحب (العطف) هو الاكثر انتشارا في المجتمع, حيث يستخدم بغرض ربط وتعليق شخص آخر وجاء بنسبة 20% يليه سحر الصرف, الذي يستخدم في التفريق بين زوجين حيث أشار إليه 18% من عينة الدراسة.

وفي الدرجة الثالثة جاء استخدام السحر والشعوذة للعلاج من الأمراض المستعصية, وقد يمارس هذا تحت مسمى الطب الشعبي, وذكر 6% ممن شملهم الاستطلاع أنهم استخد موا السحر لغرض الإنجاب والعلاج من العقم, و6% استخدموا السحر للاستعلام عن الغيب كقراءة الفنجان أو الكف أو التنجيم.

 و3% استخدموا السحر للاستدلال على شيء مفقود, و5% يعلقون الخرز أو الودع و4%. وقالت الدراسة إن ممارسة السحر في المجتمع المحلي قد تكون في شكل "القراءة" والرقى غير الشرعية التي يقوم بها بعض الدجالين، وذلك بحسب التقرير الذي أعده الزميل عبدالله العبدالله ونشرته صحيفة "الوطن" السعودية.

وشملت الدراسة الميدانية 400 فرد, يمثلون أربع فئات مهنية, الفئة الأولى تمثل مجموعة من المختصين في الشريعة, والفئة الثانية من العاملين في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والفئة الثالثة تمثل مجموعة من خطباء المساجد التابعين لوزارة الشؤون الإسلامية والإفتاء والدعوة والإرشاد, والفئة الرابعة تمثل مجموعة من المختصين في علم النفس وعلم الاجتماع, وشارك في المرحلة الثانية من الدراسة 2689 شخصاً كلهم من السعوديين متوسط أعمارهم 24 سنة تقريباً, نسبة الذكور منهم 57.9% ونسبة الإناث 42.1%.

"بهلوانيات" و"تخيل"

أما عن أنماط السحر والشعوذة التي استجدّت في المجتمع السعودي ـ طبقاً لأفراد العينة ـ فقد تصدرت الألعاب البهلوانية والسيرك (التخيل) المقدمة بنسبة 8%, ثم التنجيم وأبراج الحظ 5% ونفس النسبة للاستعلام عن الغيب وقراءة الكف, ثم بعد ذلك التماس الشفاء من الأمراض عن طريق السحر, وممارسة الخدم والشغالات لسحر أهل البيت, وسيطرة المرأة على زوجها, والسفر للخارج لالتقاء السحرة أو الاتصال بهم هاتفياً.

وأكدت الدراسة أن أكثر فئات المجتمع تأثراً بالسحر والوقوع تحت تأثير السحرة والمشعوذين هي من العوام ذوي التعليم والثقافة الدينية الضحلة 19%, ثم النساء 13%, وضعاف الإيمان الذين أصابهم المرض لفترة طويلة 12%, والطبقات الفقيرة 7%, والطبقة الغنية المترفة 5% وكذلك بالنسبة لأهل البادية 5%, والعصاة والحساد وأصحاب القلوب السوداء 3%, والشباب من هواة السفر للخارج 1%, ونفس النسبة لأصحاب الثقافات المنحرفة والفرق الضالة, والخادمات من جنوب شرق آسيا.

أما عن الآثار التي يمكن أن يتعرض لها الفرد من جراء الاستعانة بالمشعوذين والسحرة, فقد أظهرت الدراسة أن 28% قالوا إن أثر ذلك يؤدي إلى جلب غضب الله عز وجل, فيخسر الإنسان آخرته بسبب ضعف توكله على الله وقلة إيمانه, و14% قالوا إن ذلك يؤدي إلى القلق والاضطراب النفسي وضيق الصدر والأمراض النفسية, و12% قالوا إن ذلك يؤدي إلى ضرر مادي بسبب استخدام السحر, و7% أكدوا أن اللجوء للسحرة يؤدي إلى فشل في الحياة الزوجية, و6% أنه يؤدي إلى الإصابة بالأمراض, و5% قالوا إنه يؤدي إلى قسوة القلب, ونفس النسبة قالوا إنه يؤدي إلى تسلط شياطين الإنس والجن على من يذهب للسحرة, و3% قالوا إن هؤلاء منحرفون أخلاقيا.

"أهمية نشر العلم الشرعي"

ولدى السؤال عن طرق الوقاية من انتشار ممارسات السحر والشعوذة في المجتمع السعودي اعتبر أغلب المشاركين أن نشر العلم الشرعي وزيادة وعي الناس وبيان الأحكام الشرعية لهم عن السحر والسحرة بشتى الطرق عبر وسائل الإعلام والصحف والمجلات والكتب والنشرات والمحاضرات هو الحل الأول للتصدي للسحرة والمشعوذين, وطالب 22% بالحزم والشدة في التعامل مع السحرة والمشعوذين وتطبيق أحكام الله عز وجل فيهم أولاً بأول.

 وقال 8% بضرورة تقوية الإيمان والتوكل على الله والوازع الديني, والإكثار من تلاوة القرآن الكريم والتحصن بالأذكار, و7% طالبوا بتعاون أفراد المجتمع مع المسؤولين في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والشرطة للقضاء على السحرة والمشعوذين, بل وتشجيع أفراد المجتمع على ذلك, ولو من خلال المكافآت المالية.

وطالب 3% بإيجاد البديل بحيث هناك من يرقون الرقية الشرعية من المشايخ والصالحين المعروفين لدى الجهات المختصة, وأكد 3% على ضرورة عدم السماح لأحد بعلاج الناس إلا بعد دراسة سلوكه وحاله ومراقبته للتأكد من شرعية عمله وإصدار تصاريح خاصة بهذا العمل ومراقبة العاملين في هذا المجال, و2% أشاروا إلى دور وسائل الإعلام في عرض بعض الحالات لتوعية الناس الذين يلجأون للسحر والشعوذة, ونفس النسبة طالبت بضرورة دعم قدرات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في سبيل مواجهة السحرة والمشعوذين معاً. وأشار بعض المشاركين إلى ضرورة تشديد الرقابة على العمالة الوافدة, وخاصة المنزلية, وإلى تبصير الجاهل منهم بأحكام السحر والشعوذة عن طريق الكتيبات, والعمل على تربية الأسرة الصالحة حتى ينبذ المجتمع السحر والشعوذة