مسار سياسي أم حسم عسكري.. أي حلّ للقضاء على الحوثيين؟ أبرز نجوم الدراما اليمنية في مسلسل جديد سالي حمادة ونبيل حزام ونبيل الآنسي في طريق إجباري على قناة بلقيس الفضائية قرار سعودي يتحول الى كارثة على مزارعي اليمن ..تكدس أكثر من 400 شاحنة محملة بالبصل في من الوديعة حماس تعلن بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب على غزة مسؤول سوري كبير من حقبة بشار الأسد يسلم نفسه للسلطات في دمشق ويعلن استعداده للحديث بشفافية الداخلية تعلن ضبط ''خلية حوثية'' كانت تسعى لزعزعة أمن واستقرار محافظة حضرموت شاهد.. أول ظهور علني لزوجة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع تعيين قائد جديد لمهمة الإتحاد الأوروبي ''أسبيدس'' المكلفة بحماية السفن في البحر الأحمر أرقام أممية ليست مبشرة عن اليمن: العملة فقدت 26% من قيمتها و 64% من الأسر غير قادرة على توفير احتياجاتها وزارة المالية تعطي وعدا بصرف المرتبات المتأخرة للموظفين النازحين هذا الأسبوع والملتقى يتوعد بالتصعيد في حال التسويف
عاشت الأمة عقودا من الزمن في ظل أنظمة فاسدة اغتصبت السلطة ونهبت الثروات والمال العام وأفسدت أجهزة الدول حتى تأصل وتغلغل الفساد وصار الفاسد ينهب ويحتال ويرتشي بكل وقاحة ويقول : "اعطني حقي" بل صارت ثقافة لدى العامة فما أن يدخل شخص مؤسسة لاستكمال معاملة ما إلا وقال للموظف افعل لي كذا وسأعطيك حقك، ووصل الحال بالأمة نتيجة للفساد المالي والإداري إلى درجة أنها لا تجد الضروريات إلا بشق الأنفس فقامت ثورات الربيع العربي للإطاحة بتلك الأنظمة المستبدة الفاسدة ولتأسيس أنظمة تقوم على النظام والشفافية والعدل فالثورات لم تقم ضد فرد أو عائلة فقط لمجرد مكايدات سياسية ولكن لأن هؤلاء الأفراد أو تلك العائلات هي سبب البلاء والفساد في تلك البلدان وانظروا إلى حجم الفساد الذي ارتكبته عائلة بن علي في تونس أو القذافي في ليبيا أو مبارك في مصر أو علي صالح في اليمن وهكذا عائلة الأسد في سوريا وقل مثل هذا أو كثر في الدول العربية الأخرى وبدون استثناء
لقد قامت الثورات ضد الفساد بجميع أشكاله فالتوظيف لا يخضع لأي معايير ولا يدخله التنافس الشريف بل إن المعيار الوحيد أن تأتي بتوجيه من أحد المتنفذين أو تكون قريبا لمدير تلك المؤسسة أو تلك الإدارة كل ذلك من أجل أن يتم التعاون على السرقة والنهب وتقاسم الرشاوى فهل يمكن أن نسمي في بلدنا الحبيب مؤسسة أو إدارة خالية من الرشوة أو الفساد الإداري أو نهب المال العام
إن النظام السابق أحكم التخطيط والتنفيذ للمخطط لإفساد كل شيء في البلد وركز كثيرا على إفساد التعليم والقيم لمعرفته أن في إفساد التعليم والقيم تخرج أجيال فاسدة إلا ما رحم الله وبذلك يضمن استمرار الفساد
فلقد أفسد المدرس وأفسد المنهج وأفسد قانون التعليم وأفسد الإدارة والموجه والمراقب ولذلك كانت المخرجات فاشلة إلا ما ندر ولك أن تتابع ما يحصل من الغش المنظم والمنهج في قاعات اختبارات النقل فضلا عن الاختبارات الوزارية وكيف يتقاضى مدراء المدارس والمراقبون والعسكر - الذين يحرسون تلك المباني- مبالغ مقابل السماح للطلاب بالغش او مقابل أن يقوم أحد مدرسي المادة بإعطائهم الإجابات واليوم تصلنا الأخبار عن مجاميع تتوافد إلى مراكز الاختبارات مدججة بالسلاح وتقتحم المراكز لفرض الغش بالقوة أو لإفشال الاختبارات حتى يقال إن حكومة الوفاق فاشلة وأي مدرسة تقاوم الغش يصل الحال إلى حد القتل ففي مديرية السبرة قتل مدير مدرسة بل أكثر من قتيل لأنهم منعوا الغش وحاولوا إخراج تلك المجاميع من المدارس وتم سحب دفاتر الإجابات قبل انتهاء الوقت المحدد بنحو ساعة في بعض المراكز نظرا لأن مجاميع تقتحم المدارس لإحداث فوضى وإفشال الاختبارات فياترى من المستفيد من هذه المهزلة بل من المستفيد من إطفاء الكهرباء على أبنائنا الطلاب في أيام الاختبارات أليست هي الأنظمة الفاشلة التي فشلت في صناعة الحياة وفشلت في صناعة الإنسان فلجأت لمثل هذه الأعمال الدنيئة .
