آخر الاخبار

الرئاسي يبلغ واشنطن تمسكه بالإجراءات التي اتخذها مركزي عدن رسمياً.. الحزب الجمهوري يختار ترامب مرشحاً للرئاسة قبائل أرحب تنفذ اعتصاما قبلياً مفتوحاً في صنعاء وسط مخاوف من انفجار الوضع عسكرياً الحوثي في ورطة..اختفاء صيد حوثي ثمين في البحر الأحمر كان في طريقة إلى الحديدة والمليشيات تستنفر دورياتها وطائراتها الاستطلاعية انتفاضة شعبية في المحافظات المحررة تؤيد قرارات معركة كسر العظم مع المليشيات وزير الخارجية اليمني: لا سلام إلا بقوة وبعض الدول شجعت الحوثيين ولا ترغب في هزيمتهم عسكرياً الرئيس الإيراني يكيل الثناء والإشادة بالمليشيات الحوثية في اليمن ويعلن عن مزيد من التعاون معهم بعد إغلاق فروعه في مناطق الشرعية بتوجيهات حوثيه وفتحها بقوة مركزي عدن بنك الكريمي يوجه بيانا عاجلا لكل عملائه في مناطق الشرعية والحوثيين الحوثيون يفقدون قارباً محملاً بالخبراء الأجانب والأسلحة الصاروخية .. والمليشيا تعلن الإستنفار في الحديدة لأول مرة منذ 9 سنوات.. اليمنية تدشن رحلات جوية مباشرة بين عدن ودبي

رفع الساحات وتخليد الذكرى
بقلم/ مصطفى راجح
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 25 يوماً
الجمعة 19 إبريل-نيسان 2013 03:37 م

بقاء ساحة الاعتصام أمام الجامعة بهذه الوضعية المهترئة يشوه الثورة الشعبية السلمية التي غيرت وجه اليمن. من يحترم الثورة الشبابية وتضحيات الشهداء والجرحى وتطلعات الكتل الشعبية التي انجذبت للفعل الثوري، عليه الآن أن يرفع الخيام لأنها تشوه المشهد الجميل للساحة التي اختزنتها ذاكرة اليمنيين وهي تحتضن شباب الثورة والجموع الهائلة والقبضات المرفوعة والأمل الذي توهج في الوجوه والغضب النبيل الذي توقدت به عيون الثوار بلا عدد آنذاك.

الثورة انتصرت ، ومعيار نصرها هو أهدافها التي انتقلت إلى طور التطبيق العملي والتي توجتها قرارات الرئيس التاريخية للتغيير في مؤسسة الجيش ، وبقية مسار الثورة يقع في الجهاز الإداري للدولة ومؤتمر الحوار والقضايا المطروحة على طاولته المستديرة ، ويبقى للتأثير الشعبي وسائله المتنوعة من المسيرات والمظاهرات ، وهذه لا ينتقص منها رفع الساحات الجامدة التي تحولت إلى حالة لزجة لا علاقة لها بروح الثورة وحيويتها.

لا مبرر لبقاء الساحة لأنها لا تعمل شيئاً سوى تشويه صورة الثورة الشعبية وأهدافها النبيلة. 

نحتاج إلى تغليب القيم الجديدة التي جاءت بها الثورة ، ورفع كل الخيام وفتح كل الطرقات.

حتى تلك الشوارع التي أقيمت فيها الحواجز قبل الثورة وبعدها ينبغي أن تزال موانعها وتفتح أمام السيارات والمارة.

بإمكان الأمن السياسي والقومي أن يحميا مقراته دون قطع شارعي جيبوتي وصنعاء القديمة كما يفعلان الآن.

توفر الأمن مرتبط بهيبة الدولة وتحقيق العدالة والنشاط الأمني الاستخباراتي غير المعلن وليس بقطع الطرقات كما يفعل ذوو الحظوة والنفوذ والمسؤولون والمشايخ الذين يكملون وجاهتهم بقطع الطرقات والشوارع الفرعية الملاصقة لمنازلهم ، ويجاريهم الأقل نفوذاً بموضة المطبات التي غدت عذاباً يومياً لكل سكان العاصمة وعواصم المحافظات.

بإمكان الثوار الذين حققوا المعجزة وأسقطوا النظام السابق أن ينتقلوا الآن إلى تنفيذ برنامج «تخليد الذكرى» الذي يعتبر أحد البنود الخمسة لبرنامج العدالة الانتقالية النموذجي المتعارف عليه دولياً ، والاستمرار في الضغط لتحقيق مضامين الأهداف الأربعة الأخرى لهذا البرنامج “«الإنصاف ، الاعتراف ، التطهير ، التعويض ، تخليد الذكرى».

بإمكانهم أن يحولوا عواصم المحافظات إلى ساحات كبرى لهم ويكونوا عماد برنامج تنفذه الدولة لتخليد ذكرى الشهداء والجرحى وكل ما يتعلق بالثورة الشعبية السلمية.

مفردات ذلك كثيرة ومتعددة ، من إقامة النصب التذكارية الرمزية للشهداء وتخصيص ساحات تعبيرية صغيرة ، والملصقات والمنحوتات والتماثيل والصور والإعلام والتذكارات والبروشورات ..وغيرها.

الساحات العامة كلها مسرح متاح لتخليد الذكرى ، غير أن ساحات الثورة التي ارتبطت بتضحيات الثوار تبقى لها مكانة خاصة ، والأولوية لجولات الجامعة والقادسية وكنتاكي والقاع والمنصورة بعدن ، وساحة الحرية بتعز ووادي القاضي ومصلى النساء وجولة دار سلم وكل ساحة أو شارع سفكت فيه الدماء الطاهرة من أجل التغيير والحرية والكرامة.

بالتوازي مع تخليد الذكرى تحتاج أمانة العاصمة وعواصم المحافظات إلى تبني توجهات قيمية وطنية لتخليد الرموز الوطنية والمثقفين والمبدعين الكبار الذين يمثلون الضمير الجمعي لليمنيين. نريد أن نشاهد منحوتات وتماثيل لعبد الله البردوني ومحمد عبدالقادر بافقيه وهاشم علي وأحمد فضل القمندان وعبدالله هادي سبيت وعبدالله عبدالوهاب نعمان وإبراهيم الحمدي وسالم ربيع علي ورموز اليمن الذين أثروا ثقافتها وفنها وتاريخها.

في سُلَمْ قيم النظام السابق كانت القيمة العليا للَبجِحْ والمتنطع وقاطع الطريق والشيخ المتغول ، والأعوج والوقح والنافذ العسكري والبرلماني الأهوج وعديمي التربية والأخلاق والمتنطعين من كل صنف ولون.

وفي الزمن الجديد نحتاج إلى إضفاء المضامين القيمية الجديدة بإعادة الاعتبار لقيم النزاهة والوطنية والتحضر ، وتمجيد رموز اليمن وعناوين ضميرها الجمعي الحقيقيين ، وإضفاء القيمة العليا على المواطن العادي كذات تحترم كينونته ووجوده وكرامته وتصان حقوقه على قدم المساواة مع الجميع أياً كانت مراكزهم أو مواقعهم أو نفوذهم