آخر الاخبار

وزير دفاع الحوثيين يخاطب الإدارة الأميركية: ستدفعون الثمن باهطاً وستهزمون فنحن قوة جبارة يُصعب النيل منها وتسليحنا متطور لا مثيل له على مستوى جيوش المنطقة وقد أعددنا انفسنا لمواجهتكم. عاجل بعد عودته من إيران.. المبعوث الأممي يوصي بمقترحات جديدة عقب الضربات الأمريكية على مليشيا الحوثي مجلس التعبئة والأسناد يعايد أبطال الجيش والمقاومة المرابطين بجبهات محافظة مأرب رهينة إسرائيلي أفرجت عنه حماس يطالب ترامب بإنهاء الحرب في غزة رئيس هيئة الأركان: المرحلة القادمة ستشهد تحولات كبرى والأمم التي يتمسك أبناؤها بالقرآن الكريم هي أمم لا تُقهر السيسي يشدد خلال اتصال مع الرئيس الإيراني على أهمية خفض التصعيد الإقليمي رئيس هيئة العمليات يعقد اجتماعًا مع قادة وحدات الحماية للمنشآت النفطية بقطاع صافر هجوم تركي عنيف على إسرائيل وتل أبيب تصدر بيانا غير مسبوق مد بحري شديد ومفاجئ ضرب ''ذوباب'' في تعز ومناشدات عاجلة لإغاثة المتضررين من هو قائد معركة الإطاحة بنظام بشار الأسد؟ الوزير الذي حافظ على منصبه

أعجوبة العيد ...قصة قصيرة
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: يومين و 14 ساعة و 13 دقيقة
الأحد 30 مارس - آذار 2025 12:20 ص
  

قصة قصيرة 

 

حين بدأ الديك الذي يغفو فوق برميل الذرة في ركن منزلنا الريفي يمط رقبته ويصيح كنت حينها لم أنم بعد.! 

وكيف أنام وغدا عيد؟! 

أغفو وأنا أنظر إلى ثوبي الجديد المعلق على الوتد ويطير نومي من الفرحة، في جيبي باكت طماش قريح وبجوار الطماش 50 ريالا جديدة جعلتني كأنني قد توجت ملكا على العالم.! 

 

كنا في تحدي من الذي سيصحو قبل الجميع ويغتسل ويلبس ثيابه الجديدة ويسبق إلى مصلى العيد؟!

وقررت الفوز، لكنني غفوت لساعتين ثم صحوت حين سمعت المؤذن لصلاة الفجر. كان الجميع ما يزالون يغطون في النوم.

 

أسرعت اغتسل بالماء البارد وأنشف جسدي الذي يرتعش كعصفور بلله المطر، لبست الثوب الجديد، تحسست نقودي فوجدتها ما تزال بجوار الباكت القريح. 

مشطت شعري وغادرت إلى المسجد، صليت الفجر ثم توجهت فورا إلى مصلى العيد، كانت أشعة الصباح قد بدأت تتسلل من فوق الجبال وتصاعدت خيوطا من الدخان من مطابخ بعض المنازل.

في الطريق إلى مصلى العيد كنت أنظر خلفي لأرى هل لحق بي أحد من بيتنا فلم أجد أحد.

حين وصلت المصلى كان قد سبقني عدة أشخاص، صليت ركعتين وجلست في الصف الأول.

بدأ الناس يتوافدون وبدأت أشعة الشمس ترسل أشعتها حارة لاسعة، لكن لا يهم.

بعد أن صلينا ثم أنتهى الفقيه من الخطبة جلس في مجلسه يدعو بينما الناس يرمون إليه ببعض النقود، لم أنظر إليه بحسد كما في العيد الماضي ففي جيبي من النقود ما تجعلني أذهب إلى الدكان وأعود بالعصائر والبسكويت طيلة أيام العيد.

فوجئت بإخوتي بين الصفوف، لا أعلم متى وصلوا؟

بعد أن سلمنا على أعمامي توجهنا كلنا إلى منزل عمي حيث تقيم جدتي، سلمنا عليها وقبلنا رأسها كعادتنا.

استعرض الأطفال نقودهم لكنني تفوقت عليهم بالخمسين الريال الجديدة وباكت كامل من الطماش.

بعد أن تناولنا الإفطار على عجل جاء الأخدام طرموم ومحرم وبدأوا يضربون الطاسة والمرفع ( طبول ) وبدأنا نرقص البرع.

لم يكن لدي جمبية لكنني رقصت معهم، كنت أجري وأهتز كيفما أتفق. 

واصلت الرقص بحماس بعد أن رأيت البنات ينظرن إلينا من النوافذ.