إن التعليم في بلادنا سار ولا يزال يسير بعشوائية تامة وتفتح الجامعات والكليات بعشوائية ومزاجية وبدون أي دراسة أو مقدمات وإنما لمجرد زيارة رأس النظام الفاسد لمنطقة ما يوجه بإنشاء جامعة أو كلية فأين مراكز الأبحاث التي تقدم رؤية عن احتياجات التعليم واحتياجات السوق بل إن رؤساء الجامعات وعمداء الكليات يعينون بطريقة حزبية بعيدة عن المعايير الأكاديمية بل مخالفة للأنظمة والقوانين وهذا ما أدى إلى تفشي الفساد المالي والإداري .
إن مخرجات التعليم في بلادنا مخرجات هزيلة إلا ما شاء الله ومخرجات لا تتوافق مع حاجة الأسواق فهناك عشرات الآلاف من الملفات لخريجي الجامعات لدى مكاتب الخدمة المدنية ينتظرون وظائف ولن يجدها أكثرهم كون السوق لا يحتاجهم وإن كان ثمت احتياج فالأولوية لمن يدفع أو عنده واسطة ولا يخضع التوظيف لأي معايير فهل المطلوب من هذه الجامعات والكليات أن تخرج من لا يجد عملاً لا محلياً ولا حتى إقليمياً . إن التعليم بأمس الحاجة إلى عقد مؤتمر وطني لإنقاذه يشارك فيه المتخصصون من الأكاديميين والوطنيين وأصحاب رأس المال وغيرهم من الغيورين على وطنهم وأبنائهم هذا إذا أردنا نهضة شاملة في اليمن لأنه بدون العلم لا تبنى الأوطان فالعلم قاسم مشترك لكل مفاصل الدولة وهذا المؤتمر في اعتقادي لا يقل أهمية عن مؤتمر الحوار الوطني
وأما الصحة فحدث عنها ولا حرج فبعد أن كانت خدمات المستشفيات الحكومية مجانية في وقت لم يكن النفط ولا الغاز ولا التصدير لكثير من المنتجات اليمنية أما اليوم وبعد أن صارت اليمن دولة مصدرة للنفط والغاز وكثير من المنتجات فلا فرق بين المستشفيات الحكومية والخاصة اللهم إلا أن المستشفيات الخصوصية أرقى وأنظف وأحسن خدمة إلا ما ندر بل إن إيرادات المستشفيات وأجهزتها تنهب في وضح النهار وما قيام الثورات ـ ثورات المؤسسات ـ على مدراء بعض المستشفيات نتيجة فسادهم المالي والإداري إلا أنموذجا للفساد الحاصل فمتى تقوم روح الحياة للمستشفيات الحكومية ومتى تصفي من الفساد والفاسدين ومتى سيشعر المواطن اليمني أن الدولة تحترمه وترعاه في جميع مجالات الحياة .
www.almaqtari.net