الرياض وواشنطن توقعان اتفاقية تعاون إستراتيجي في هذا المجال 3 بطولات "مثيرة" في كأس العالم للرياضات الإلكترونية الشركة المالكة للناقلة (أولفيا) تفضح الناطق العسكري للحوثيين سلطات مأرب تطلق خطة الاستجابة الإنسانية للمحافظة للعامين 2024م- 2025م أبو حمزة يكشف كيف هربت قوة صهيونية كـ”الجراد”.. والقسام توجه رسالة مصورة انتشار مخيف لوباء الكوليرا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين توقعات بحدوث فيضانات مفاجئة في عدد من المناطق بـ اليمن خلال الأسابيع القليلة المقبلة أسطورة كرة القدم ميسي يحقق أحلام قائد وريثه يامال نائب ترمب: بريطانيا ستكون أول «دولة إسلامية» تملك «النووي» نيابة الاحتيال المالي السعودية تكشف عن محتال سعودي خدع ضحاياه بـ «مناقصات وهمية» تبلغ 12 مليون ريال
الكتروني يتعاطون مع أحداث صعدة بمعلومات مغلوطة، وهو بهذا الحديث المباشر يوجه نقداً غير مباشر لأجهزة الإعلام الرسمية، وبالتالي للقائمين على هذه الأجهزة وراسمي سياساتها ومخططي برامجها وموجهي رسائلها، بالنظر إلى أنهم لم يستطيعوا الوصول إلى تلك الصحف والمواقع الالكترونية وتغذيتها بالحقائق والوقائع وإطلاعها على ما يجري من أحداث وتطورات وفق منهجية علمية وإعلامية ومعلوماتية منطقية وواقعية مقنعة..
وفي الحقيقة فإن المتتبع لمسار الخطاب الإعلامي الرسمي منذ بداية الحرب السادسة في صعدة سوف يجد أن هذا الإعلام بكل إمكانياته ووسائله ظل عاجزاً عن التعاطي مع الأحداث وفق رؤية وطنية حقيقية، وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا يملك أجندة واضحة وأنه يعمل خارج ما يجب أن يكون عليه..
- فهو من حيث المبدأ ظل غارقاً في متاهات الماضي وأساليبه العتيقة، ولذلك لم يجد ما يتعامل به مع الآخر سوى استخدام الشتائم وتوجيه التهم جزافاً وإثارة الأحقاد والصراعات، ونبش ما اندثر من ألفاظ وعبارات وتوصيفات، عملت على تشويش ذهنية الرأي العام، فحرمت الناس من معرفة الحقيقة وقدمت الإعلام الرسمي وكأنه مجموعة من الأجهزة والأدوات والسياسات الغوغائية، ففقد هذا الإعلام مصداقيته أمام قطاعات واسعة من أبناء المجتمع وأراح خصومه، من حيث ظن أنه يؤلمهم..
- ولم يكتف الإعلام الرسمي بعجزه الفاضح عن إيصال الحقيقة بصورتها الناصعة، وعجزه عن إقناع الناس بعدالة ما يُطرح من قضايا ومبررات، بل إن هذا الإعلام عمل على شغل النظام الحاكم وسلطته المتخبطة وجرهم في اتجاهات أخرى، من خلال افتعال معارك إعلامية جانبية مع القوى السياسية الفاعلة في المجتمع، بهدف إرباك السلطة وتخويفها وجعلها في قلق دائم وحرفها عن التفكير والبحث عن حلول ومخارج آمنة، وفي هذا السياق واصل الإعلام الرسمي مهمته في قطع حبال التواصل من خلال افتعال معارك وهمية مع مختلف الفعاليات، حتى مع أولئك الحكماء والعقلاء الذين ظلت جهودهم الوطنية ماثلة في كل المراحل التي مر بها الوطن اليمني..
- وقد أثبت القائمون على توجيه الإعلام الرسمي أنهم لا يفقهون ما هي المضامين الإعلامية الوطنية التي يجب أن تحملها رسالته في تعاطيها مع الأحداث في ميدان الصراع، فالتناقض في البيانات والأرقام ولّد قناعة عامة بعدم مصداقية هذا الإعلام والكثير من المقابلات التي جرت مع النازحين والأسرى أو ما يسمون بالهاربين، عكست صوراً أخرى غير ما يدعيه الخطاب الرسمي ويتشدق به. أما إبراز اسم أحد جنود اللواء (.....) مثلاً، والقول بأنه قام بقنص كذا عدد من (......)، فإن مثل هذا الأسلوب ربما يحمل هدفاً آخر لا نعرفه نحن، بل يعرفه المعنيون في قيادة الإعلام الرسمي!!
- وأخيراً: إذا كان الإعلام الرسمي قد تعرض لسلسلة من الإجراءات الإدارية والتنظيمية الخاطئة التي أوصلته إلى درجة من الترهل وعدم القدرة على الإبداع والنجاح المهني العام، وعانى من التدخلات المباشرة وغير المباشرة التي أوصلته إلى حالة من التخبط وفقدان الرؤية الاستراتيجية والسياسية الواضحة، والتعاطي مع مختلف التطورات بمزاجية متعددة الأهواء والألوان والمآرب والمقاصد والأهداف.. فإن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح : من يتحمل مسئولية فشل الإعلام الرسمي في تحقيق مهامه الوطنية، وفشله في تحقيق نجاحات مهنية وبرامجية ومعلوماتية، وفشله في تضميد الجراح وتعزيز السلم الاجتماعي، وبناء حالة من الثقة العامة، وفشله في أن يكون إعلاماً لجميع أبناء الوطن اليمني بعيداً عن سياسة التحيزات والفرز والتصنيف!؟