حماس لم تستسلم والعالم لن ينسى مذبحة غزة.. رؤية غربية واشنطن تحذر الحوثيين من أسوأ السيناريوهات ...حان الوقت للرد عليهم مجلس الأمن يعتمد قرارا دوليا جديدا خص به المليشيات الحوثية توكل كرمان: آن الأوان لحل القضية الفلسطينية وعلى العالم أن يقف إجلالاً لنضالهم المجلس العربي يدعو الى محاسبة ومحاكمة المسؤولين عن جرائم غزة وعدم إفلاتهم من العقاب وفقاً للقانون الدولي وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد يوقع في ختام مؤتمر الحج والعمرة عدة اتفاقيات تهدف لتقديم الخدمات النوعية للحجاج المليشيات الحوثية تترك قتلاها وجرحاها بالأزارق .. بعد مواجهات ضارية مع القوات المشتركة جنوبي اليمن الحكم على رئيس وزراء باكستان السابق عمران خان بالسجن 14 عامًا وزوجته 7 سنوات في قضايا فساد غارات أمريكية على محافظة عمران بايدن يكشف كواليس صفقة غزة ويتحدث عن أنفاق حماس التي وصفها بالمذهلة
كلنا عايَشَ لحظاتِ المخاضِ لاتفاق الرياض وما رافقها من شدٍّ وجذبٍ وتكهّناتٍ بمدى إمكانيةِ التوصّلِ لاتفاقٍ يُوقفُ إزهاقَ المزيدِ من الدماءِ بين إخوةِ الموقفِ والسلاح ضد المشروع الفارسي الكهنوتي في اليمن، وكيف أنّ حكمةَ القيادةِ السياسيّةِ لفخامةِ الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، والعزمَ والحزمَ لدى قيادة المملكة العربيةِ السعوديةِ الشقيقة أوصلت الاتفاقَ إلى يومِ التوقيعِ الذي استبشرنا بهِ خيراً لفتحِ صفحةٍ جديدةٍ تُمكّنُ الجميعَ من إعادةِ ضبطِ البُوصَلةِ وتوجيهِ دفّةِ الجهودِ معاً نحو الهدفِ المشترك، والتأسيسِ لمرحلةٍ جديدةٍ من العلاقةِ بين كلِّ من يؤمنون بخطورةِ المدّ الفارسي في المنطقةِ وضرورةِ التصدّي له.
لقد شكّل الاتفاقُ في أسُسهِ وتفاصيله - بالرغم من تباينِ الناسِ حولَهُ بين مؤيّدٍ ومتحفّظٍ ومعارضٍ - نموذجاً جيداً لتغليبِ لُغةِ الحوارِ على لغةِ السلاحِ في حلّ قضايا الخلافِ بين أبناءِ الوطنِ الواحد، ولقد نجحت الإدارةُ السعوديةُ للأمرِ في إيصالِ الجميعِ إلى لحظةِ الاتفاقِ بالرغم من مشقّةِ المهمة وتعقيداتِها، كما نجحت من قبلُ في حقنِ الدماء اليمنيّة في 2011م بالمبادرةِ الخليجيّة وآليتها التنفيذيّة، الأمرُ الذي بحدّ ذاتهِ يُعتبرُ نجاحاً ينبغي الحفاظُ عليهِ بالحرص على دفع عجلاتِ الاتفاقِ نحو محطتهِ التالية فالتي تليها حتى يصل إلى محطته المنشودة، وإلاّ فلن يكونَ أكثرَ من مجرّدِ حبرٍ على ورق، بل والأمَرُّ من ذلك أن يتحوّلَ إلى علامةِ فشلٍ تُطفئُ وميضَ أملٍ توهّجَ في قلوب اليمنيين يوم توقيعِه وميلاده.
إنّ الدفعَ بعجلاتِ اتفاقِ الرياضِ في سِكّته المليئةِ بالتحديّات مسؤوليةٌ مشتركةٌ على من أوصلتهم قناعاتُهم إلى التوقيعِ عليه، من قدّموا التنازلاتِ لبعضهم في سبيل حقنِ الدماءِ الغاليات والأرواحِ الطاهرات لأبناءِ هذا الوطن، من يؤمنون بمشاريعهم وبرامجهم التي ينشدونَ بها الخيرَ لمن خلفهم من مواطنينَ أو مؤيدين وأتباع، فالخيرُ كلُّ الخيرِ للجميعِ في أن يمضي قطارُ الاتفاقِ عاجلاً متنقّلاً بين محطاتهِ التي نصّ عليها دونما تأجيلٍ أو تأخير، لأنّ كلّ تأخيرٍ إنما هو لصالحِ من يتربّصُ بالجميع شرّاً ويحملُ مشروعاً استئصالياً للجميع دونما استثناء، بينما مشاريعُنا جميعاً نحنُ من نقفُ اليوم في ذات الخندقِ في مواجهتهِ على اختلافها هي مشاريعُ حياةٍ نستطيع أن نجدَ لأجلها القواعدَ والأرضيّاتِ المشتركةِ في ظلِّ الحوارِ البنّاء العقلاني وتبادل الآراءِ والتفاهم المشترك لما فيه خير الجميع، بعيداً عن لغة العواطف الجيّاشة ولغة البنادق والبارود.
كما تقعُ على الشقيقةِ الكبرى مسؤوليةٌ كبيرةٌ أيضاً في إكمالِ رعايتها لهذا الاتفاق الذي يُعدّ أحدَ نجاحاتِها في الملفِّ اليمني، وتطبيقُه على أرضِ الواقعِ سيخدمُ ليس فقط تطبيعَ الأوضاعِ في مدينةِ عدن وما حولها، ولكن سيكون له بالغُ الأثرِ في الانطلاقِ نحو الهدفِ الأساسي الذي لأجله كان التحالفُ العربي وكان كلّ هذا الجهدُ والبذلُ والتضحياتُ والإنفاق، وخلفَ كلّ ذلك تحصينُ الجزيرةِ العربيةِ قاطبةً من مدٍّ فارسيٍّ لم يَعُد يُبقيهِ على قيدِ الحياةِ غيرُ تأخّرِ الحسمِ في المعركةِ الفاصلة، وفقط لأنّ البوصلةَ تاهت عن الطريق إليه.