خامنئي يتوعد بـسحق قواعد أميركا في سوريا بعد ان ظلت تلك القواعد تتمتع بكافة الامتيازات والحركة طوال 12 عاما من سيطرة إيران على سوريا عاجل مقتل وجرح 25 مسلحا حوثيا في حادث سير غرب اليمن أوكرانيا توجه ضربة قاتلة للاقتصاد الروسي وتمنع تدفق غاز روسيا إلى أوروبا النمسا توجه صفعة للغاز الروسي وأوكرانيا تسقط جيشا من المسيرات الروسية استطلاع عالمي يمنح زعيم عربي لقب الأكثر فساداً لعام 2024 تعديلات على المناهج الدراسية في سوريا لجميع المراحل التعليمية .. تغيير جذري حزب الله» يهدد إسرائيل ونعيم قاسم يبشر بعافية المقاومة عاجل وزارة الداخلية السعودية تعلن إعدام 6 أشخاص يحملون الجنسية الإيرانية الأمم المتحدة تعلن عودة مطار صنعاء الدولي لإستئناف رحلات الإغاثة الجوية تدشن برنامج الحملة الوطنية التعبوية لمنتسبي شرطة محافظة مأرب
في كل حدث له صلة بالمكون القبلي يحتدم الجدل مدحا وقدحا عن القبائل اليمنية ودورها الإيجابي والسلبي والعجيب أن الفريقين متمسكون بانتماءهم القبلي من موقعهم الحزبي أو منابرهم الفكرية والإعلامية وعلاقاتهم الاجتماعية. ولمناقشة هذه الجدلية المتصلة والمتجددة بين النخب اليمنية نتناول الموضوع بعيدا عن النمط الاجباري للإنحياز خلف أحد الخيارين. الحديث عن القبيلة يرمي الى عمق أبعد من مدحها أو ذمها، إذ يعتمد نجاح أي مشروع سياسي أو تحرري ثوري في اليمن على القدرة والسيطرة على المكون القبلي وتطويعه لا تجاوزه ليصبح الرافعة الاساسية للنجاح والاستمرار.
وهذه المسألة كانت واضحة في فشل ثورة 48 في ايام معدودة، ونجاح ثورة سبتمبر وخاصة بعد خروج الإخوة المصريين إثر نكسة 67م، وكانت ملحمة السبعين الخالدة مؤكدة لدور القبيلة الحاسم وأنها صاحبة الكلمة والرصاصة الاخيرة في كل مراحل الصراع.
وهذا ما فهمه التنظيم السري للهاشميين بداية السبعينات في التعامل مع المكون القبلي رافعة الثورة والجمهورية بأساليب متعددة بدأت بالتطمين واستعادة العلاقات مع مراكز القوى القبلية والمصاهرة وشراء الولاءات وإذكاء الصراعات.
ومن جانب آخر تشويه شامل للقبيلة خلال عقود الجمهورية واغتيال عشرات من رموز القبيلة الجمهوريين كأحمد عبدربه العواضي وأحمد علي المطري وحمود الصبري والقاضي ومشائخ الحجرية والمناطق الوسطى والبيضاء وصعدة وسفيان وحجور وعمران وغيرهم في ظروف وملابسات كان فيها التنظيم الهاشمي طرف ثالث يظهر في النتيجة ويغيب في المعطيات كونه المستفيد من تسوية الملعب القبلي لصالح مشروعه السلالي الذي أعلنه أخيرا في 21/9/2014م.
مربض الفرس في الحديث عن القبيلة أن المزاج العقلي الثابت للمجتمع اليمني بل والخليجي هو مزاج قبلي، قد يتمدن خُلُقاً كوضع استثنائي. حتى وان أنتج هذا المزاج دولة وحضارة وهو مايميز القبيلة اليمنية لكنه ينزع إلى عرفه القبلي ويتجاوز كل الإنتماءات السياسية والإيدلوجية وقد شهدت اليمن صراعات دموية بلافتات متعددة لكن دوافعها قبلية وجهوية كأحداث 13يناير والصراع بين الجبهة الوطنية وبقية الكيانات في الجنوب والشمال. الوازع الديني لدى افراد المجتمع اليمني شبيه بمد موج البحر وجزره، على تفاوت وأحيانا ينعدم الوازع الديني. لكن وازع العيب القبلي والله المستعان شبيه بشرارة القداحة أو اشتعال الكبريت، بل إن وازع العيب القبلي له تأثير السحر على المجتمع اليمني إن أُحسن استخدامه وتوجيهه.
كل الكيانات الوطنية تعتمد على الرافعة القبلية والجهوية لتشكيل عصبة قوة السيطرة والنفوذ، لكن يكمن الخلل في السلوك الانتقائي والانتهازي في التعامل مع المكون القبلي كوحدة اجتماعية شاملة.
فالقبيلة هي أول وأكبر مساحة نوجه لها رسائلنا في طريق استعادة الدولة، وهي أكبر من يحتفظ بطاقات وقدرات وطنية كامنة توظف أحيانا للسلوك القبلي الانتهازي والاسترزاقي بسبب تجاهلها وظنية هامشيتها في قلب معادلة الصراع وتغيير الموازين.
لا تتعبوا أنفسكم بذكر مثالب القبيلة اليمنية بل وجهوا الجهود الفكرية والسياسية والإعلامية لاستنهاضها والوصول بها إلى حالة اليقظة والتجلي بخطاب الهوية اليمنية المتجذرة داخلها واستثارة وازع العيب القبلي وذكر مناقبها وفق استراتيجية شاملة تفضي إلى نصر محقق.
يكمن التحدي الأكبر والأول اليوم أمام النخب الوطنية في قدرتهم على تقديم رؤية عملية مسنودة بجماعات ضغط سياسي وثقافي واعلامي متصل ومكثف لفك الإرتباط بين المكون القبلي والكيان السلالي وحشد نسبة كبيرة من طاقات وقدرات المكون القبلي لمواجهة الكيان السلالي .