آخر الاخبار

توكل كرمان: من يحكمون اليمن اليوم لا يقلون ضررا عن سلطة الحوثيين والمجلس الانتقالي مكشوف أمام الجنوبيين قبل الشماليين مجلس شباب الثورة: 11 فبراير لم يكن مشروعا عائليا ولا مناطقيا بل مشروع وطني مستمر والاستبداد إلى زوال مهما طال أمده عاجل : المملكة الأردنية تلغي اتفاقية وقعتها مع المليشيات الحوثية بعد اكتشاف انتحال قيادي حوثي هوية الشرعية حفل تكريمي ل 800 طفل وطفلة من المشاركين في مشروع النور المبين للحافظ الصغير على المسرح السبئي بمحافظةمأرب الجيش الوطني يفشل كافة عمليات التسلل الحوثية بمحافظة مأرب ويكبدها خسائر في القوة والعتاد. مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية يدشن موقعه الإلكتروني الجديد طهران تخشى الضغوط القصوى لترامب وتعلن استعدادها للتفاوض مع واشنطن بشرط واحد الموقف السعودي الرافض لتهجير الفلسطينيين وأثره على التطبيع الدولار يقترب من 2300.. آخر تحديث بأسعار الصرف مساء اليوم وزير الاوقاف بمكة المكرمة يكرم المشاركين في المسابقة القرانية للعسكريين بالسعودية

‏مشروع خسبرة الصهيوني
بقلم/ يسري فودة
نشر منذ: سنة و شهر و 29 يوماً
الأربعاء 13 ديسمبر-كانون الأول 2023 08:54 م
 

أثناء قيامنا بمونتاج تحقيقنا عن الحصار الإسرائيلي لكنيسة المهد في بيت لحم عام 2002، خرج تليفزيون BBC فجأةً بفيلم تسجيلي يروي رواية لحصار الكنيسة غريبة الأطوار. اتصلنا بال BBC قالوا إنهم لا يملكون الحقوق الفكرية. أحالونا إلى شركة "أفلام أكتوبر" البريطانية. هي أيضًا قالت لنا إنها لا تملك الحقوق الفكرية. أحالونا إلى شركة إسرائيلية اكتشفنا أنها شركة وهمية بأسماء وهمية. شركة الإنتاج في الواقع كانت ما يسمى جيش الدفاع الإسرائيلي IDF. طرحنا السؤال على المتحدث باسمهم، الجنرال غيرشون هاكوهين، فقال: "لقد أدركت أثناء سيري مع نائب رئيس هيئة الأركان كم هو مهم أن نقنعه بأن شيئًا كهذا ينبغي أن يكون محل وصف توثيقي من جانب BBC".

 

هذا مثال واحد فقط من آلاف الأمثلة التي يمكن رصدها في سياق الأنشطة الصهيونية لتزييف التاريخ و تلميع النفس و تشويه الآخر و خداع العالم نحو قبول الرواية الإسرائيلية. هذا ما يعرف في اللغة العبرية باسم הסברה أو hasbara أو خسبرة و أقرب ترجمة لها إلى الإنغليزية هي Explaining أو "شرح" بالعربية. 

 

تبدو كلمة بريئة من على السطح لكن في حشاها تقبع الأفاعي، و الذي استحدثها كان أحد رواد الحركة الصهيونية التي تأسست قبل نهاية القرن التاسع عشر. كان هذا هو ناحوم بن جوزيف شموئيل سوكولوف الذي وصل إلى رئاسة حركة "المؤتمر الصهيوني العالمي" عام 1931 و هو صاحب الفضل على أبناء جلدته في تغيير اسم بلدة تل الربيع الفلسطينية إلى تل أبيب، من بين أمور أخرى كثيرة.

 

اليوم صار مشروع الخسبرة مشروعًا معقدًا يفضل الإسرائيليون وصفه ب "الدبلوماسية العامة" و تتغلغل أذرعه في تروس الآلة الإسرائيلية عسكريًا و دبلوماسيًا و ثقافيًا و فكريًا. من أبرز هذه الأذرع:

-وحدة المتحدث الرسمي باسم ما يسمى جيش الدفاع الإسرائيلي التي تضم أكثر من 400 ضابط بالإضافة إلى قوة احتياط تبلغ أكثر من 1200 ضابط و جندي. و بدءً من عام 2017 تم تخصيص عدد كبير من الضباط لممارسة الخسبرة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي إلى جانب أولئك المختصين بالصحف و وسائل الإعلام التقليدية.

-وحدة تنسيق الأنشطة الحكومية في الأراضي (الفلسطينية طبعًا)، اختصارًا وحدة COGAT.

-وحدة مكتب رئيس الوزراء و تضم المكتب الصحفي الحكومي و إدارة الدبلوماسية العامة (الخسبرة) و إدارة المعلومات العامة.

-إدارة الدبلوماسية العامة (الخسبرة) داخل وزارة الخارجية و تضم وحدة وسائل الإعلام و العلاقات العامة و وحدة الشؤون الثقافية و التعاون العلمي و مكتب الشؤون الدينية و العلاقات مع يهود الشتات.

-منظمات ما يوصف بالمجتمع المدني المؤيدة للأهداف الإسرائيلية و هي تتحرك بالتنسيق مع المخططات الرسمية تكتيكيًا و استراتيجيًا.

-حملة "ماسبيرين إسرائيل" التي تأسست عام 2010 لتحسين صورة الإسرائيليين أمام العالم من خلال أساليب الخسبرة الحديثة.

-برنامج "المنح الدراسية للخسبرة" و هو مصمم لتوظيف الطلاب و الدارسين لخدمة الأهداف الدعائية للإسرائيليين حول العالم.

 

وفقًا للمفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد فإن "وسائل الخسبرة أثناء الانتفاضة الثانية شملت موائد طعام و رحلات مجانية للصحفيين المؤثرين، و ندوات لطلاب الجامعات اليهودية، و دعوات لأعضاء الكونغرس، و منشورات و تبرعات للحملات الانتخابية، و تعليمات للصحفيين و الكتاب و المصورين، و محاضرات و حفلات موسيقية و إشارات متكررة إلى الهولوكوست (محرقة اليهود)، و إعلانات مدفوعة الأجر لاستقطاب الصحف التي تهاجم العرب و تمدح إسرائيل".

 

تعلم الآن من أين أتى المتخسبر الإسرائيلي دانييل خغاري و ماذا يحاول أن يفعل.