آخر الاخبار

باكستان تكشف عن موافقتها على شروط بنكين في الشرق الأوسط لمنحها قرض بمليار دولار تعرف كم بلغ الإنفاق الحربي لإسرائيل في عام 2024؟ أول عضو في مجلس القيادة الرئاسي يكشف عن إنعكاسات عودة ترامب الى واجهة المشهد الأمريكي وخيارات الحرب ضد الحوثيين المركز الأمريكي للعدالة يدين محكمة في شبوة أصدرت حكماً بسجن صحفي على ذمة منشور على الفيسبوك السفير اليمني بدولة قطر يزور معسكر منتخبنا الوطني للشباب بالدوحةضمن استعداداته لنهائيات كأس آسيا بالصين من نيويورك.. رئيس الوزراء يؤكد للأمين العام للأمم المتحدة تمسك الحكومة بمسار السلام وفق المرجعيات الثلاث ويطالب بضغط دولي تجاه المليشيا بعد دعوات تشكيل لجنة من المحايدين لزيارة الأسرى.. حزب الإصلاح يعلن موافقته ويضع شرطا صغيرا يحرج الحوثيين ويضعهم في زاوية خانقة الحكومة اليمنية تؤكد التزامها بالمسار الأممي لحل الأزمة وغوتيريش يقول أن ملف اليمن أولوية الحوثي يوجه البوصلة باتجاه السعودية ويهدد بضرب اقتصادها ويقول أن المعركة قادمة أسعار الصرف في اليمن مساء اليوم

كلفوت في قصر الرئاسة
بقلم/ بكر احمد
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 29 يوماً
الأحد 23 يونيو-حزيران 2013 04:51 م

انقضت - تقريبًا - سنتان منذ أن تولى هادي حكم اليمن، وبعد أن تم تشكيل حكومة مشتركة بين النظام السابق الذي قامت عليه الثورة وبين معارضة النظام السابق الذين كانوا ضمن الحقل السياسي القائم في تلك الفترة، ولا داعي لِأَنْ أتطرق إلى الحصانة التي شملتهم جميعًا بدون استثناء، لأن التذكير بهذه الأمور تجعلنا نشعر بالإحباط الشديد.

سنتان وكان كل ما نأمله هو أن يتحسن الوضع كنتيجة طبيعية لزوال الشخص الرئيسي المتسبب بكل هذا الخراب في اليمن، أو على أقل تقدير أن يبقى الوضع السيئ كما هو لفترة محدودة ومن ثم يتم التقدم خطوة بخطوة نحو ألأفضل ، إلا أن ما آلت إليه الأوضاع الآن هي وبكل المقاييس انتكاسة سياسية واقتصادية واجتماعية.

كل ما يعرفه الشعب بأن هنالك شخصًا يدعى "كلفوت"، وهو سبب هذه المعاناة، والمعاناة المقصودة هنا هي الكهرباء التي لم تعد موجودة في اليمن، وأن الشعب بات يعاني كثيرًا من هذا الأمر، بل إن هنالك أرواحًا لمرضى في المستشفيات تزهق بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وإن حالات الحر الشديد في المناطق الساحلية لا تُطاق، كما أن المدن تصبح كومة ظلام تنشر البؤس في أرجائها.

حكومة الوفاق هي حكومة بدون معارضة، مما جعل فشلها الواضح أمرًا لا يتحدث عنه أحد، وصارت هذه الحكومة كومة خراب لا تقوى على عمل أي شيء بقيادة رئيس وزراء فاشل جدًا لسبب بسيط وهو أنه وبكل تاريخه لم نشهد له نجاح واحد في أي منصب سبق وأن تولاه.

فمعاناة الشعب لا يتحدث عنها أحد ولا يبدو أن أحدًا من تلك الحكومة معني بها، والانفلات الأمني بلغ مستويات عالية جدًا لدرجة أنه بإمكانك أن تقتل ثم تخرج على إحدى القنوات الفضائية لتشرح أسباب قتلك دون أن يتم إلقاء القبض عليك.

الغريب في الأمر أن هادي يبدو أكثر شخص غير معني بمعاناة الشعب اليومية، وهو وحتى اللحظة لم يتحدث عنها بشكل مباشر، الرئيس هادي يبدو أنه يسعى لأمور أخرى هي بعيدة كل البعد عن اهتمامات وطموحات هذا الشعب المسحوق.

لم يساورني شك، ولو للحظة واحدة، بأن الدولة لو أرادت - فعلًا - القضاء على ظاهرة انقطاع الكهرباء لفَعَلت ذلك، ولكني اعرف ان الفساد ايضًا له رأي آخر، وهادي ليس ملاكًا منزلًا علينا من السماء، إنه كان نائبًا لرئيس فاسد وضمن حزب فاسد، وكان يعمل معه ويتشارك معه، هادي نطفة سلالية عن نظام حكمنا اكثر من ثلاثين عامًا، ولم يستطع أن يبني مستشفى واحدة، فهل سيستطيع هادي أن يقوم بشيء مختلف، إنه يبدو متهاونًا ومتعاونًا وضعيفًا ومحابيًا لمراكز القوى، إنه يبدو شيئا بالكاد نستطيع أن نشعر بوجوده، بينما الأمور كلها خرجت عن السيطرة.

كلفوت ليس رجلًا مخربًا، بل كلفوت هو الرئيس وهو المتحكم في اليمن، وهو الرجل القوي الذي يجب ان ينتقل فورًا إلى قصر الرئاسة بينما على هادي أن يبحث له عن وظيفة ثانوية، فهذا المكان اللائق له، وهي الوظيفة التي يجيد العمل عليها.