آخر الاخبار

رئيس الوزراء: عيدروس الزبيدي له موقف متقدم بخصوص القضية الجنوبية وأكد انه مع المجلس الرئاسي في معركته ضد الحوثيين عاجل : الجيش السوداني يعلن السيطرة على مصفاة نفطية كانت تغطي نصف احتياجات السودان لقاء قبلي واسع لأبناء وقبائل شرعب بشأن ماتعرض له مدير وكالة سبأ بمأرب جرائم متصاعدة في إب.. حرائق حوثية تلتهم سيارة مغترب وأحد الشقق التي يسكنها نساء وأطفال دعم سياسي امريكي من إدارة ترامب لرئيس الوزراء احمد بن مبارك رئيس هيئة أركان الجيش السوداني يعلن عن نصر استراتيجي من مقر القيادة العامة...ويكشف عن نقطة تحول حاسمة للشعب السوداني مأرب: ندعوة تدعو إلى تشكيل لجنة وطنية للحفاظ على الهوية اليمنية وتحصين ألأجيال شاهد: القسام تستعرض غنائم من سلاح النخبة الإسرائيلية في منصة تسليم المجندات الأسيرات وإسرائيل تعتبر الأمر ''إهانة'' عميد الأسرى الفلسطينيين يرى الحرية بعد 39 سنة في سجون الإحتلال.. من هو وما قصته؟ الحكومة اليمنية تعلن جاهزية الموانئ المحررة لاستقبال جميع الامدادات التجارية والإغاثية والخطوط الملاحية

حين يصبح "حُماة الحرمين" شركاء في القتل !
بقلم/ حبيب العزي
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و 3 أيام
الخميس 22 سبتمبر-أيلول 2011 04:00 م

يتوجب علينا بداية التفريق بين العائلة المالكة في السعودية وبين الشعب السعودي الأصيل ، فالشعب السعودي هو شعب عظيم وكريم وشهم ، كغيره من سائر الشعوب العربية ، وهو يستمد تلك العظمة من عظمة الأرض التي يعيش عليها ، أرض الأنبياء والمقدسات ، ومهبط الوحي وأرض الرسالات السماوية ، لكن النظام العائلي الذي يحكمه هو كغيره من سائر أنظمة القمع والإقصاء العربية ، مع فارق أن هذا الأخير يمارس الكبت وتقييد الحريات وإقصاء الآخر تحت مظلة الدين .

كم كنت سأشعر بالفخر والاعتزاز كيمني وكعربي ، لو أنني رأيت دولة عربية بحجم المملكة العربية السعودية ، تمتلك زمام المبادرة في صناعة القرار السياسي العربي ، وتتصدر المشهد في قيادة الفعل النهضوي لهذه الأمة المثقلة بكل الجراحات ، بعيداً عن كل الاملاءات الأجنبية ، خصوصاً وأنها تمتلك كل أدوات ومقومات هذه الريادة ، فهي تملك من المال إلى جانب موقعها الجغرافي في قلب الأمة ما يؤهلها لأن تلعب هذا الدور الكبير في حال أرادت ذلك ، بل وأهم من ذلك كله أن كافة الأوضاع المتردية في الدول العربية مجتمعة تمنحها كل الفرص التاريخية لهذه القيادة ، وجميع العرب بلا استثناء سيلتفون حولها ، حتى ولو من باب النفاق العربي على اعتبار أنها تملك المال ، ومن يملك المال يستطيع فعل الكثير إذا كان يمتلك الشجاعة والإرادة .

صحيح أن المملكة تملك المال ، لكنها - بكل أسف – لا تملك الرؤية ولا المشروع السياسي ، ولذلك فمواقفها السياسية تأتي انعكاساً لذلك ، فهي إما متأخرة أوغائبة عن المشهد السياسي أساساً ، وفي حال صدرت لها مواقف سياسية معينة في قضية ما ، مثل الثورات العربية مثلاً ، فهي غالباً ما تبعث على الحيرة والاستغراب للمتابع ، إذ أن فحواها غالباً ما يأتي في سياق لا يتسق أو لربما يتعارض وتطلعات جماهير الأمة في تلك اللحظة ، التي قد تكون تاريخية ومفصلية ، كما هو الحال في الثورات العربية اليوم ، الأمر الذي يؤثر سلباً في علاقتها مع شعوب المنطقة وعلى مستقبلها السياسي برمته ، وهذا – بتقديري – هو أكبر خطأ سياسي قاتل يودي بحياة الدول مهما كان حجمها كبيراً ، ومهما امتلكت من الأموال والثروات .

