آخر الاخبار

الجيش السوداني يحقق انتصارا كبيرا على قوات الدعم السريع وينتزع أحد اكبر المدن السودانية والاحتفالات الشعبية تعم المدن انفجار مهول في أحد محطات الغاز بمحافظة البيضاء يتسبب في مقتل وجرح العشرات من المواطنين. لماذا ساعدت الصين الحوثيين سراً في الهجمات على سفن الغرب بالبحر الأحمر وماهي الصفقة بينهما .. تقرير أمريكي يكشف التفاصيل تقرير أمريكي يتحدث عن دعم الصين للحوثيين ظمن خيارات الشراكة الناشئة بين بكين وطهران ... ومستقبل علاقة الحزب الشيوعي بعمائم الشيعة الاحزاب السياسية بالبيضاء تطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بضرورة التدخل العاجل نجاة شيخ قبلي كبير من عملية إغتيال بمحافظة إب ... وانفلات أمني واسع يعم المحافظة في ظل مباركة مليشيا الحوثي حرب ابادة في الحنكة بالبيضاء.. مليشيا الحوثي تقتحم المنطقة والأهالي يناشدون الرئاسي والمقاومة وقوات الشرعية برشلونة وريال مدريد وجهًا لوجه في الجوهرة المشعة (توقيت الكلاسيكو) موقف أمريكي من هجوم الحوثيين وقصفهم منازل المواطنين بمحافظة البيضاء أول زيارة لرئيس حكومة لبنانية إلى سوريا منذ الحريري 2010

لليمن لا للإصلاح
بقلم/ د. محمد جميح
نشر منذ: 10 سنوات و 6 أشهر و 5 أيام
الإثنين 07 يوليو-تموز 2014 03:28 م

1- أقيل محافظ عمران السابق نزولاً عند رغبة الحوثي، فهل تغير الوضع مع المحافظ الجديد؟ وهل يستطيع أحد أن يشترط على الحوثي تغيير محافظ صعدة الذي فرضه الحوثيون على المحافظة؟ وقبل دماج (المحافظ) لبيت شروط الحوثيين بتهجير أبناء دماج (العزلة)، فهل توقف الحوثيون عند حدود دماج؟

صدقوني يا جماعة: المشكلة ليست في تغيير المحافظ أو تغيير القشيبي أو حتى تغيير رئيس الجمهورية نفسه الذي سيأتي اليوم الذي يطالب الحوثي بتغييره بحجة أنه عميل الشيطان الأكبر، إذا استمر الأمر على ما هو عليه. المشكلة ببساطة ليست فينا، المشكلة في الحوثي نفسه.

2- لو أن مداراة الحوثي ستنفع معه لقلنا داروه وراضوه ودلعوه ما شئتم، لكن تجاربنا مع الحوثيين أنهم كلما لبي لهم طلب زادوا طلبين وثلاثة ومطالب أخرى لا تحصى.

الحوثي صاحب مشروع، وهو مرتبط بالمشروع الطائفي الذي تقوده إيران في المنطقة، ومن شك فلينظر في قاموسه السياسي والديني، وشعاراته، وألوانه، وأساليبه، والتواءاته، ومكره وخداعه، ولينظر في قبة الضريح الذي دفن فيه حسين الحوثي، وليستمع إلى طريقة تمضغ عبدالملك بالكلام مقلداً حسن حزب الله.

3- قلنا من زمان أن عين الحوثي على صنعاء، فقالت خلاياه النائمة والتي أصبحت اليوم قائمة في صنعاء إن هذا من قبيل التهويل، وهاهو اليوم يفجر الوضع في صنعاء وعمران.

4- ترك الحوثي على ما هو عليه لن يوقفه، التهرب من الردع لن يردعه، استمراء توقيع الاتفاقيات معه التي ينقضها قبل أن يجف حبرها يشجعه على الغدر أكثر وأكثر، تركه يعيث في الأرض فساداً وقتلاً وتهجيراً وتفجيراً سيجعل الناس يلتفون حوله خوفاً منه ويأساً من الدولة.

5- الموقف الضبابي للدولة حول ما يجري في عمران قد يكون مبرراً بعض الوقت حفاظا على مكتسبات الحوار، ودرءاً للفتنة، لكن استمرار هذا الموقف يعطي الرسالة الخطأ لقوى الجهل والتخلف القادمة إلينا من كهوف التاريخ ومقولات القروسطيين.

6- مثل هذه الجماعات المسلحة تنتشر بسرعة بفعل سياسة البطش والترهيب، لكنها سرعان ما تنهار، وقد سجل تاريخنا العربي والإسلامي أخبار مثل تلك الجماعات بدأ بجماعات الحشاشين وانتهاء بالحوثيين.

