معارك في مأرب والجوف وتعز وقوات الجيش تعلن التصدي لهجمات الحوثيين
أسعار الذهب في اليمن
قبائل الطيال وسنحان وبني حشيش وبلاد الروس تعلن النفير العام لاستعادة الدولة وطالبت مجلس القيادة الرئاسي بضرورة توحيد الصف الوطني،وحشد الإمكانات لدعم الجيش والمقاومة.. صور
مؤشرات ايجابية على عودة الإستقرار للبحر الأحمر.. 47 سفينة عدلت مسارها إلى قناة السويس بدلاً من الرجاء الصالح
الإتحاد يعزز الصدارة بفوز كبير على غريمه الهلال
الجيش الأردني يعلن احباط تهريب كمية من المواد المخدرة عبر طائرة مسيرة
إعلام أمريكي: ''الحوثيون هاجموا طائرات مقاتلة ومسيرة أمريكية وجدل داخل الجيش حول كيفية الرد''
حماس تتحدث عن خرق اسرائيلي فاضح لاتفاق تبادل الأسرى
دمشق تعلن بدء تشغيل النفط من حقول شمال شرقي سوريا
فضيحة تحكيمية جديدة في مباراة برشلونة
مجرد الصراخ، فقط، برحيل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، فتح شهية الناس لحياة جديدة ومختلفة ومحفوفة بالرزق وبالأمنيات.
في ساحات الاعتصامات تضاعف دخل الباعة المتجولين دون خوف من ابتزاز عسكر البلدية.
وحتى (عبدالرب) صاحب ذاك المطعم البائس في ركن ما يعرف الآن بساحة الحرية في تعز، لم ينزع خوفه فحسب، بل نزع من عرض الجدار ، ايضا، صورة الرئيس صالح، رغم أنه كان الزبون الوحيد المداوم يومياً لديه. كما وأن زحمة الزبائن الآن جعلته يعلق عرض بورت المطعم لافتة قماشية كبيرة كتب بداخلها: \"ارحل يا طاغية\".
عبدالرب لم يعد خائفاً من قطع الأرزاق، ولا بوابة المطعم هي الاخرى عادت مجرد بوابة مفتوحة تتوسل شهية المارين ورأفة مندوبي الضرائب كما كانت بالأمس.
وحتى الابتسامات التي اختفت من وجوه اليمنيين المتعبين، عادت لتنسكب كالمطر، وأصبح للحب عنوان عريض، بعد أن عمل هذا النظام طيلة 33 عاماً على تكريس الجهل والفرقة والمناطقية والشللية والعبودية لرب \"النقود\" ورب\"البنادق\" ورب\"البلطجية\". وأتوقع الآن أن يبادر عدد كبير من أصحاب المطاعم والمحلات إلى نزع صور الرئيس من عرض كل الجدران ليضعوا مكانها علم اليمن..
صالح لم يعد هو الزبون الوحيد في الأرشيف وحتى الأغاني الوطنية التي صادرها تلفزيون حسن اللوزي طويلاً صداها صار يصدح ملء الساحات الآن، ولم يعد أحد يغني للفرد العابث المستبد بل للوطن الواحد. في صنعاء رقص كالعصفور\"فؤاد دحابة\" وهو النائب الإصلاحي المعروف بتشدده حيال الغناء، وفي تعز قبلها رقصت ساحة الحرية كلها خلف صوت هشام النعمان، وعدد من الموسيقيين الشباب وهم يغنون \"هنا تعز الأبية .. هنا عدن الأبية.. هنا صنعاء الأبية..هنا لحج الأبية..هنا الثوااار\".
صالح لم يعد هو الزبون الوحيد الذي اعتادت الأيادي الجائعة أن تحمل صوره حتى في احتفالات عيد الأم، صار للمحتجين الآن صورهم الخاصة وعباراتهم الخاصة وصور شهداء \"الرحيل\" لها أجنحة من نور تطير إلى السماء.
صالح لم يعد هو \"الجني\" الوحيد الذي يعرفه الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله. لقد انتهى عهد الجن اللذين نعرفهم، وبدأ عصر الإنس\"اللذين لانعرفهم\".
لقد بدأت حياة الإنس في شوارع تعز وصنعاء وصعدة والبيضاء، وفي شوارع عدن المبخرة بدماء شهدائها الشبان.
احتفالات صالح لم تعد هي وحدها من تمنح الناس فرصة للسهر في الساحات العامة حتى مطلع الفجر. اليمنيون \"الطفشانين\" من رتابة الحياة التي ألقحها فيهم هذا النظام الرتيب، طلعوا من القمقم، وها هم الآن في كل ساحة وميدان يضعون خيامهم متهيئين لفرح قادم وكبير.
صالح لم يعد هو الزبون الوحيد الذي تطيعه مؤسستا الأمن والجيش، لقد انظم إلى ساحات المعتصمين عدد من الأفراد لأنهم أساساً جزء من هذا الشعب المتطلع إلى حياة لا تحتفي – فقط - بالأقارب.
لقد كبر اليمنيون وقوت سواعد الشبان، ولابد أن لدى الرئيس صالح كثيرًا من الحب لوطنه، الأمر الذي سيجعله - على ما أظن ، والله أعلم - يبدو فخورًا وهو يشاهد شعبه وقد كبر وركل سنوات الخوف والخشية من زنازين الأمن السياسي والقومي، كما ولم يعد أحد يهاب لؤم موظفي النظام الذين اعتادوا أن يشحتوا التأييد للرئيس عبر محاربة الناس في أرزاقهم.
وسواء أسرع الرئيس صالح في التقاط الفكرة التي تسحفظ له تاريخه أو ظل كعادته ممسكاً بالميكرفون ومتوهماً الآن تحديداً أنه لم يزل محبوباً لدى الشعب، الوقت لم يعد متاحاً لأي جهد ضائع، خصوصاً وأن 33 سنة لرجل واحد في الحكم – أياً كان - لابد أنها كافية لأن تجعله يسمع حتى الصم والبكم والمعاقين ذهنياً يصرخون بما هو أكثر من \"ارحل يا علي، ارحل يا علي .. ارحل وهي با تنجلي\".
بالتزامن مع حصيفة حديث المدينة والقدس العربي*