فمن أخطاء المملكة العربية السعودية القاتلة على الصعيد السياسي – من وجهة نظري على سبيل المثال – أنها كانت بالأمس القريب من طلائع الدول الخليجية التي قدمت الدعم اللوجستي للأمريكان عندما دخلوا إلى العراق واحتلوه بحجة القضاء على صدام حسين حينها ، ومع أن ذاك الفعل كان خطأّ سياسياً ، إلا أننا يمكن أن نتجاوزه بعد مرور كل هذا الوقت من الزمن ، لكن الخطأ السياسي القاتل الذي حدث بعد ذلك ، والذي لا يمكن تجاوزه بحال ، هو كيف أن المملكة اختفت من المشهد العراقي بعد زوال صدام حسين ، وتركت الباب مشرعاً لإيران ، لتأتي من خلف البحار وتسيطر على العراق ضمن صفقة أمريكية ، ضاع فيها العرب جميعهم وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية . 

كما أن المملكة – بتقديري – تكرر اليوم ذات الخطأ في التعاطي مع الملف الإيراني ، إذ أنها تتساير والاتجاه الأمريكي في هذا المضمار ، وهو ما يخطط له بخبث ومكر حلفاؤها " الوهميون " من الأمريكان ، وذلك لدق أسفين بينها وبين إيران ، واللعب على الوتر الطائفي في هذا الاتجاه ، خصوصاً وأن المملكة " ما قصرّت " ما شاء الله عليها في دعم من يوصفون بالمتشددين السلفيين ، وتركت لهم الباب مفتوحاً بالتغلغل في مفاصل الدولة السعودية المختلفة ، وهو ما قد يلعب دوراً كبيراً في تغذية هذا الاتجاه العدائي صوب إيران ، والذي لن يخدم في نهاية المطاف إلا الأمريكيين والإيرانيين وحدهم ، لأن إيران ببساطة شديدة – كما الولايات المتحدة - يملكان رؤية ومشروع ، بينما المملكة لا تملك رؤية ولا أي مشروع كما أسلفنا .

واليوم .. ومع ربيع الثورات العربية ، عززت المملكة نظرية الحمق والغباء السياسي لدى صانعي القرار داخل ديوانها الملكي ، في التعاطي مع هذه الثورات ، فهي كانت ومنذ البداية من المسارعين في التصدي لهذه الثورات واعتبارها مؤامرة غربية تريد النيل من العرب والمسلمين ، بل وانبرى بعض علمائها المحسوبون على "الديوان الملكي" لإصدار الفتاوى الشرعية المؤيدة لما يراه ولي الامر في هذا الصدد ، وعلى الحاكم السعودي أن يعلم أن الحرية هي السبب الرئيسي للثورات وليس رغيف الخبز ، والشعب السعودي "الحر" قد يكون في وضع اقتصادي مريح ، لكنه بالتأكيد أكثر شعوب المنطقة توقاً إلى الحرية .

لم يكن من قبيل المصادفة بالنسبة لي كيمني ، وكثائر على الظلم وعلى الطغيان أياً كان ، وعلى اختزال الأوطان في فرد أو عائلة هنا أو هناك ، لم يكن مصادفة بالنسبة لي ذلك اللقاء الحميمي ، الذي جمع جلالة الملك بزعيم عصابة القتل "الهارب" من محاكمة شعبه ، ليجد نفسه ضيفاً كريماً على الملك المترف برغد العيش وكرم الضيافة في قلب الرياض ، في الوقت الذي يرتكب بلاطجته وبأوامر مباشرة منه ، أبشع أنواع المجازر في حق المعتصمين السلميين داخل ساحة التغيير بصنعاء ، وهو اللقاء الذي شكل لليمنيين علامة فارقة ودلالة كبرى ، قطعت الشك باليقين ، وأكدت لنا بأن " الأسرة المالكة " ولا أقول المملكة أو الشعب السعودي ، هي ضالع وشريك أساسي في قتل اليمنيين منذ اندلاع الثورة اليمنية وحتى اليوم ، وهي بالمناسبة قراءة سياسية خاطئة للمشهد اليمني ، تنم عن "حمق وغباء سياسي " من قبل صانعي القرار في المملكة ، كما قد كانت قراءتها خاطئة " وبنفس الحمق أيضاَ " للمشهد البحريني الذي ظنت أنها قد أخمدته بدرع الجزيرة ، وأطمئنها أن رياح التغيير لن تتسلل إليها من اليمن إطلاقاً .. لكن رياحاً عاتية ، ربما كانت أكثر ضراوة من رياح التغيير في تونس ومصر وليبيا واليمن ، قد تتسلل إليها في جنح ليل ، من فوهة بركان اسمه "دوار اللؤلؤة" في قلب المنامة .. وقديماً قالوا .. " الحذر ولا الشجاعة " ، وإياك أعني .. وافهمي يا جارة . 

وظلم ذوي القربى أشد مرارة * * على النفس من وقع الحسام المهند

مشاهدة المزيد