7- ليس لدي ذرة شك رغم توسع الحوثيين من أن نهايتهم ستكون مريرة ووبالاً عليهم، وأن أسرة بدرالدين الحوثي ستتحمل الوزر الأكبر من الصراع الذي فجرته بين اليمنيين بسبب السعي وراء سلطة زعموها لأنفسهم كذباً وزوراً.

8- الإصلاحيون ليسوا برآء من الخطأ، هم الذين أدخلوا الحوثيين إلى ساحة التغيير يوم أن كانوا معاً ضد علي عبدالله صالح، وهم اليوم الذين يدفعون الثمن دون غيرهم، الإصلاحيون هم الذين قالوا إن الحوثيين ثوار ضد الظلم أيام أن كان الحوثيون يهجرون أبناء صعدة وحرف سفيان، وهاهم اليوم يكتوون بنار الحوثي الذي ليس له عهد ولا ذمة.

9- النظام السابق ليس بريئاً مما يجري، بعض المحسوبين عليه يحاربون مع الحوثيين، قيادات حزبية تنتمي إليه تحوثت، وأصبحت قيادات حوثية، وأساءت للمؤتمر الشعبي العام، الكيان السياسي الأقدر على قيادة المرحلة لو وعىت قياداته. أسلحة المعسكرات التي سلمت للحوثيين ستظل وصمة عار في التاريخ العسكري للذين سلموها، وللذين أمروا بتسليمها. حاوي الثعابين يعرف كيف يروضها، وعليه التدخل لصالح الوطن للمساعدة في ترويضها، وإرجاعها إلى جحورها التي خرجت منها في سراديب التاريخ.

10- النظام الجديد في صنعاء هو المسؤول الأول عن حماية البلاد، وقمع التمرد، واستعمال كافة الوسائل العسكرية والسياسية والأمنية والاستخبارية لتحقيق هذه المهمة.

11- نحن اليوم إزاء كارثة وطنية، علينا أن نستنفر لها الجهود والطاقات لوقف زحف التتار على صنعاء وعمران.

هذه ليست دعوة للحرب، ولكنها دعوة لردع المعتدي الذي قال أبو إصبع وهلال والجايفي وجميع الوسطاء السابقين إنه نقض الاتفاقات وأخل بها قبل أن يجف حبرها. هذه ليست دعوة للوقوف مع الإصلاح في مأزقه، فالإصلاح سبب من أسباب هذا المأزق، ولكنها دعوة لفرض سيادة الدولة وقمع قوى التمرد، والحيلولة دون تحول الصراع إلى حرب شاملة بين فئات اليمنيين إذا ما ظلت الدولة تكتفي بلجان الوساطات، وسياسة النأي بالنفس عن الصراع.

12- الأمر ليس عسيراً، والحوثي ليس بهذه القوة، وكلنا يعرف أنه رفع الراية البيضاء في الحرب السادسة عندما رأى القوة، وفي مراحل التمرد الأولى هزم، ودخل الجيش معقله الأخير، ولكنه في كل مرة يوشك أن ينتهي، تقتضي لعبة المكايدات أن يرمى إليه بطوق نجاة ولولا أن الحروب السابقة كانت عبارة عن مكايدات سياسية في صنعاء، ومتاجرة بأرواح الناس، لما كان الحوثي اليوم في عمران.

13- تواصل القيادة مع القبائل في الحزام الشمالي لصنعاء مهم، استعمال السياسات نفسها التي يستعملها الحوثي مع شيوخ هذه القبائل مهم، استمالة الذين تحوثوا عن مصلحة، السعي لمخاطبة العقلاء ممن تحوث، وليس العقائدين المئؤوس منهم أمر مهم كذلك.

14- ليست المعركة بأدوات عسكرية، ولكنها بكل الوسائل الممكنة، وهذه مهمة الدولة التي ينبغي أن تعمل عقلها السياسي والعسكري بطريقة إبداعية مغايرة.

15 - إذا كف الحوثي عدوانه بالوسائل السلمية، فهذا أجدى وأكثر حقناً للدماء، وهذا المرجو في رمضان، وإذا استمرأ العدوان، فإن لغة القوة مطلوبة، والفعل العسكري قد يكون ضرورة لإحلال السلام.

كفى لعباً، كفى تسييساً لملف الحرب، كفى مكايدات، كفى جهلاً بمخططات فيلق القدس الإيراني في نسخته اليمنية.

ورأس الحكمة تصرف مناسب في وقت مناسب