بحضور جميع أعضائه.. مجلس القيادة الرئاسي يعقد اجتماعا استثنائيا لمناقشة تطورات الاوضاع المحلية على كافة المستويات تقرير يكشف كيف انفجرت أجهزة البيجر بعناصر حزب الله مأرب.. اللواء العرادة يكرِّم طالبين من أوائل الجمهورية في اختبارات الثانوية العامة بعد سماح الغرب لأوكرانيا باستخدام صواريخ كروز بعيدة المدى.. هل سيكون هناك رد روسي بتسليح الحوثيين؟.. تقرير الحكومة تصدر تعميماً لكافة المزدوجين وظيفياً الذين يشغلون أكثر من وظيفة إصابة السفير الإيراني في بيروت بإصابات وجروح ونقله الى أحد المستشفيات السعودية تكشف عن تحركات وجهود لبناء أول محطة نووية لإنتاج الطاقة ليفربول جاهز لتحدي ميلان في دوري الأبطال .. القتال لإنتزاع اللقب للمرة السابعة الرئيس مسعود بزشكيان يكشف عن مخطط إيراني يتم تنفيذه في اليمن المستشفيات اللبنانية تغرق بالمصابين من قيادات وعناصر حزب الله والمستشفيات تطلق نداءات استغاثة للتبرع بالدم
عيدروس وطارق ومبدأ الحوار بين من ينبغي أن تجمعهم نقاط مشتركة، أو لديهم الإستعداد لإنضاج قدراً من التفاهمات، مثل هكذا لقاء هو أمر ليس سيئاً بل مطلوباً، وخطوة في الطريق الذي تأخر إرتياده لفترة عصيبة من الوقت ، والآن على قاعدة خير من أن لا يأتي، يحدث اللقاء ولو متأخراً.
نحن جميعاً علينا أن نعيد النظر بتمترساتنا القطعية الأحادية المتشنجة، التي لا ترى إلا نفسها ومشروعها السياسي ، وترفض المرونة والإنفتاح على الآخر، ليس لإجباره على أن يتخلى عن مواقفه بالمطلق، بل أن نبلور معاً موقفاً مشتركاً في الحدود الآمنة، وبما يدفع بكل الأطراف خطوة نحو قواسم الرؤى الوسط.
عيدروس وطارق ليس هما ذات الشيء، ولكنهما يستطيعان أن يشرعا الشبابيك لدخول الهواء الجديد وطرد الفاسد ، في سابق العلاقات المتأرجحة بين الشكوك المتبادلة، وعدم اليقين من صدقية التقارب.
قيمة هذا اللقاء أياً كانت المظلة الإقليمية التي تغطيه ، انه يكسر جبل الجليد ويمضي نحو البحث عن سبل أكثر نجاعة، في تنسيق المواقف من السياسي إلى العسكري ،سيما وأن الطرفين يجمعان بين السياسة والقوة المسلحة، ناهيك عن جهة داعمة إقليمية واحدة.
العبرة ليس في اللقاء بذاته ولكن بخواتيمه ، بمخرجاته ، بتجرده من الأنانية السياسية والحسابات الضيفة ،ومغادرة عقلية حُقن التسكين وشراء الوقت وهندسة الكمائن ، والإنفتاح على المشروع المختلف ، دون الحاجة للتخوين أو إدعاء إحتكار الصواب، والتصلب خارج التنازلات المتبادلة.
الإنتقالي يتغير يعيد قراءة المشهد السياسي وهذا أمر جيد ، يكيف لغته وآلياته مع حركية المتغيرات المتسارعة والمتقلبة من حوله ، ويقدم المقاربات والسرديات غير العصبوية والجهوية، يكسر سلاسل المنطقة وينفتح على الموزاييك السياسي الوطني العام.
للإنتقالي قضية عادلة وعليه أن يحشد الأنصار حولها، ويخفف من إحتقانات كل ماهو ثانوي ، يوحد الخطاب يعيد صياغة وعي حواضنه، خارج الكراهية وسابق الشحن التعبوي ، ويوطن لديهم بأن المختلف جغرافياً ليس هو العدو ، وشهادة الميلاد ليست هي البرنامج السياسي الذي نحترب حولها ، وإن تقصي مخارج حروف اللهجات ليست هي معركة الجنوب ولا معركة أي أحد ، وكل إستعداء غير مبرر لمكونات اجتماعية أُخرى، هو قيمة ناقصة تسحب ولا تضيف لقضيته العادلة شيئاً، ناهيك عن مركزية المواجهة.
وكما إنفتح الإنتقالي في الحوار مع مكون طارق ، عليه أن يعتمد منهجية الحوار مع كل القوى والأطراف داخل وخارج الرئاسي، وأن ينتقل بالعلاقات من الخصومات الفائضة عن حاجة قضيتة ومجمل الصراع ، إلى تكثير الأصدقاء وتنمية المشترك، والبناء على حقيقة وحدة القضايا المترابطة.
ثلاثة مرتكزات تعضد الحوار وتشكل أساس إنطلاق له:
الدولة المدنية غير الدينية
حق تقرير المصير
ومقاومة الإنقلاب.
خارج التقاربات والحوار ، البندقية وحدها لا تصنع نصراً.