مؤكد أنهن يراقبنني أنا فأنا الذي يمتلك 50 ريالا وباكت من القريح.! 😅

العرق يسيل من وجهي وسائر جسدي وأنا أرقص بحماس هستيري وبشكل مضحك، وبعد أن نلت إعجاب البنات _ كما ظننت حينها_ تركت حلقة الرقص وذهبت للتفرج على الكبار وهم يطلقون النار على النشان " النصع ".

بعد أن أصاب عمي الأكبر النصع طلب من الجميع أن نقف في الظل صفا واحدا ليلتقط لنا نجله صورة جماعية.

1 2 3 ثم لمع فلاش الكاميرا وخرجت الصورة فورية فسلمها لعمي الذي قال ضاحكا: 

_ نصف الأولاد لم يظهروا في الصورة. كيف صورت؟! 

تسلم عمي إبراهيم الكاميرا وألتقط لنا صورة ظهرنا فيها كلنا.

حين وصلت الصورة إلى يدي رأيت نصف وجهي فقط فابن عمي الواقف أمامي حجب نصف الآخر من وجهي.

هممت أن أطلب من عمي أن يلتقط لي لوحدي صورة لكنني خجلت.

 

قال عمي: 

_ الذي سيذهب إلى جبل بني مسعود ليأتي لي بقات من هناك سأعطيه 50 ريال.

قلت على الفور: 

_أنا سأذهب.

 لكن عمي قال: 

_ أنت صغير أريد واحد من الكبار.

ثم أخرج حزمة مفاتيح من جيبه وقال لي: 

_ أنت ستذهب إلى بيتي الأخرى، ستفتح الباب الكبير بهذا المفتاح، ثم تذهب إلى غرفة نومي وافتحها بهذا المفتاح، ثم أفتح الخزنة الخشبية وخذ لي منها علبة العطر الصفراء الجديدة، وخذ لي قطعة كبيرة من العودة البخور، قطعة فقط. 

ثم دس في جيبي ورقة من فئة العشرين الريال.

كنا في منتصف الثمانينيات وكانت 70 ريالا في جيبي تعني ثروة كبيرة بالنسبة لطفل. 

ذهبت إلى منزل عمي وجئت إليه بالعطر والعودة كما طلب.

سألني: 

_ هل أغلقت الأبواب أم نسيتها مفتوحة؟

_ اغلقتها وتأكدت.

_ شاطر. 

انتهزت فرصة سروره مني وطلبت أن يلتقط لي صورة أنا وهو بمفردنا.

نادى على عمي عبد الرحمن قائلا: 

_ ألتقط لي صورة مع محمد.

اقترب بعض الأطفال ليقفوا معنا لكنه أبعدهم.

كنت في غاية السرور وأنا بالصورة لوحدي مع عمي.

بعد الغداء جلست بجوار عمي الذي بدوره أعطاني حزمة من قاته الفاخر، لم أكن قد مضغت القات من قبل.

وبدأت أمضغ القات، بعد ثلاث ساعات خرجت لألعب مع الأطفال لكنني وجدتهم وقد تحولوا إلى كباش.! 😅

راعني الأمر وداهمني الخوف فلأول مرة في حياتي أرى الكباش تعلب الكرة.! 

عدت أجري فسألتني جدتي: 

_ مالك تجري هكذا ؟ ما الذي حصل ؟! 

_ الأولاد يا جدة كلهم تحولوا إلى كباش.

وضحكت النسوة والبنات وأدركن أن القات قد أخرجني عن طوري.! 

قالت جدتي: 

_ اتفل بالقات من فمك فورا قبل ما تشوفنا بقر.

وواصلت البنات ضحكاتهن.😅

رميت بالقات وغسلت فمي وبدأت أهدأ وأرى الأولاد على حقيقتهم لكن خبر تحول الأولاد إلى كباش كان قد وصل إلى مجلس الرجال فأصبح الأمر أضحوكة العيد.

بعد أن أدركت أنني قد تحولت إلى أضحوكة، وأن الإعجاب الذي نلته من قبل البنات قد أنهار في لحظات خجلت وغادرت منزل عمي عائدا إلى بيتنا.

ذهبت لألعب مع الأطفال لكن أخي جاء من منزل عمي وهو يضحك وأخبر الأطفال بما حدث.

وانتشرت القصة في قريتنا وتحولت إلى نكتة ضحك الجميع منها.

كرهت القات وأقسمت أن لا أمضغه طول عمري فقد نغص علي فرحة العيد وحولني من بطل صغير إلى أضحوكة.😁

 

*****