هجمات الحوثيين لم تعد مقبولة.. مصر وجيبوتي تتفقان على العمل لضمان استعادة الأمن في باب المندب والبحر الأحمر ''إقرأ ورتل'' مسابقة قرآنية في عدن ستبث خلال شهر رمضان ''بيتنا 4 فرشات وحصيرة''.. عائلة محمد الضيف تخرج إلى العلن وتروي رحلة التخفي والأسماء الوهمية ووصيته الأخيرة لأبنه أول زيارة خارجية لرئيس سوريا.. الشرع يصل الرياض وهذه أبرز الملفات التي سيبحثها مع محمد بن سلمان الجيش السوداني يعلن سيطرته على أكبر مدينتين بولاية الجزيرة طريقة جديدة للاختراق.. لا تقع في فخ هذه الرسائل المزورة وسرقة البيانات ترمب يعلن الحرب الإقتصادية في الرسوم الجمركية ضد الصين وكندا والمكسيك للسنة الثالثة على التوالي ...أرامكو تتربع على عرش شركات العالم الأعلى ربحية زوجة الضيف تكشف خبايا رجل الظل لأول مرة ..تفاصيل إدارة ترامب تطلق نهجًا جديدًا للتعامل مع الأزمة اليمنية
يحتفل اليمنيون في داخل اليمن وخارجه بالثورة اليمنية الثانية في ذكراها السادسة والخميس (ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيد). هذه الثورة التي إستطاعت أن تنجز الإستقلال اليمني عن المستعمر البريطاني الذي جثم على صدور اليمنيين في جنوب الوطن لأكثر من عقدين وقرن من تاريخ اليمن. أتت الثورة اليمنية الأُكتوبرية كإستحقاق لنضال يمني خالص أنطلق بشموخ وعنفوان بأهدافٍ موحدة وغاياتٍ متناغمة وتضحياتٍ مشتركة وأحلام متشابهة حتى قهرت المستَعمِر وأخرجته مرغماً من عدن ومناطق أخرى من الجنوب اليمني في متلازمة عجيبة من الكفاح اليمني الذي خط محاور إمتداده من جبال ردفان إلى جبال عيبان ونقم وصبر وشمسان وجبال العوالق ومكيراس ليصنع ابتسامةُ النصر في الرابع عشر من أكتوبر المجيدة.
جاءت أهداف ثورة 14 اكتوبر لتكمل ما سبق من أهداف سبتمبر وكانت الأهداف لثورتي سبتمبر وأكتوبر واحدة كما يقول الباحث نبيل البكيري وأن ثورتي أكتوبر وسبتمبر كانتا ثورتين "متكاملتين في الوسائل والآليات. ولم يكن من الممكن نجاح إحداهما بمعزل عن الأخرى، وأن مناخ نجاح الثورتين كان مرهوناً بتوفر الشروط الموضوعية للواقع الاجتماعي الذي فجرهما وأن أكتوبر أخرجت بريطانيا، بكل أسطوريتها وقوتها، من جنوب اليمن"
أثبتت ثورة الرابع عشر من اكتوبر واحدية النضال اليمني وعكست واحدية الجغرافيا والشعب في شطري اليمن، وهذه هي الحقيقة التي لا يمكن التشكيك فيها مهما حاول البعض أن يزور التاريخ وينشر الأكاذيب ويأتي بأقاويل من خارج حقائق التاريخ، إن واحدية المسار في الثورتين تؤكد هذه الحقائق حيث كان لنجاح ثورة سبتمبر الدور المهم والفاعل في تفجر شرارة أكتوبر والتسريع في إنجاز الإستقلال للجنوب اليمني.
ومثلت سبتمبر وجغرافية الشطر الشمالي من اليمن الحاضن الكبير لثوار أكتوبر فكانت تعز صنعاء وإب والحديدة مناطق تجمع وترتيب وإنطلاق لثوار أكتوبر بدعم وتأييد من ثوار سبتمبر، وللتاريخ يسجل هذه الحقائق الفقيد المناضل علي عنتر وزير الدفاع ونائب الرئيس في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عن علاقة الثورتين وامتدادها ودعم ثوار سبتمبر في تحقيق أكتوبر الثورة بقوله "يكون عندنا أخلاق بالإعتراف بنضالات الناس الآخرين.... الفضل بالنسبة لنا كمناضلين قدنا النضال وفجرنا النضال في 14 أكتوبر يعود للرواد الأوائل من ثوار 26 سبتمبر... وتفجير الثورة في صنعاء، وهذا الأمل الذي أعطانا وأنطلقنا لنناضل وكلنا يقين طالما وصنعاء ورانا سننتصر في عدن.... ولهذا تحية والف تحية لمن أتخذ القرار في 26 سبتمبر وتقدموا راضين بالموت من أجل الشعب اليمني... نحن نقول لهم الفضل علينا.. هذه الثورة في الشطر الجنوبي والإنتصار العظيم الذي حققته قوى الثورة اليمنية في شمالها وجنوبها يعود الفضل بالدرجة الأولى لرجال 26 سبتمبر".
أستطاعت أكتوبر توحيد أكثر من 21 دويلة وسلطنة ومشيخة تحت دولة واحدة، وكانت الوحدة اليمنية بالنسبة لثوار أكتوبر حاضرة واقعًا في مسارات نضالهم وتوجهاتهم وكانوا الرافعة الحقيقة للمسار الوحدوي وإنجازه، ومن المهم التأكيد هنا أن المناضل قحطان الشعبي أول رئيس لجمهورية اليمن هو الوزير المختص بشؤون جنوب اليمن المحتل في أول تشكيلة وزارية بصنعاء بعد الثورة وتبوأ الكثير من قيادة الحركة الوطنية مناصب رسمية رفيعة في الشمال، يقول الباحث البكيري "لم تكن ثورة 14 أكتوبر لطرد المستعمر فحسب، بل ثورةً وحّدت الجنوب اليمني كله في إطار كيانٍ سياسيٍّ واحدٍ معترفٍ به دولياً وإقليماً. هذا الكيان الذي ظل حاملاً فكرة الوحدة اليمنية، حتى تحققت في مايو/ أيار 1990 كإرادة وطنية شعبية، وليست مجرد مشروع نخب حاكمةٍ ستنتهي الوحدة برحيلها"
حاول المُستعمِر عبر أدواته أن يغير هوية أكتوبر ويحرف بوصلتها، وعمل جاهدًا على إجهاض الإستحقاق الثوري لها من خلال محاولاته اليائسة بصبغ الثورة بهوية غير هويتها اليمنية الحقيقة التي إنطلق منها ثوار أكتوبر فكانت اهم تلك المحاولات نهاية الخمسينيات من خلال إيجاد كيان لدولة وليدة تحت مسمى الجنوب العربي هادفاً بذلك عزل الواقع الجديد عن العمق الحقيقي لثورة أكتوبر تغيير مسارها، لكن إرادة ثوار أكتوبر كانت هي الحاسمة في تحديد هوية الثورة، وجاءت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لتعكس الهوية الحقيقة للثورة اليمنية في جنوب اليمن.