دراسة تناقش فشل مجلس الرئاسة.. هناك تيار شعبي متزايد يدعو لسحب التفويض من المجلس وعودة نائب الرئيس السابق الفريق علي محسن لقيادة المرحلة
أردوغان يهدد : لن تتحقق أهداف إسرائيل برسم خريطة جديدة للمنطقة
إصابة الركبة تنهي موسم المدافع شلوتربيك مع دورتموند
تعرف على الخسائر الضخمة للاقتصاد الإسرائيلي بسبب الرسوم الأمريكية
وزير الخارجية السعودي يصل أمريكا في زيارة رسمية .. الاهداف والغايات
تصريحات مدرب منتخب اليمن للناشئين بعد الخسارة من اندونيسيا وقبل لقاء كوريا الجنوبية
لقاء الرئيس العليمي مع سفير واشنطن لدى اليمن يبحث ردع الحوثيين
مباحثات أمريكية سعودية على أعلى مستوى تناقش ''تقويض قدرات الحوثيين'' وتعزير أمن المنطقة
عاجل.. الرئيس العليمي يبحث عن تأمين دعم دولي لمعركة الخلاص من الانقلابيين ويؤكد أن المرحلة باتت الآن حاسمة
حتى لا يغضب ترامب وأمريكا.. فصائل مسلحة مدعومة من إيران تعلن لأول مرة استعدادها نزع سلاحها
سيتذكر اليمنيون طويلاً أن العام 2009 كان أسوأ الأعوام لديهم على الإطلاق. وبدت نذر سحب سوداء لمشكلات تلبدت غيومها في أعوام سلفت، تنبئ بمطر أسود هطل بغزارة قبل أفول أيامه الأخيرة. أزمات خماسية شكلّت بؤس العام 2009.
• حرب الحوثيين في جولتها السادسة المستأنفة منذ أغسطس، والأشد فتكاً في المواجهات المسلحة، والأكثر كارثية في نواحيها الإنسانية المدنية، والأوسع، كساحة حرب، بعد دخول السعودية طرفاً جدياً فيها، والأعلى تكلفة في موازناتها.. ولاتزال مستمرة.
• حراك الجنوب (فيما كان يسمى بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قبل التوحد في 22 مايو 1990)، والذي تصاعدت فعالياته، وجسد تحوله من الاحتجاج السلمي في بداياته للمطالبة الحقوقية في الوظيفة، والعسكرية تحديدا.. إلى العنف المسلح، بحيث سقط قتلى وجرحى من المدنيين ورجال الأمن، وصاحب ذلك إعلان واضح لدعوى الانفصال، واستجلاب التدخل الدولي، وبروز معارضة الخارج، وتحرك علي سالم البيض (الرئيس الأسبق لجنوب اليمن، ونائب الرئيس بعد الوحدة قبل الانفصال في 1994)، لزعامة هذا الحراك من النمسا.
• انسداد الأفق السياسي بين الأحزاب اليمنية.. الحزب الحاكم، وأحزاب المعارضة (المشترك)، والذي أدى إلى تأجيل الانتخابات البرلمانية إلى العام 2011، لإفساح المجال أمام إصلاح دستوري، وتعديلات في النظام الانتخابي، وتم توقيع الاتفاق في فبراير المنصرم، لإجراء حوار حول هذه الموضوعات، وقد انقضت الأشهر الإحدى عشر من دون التئام الحوار، ما يهدد بفراغ دستوري في حال عدم الاتفاق.. وعوامل الاختلاف هي المهيمنة وبقوة حتى الآن.
• الأزمة المالية والاقتصادية ظهرت عناوينها في عجز الموازنة، بما يفوق 500 مليون ريال يمني، وهي ناتج عن انخفاض إنتاج النفط، الذي يعد مصدرا رئيسا للموازنة يصل الى 70 %.. علاوة على انخفاض أسعار النفط أيضا على مستوى عالمي.. وبالتالي يمكن رصد عناوين أخرى للأزمة المالية في انتشار الفساد، واتساع حزام الفقر، وتردي الخدمات، وعدم اكتمال البنية التحتية.
• وأخيراً خطر القاعدة، الذي قفز مع نهاية العام 2009 إلى واجهة الاهتمام العالمي، حتى بدا جراء ذلك، أن أميركا على أهبة الاستعداد للتدخل العسكري في اليمن، وكأنما أدركت أميركا فجأة، أن «قاعدة اليمن» تهدد الأمن الإقليمي والعالمي، ولاسيما بعد محاولة تفجير طائرة امستردام من طرف الشاب النيجيري الذي قيل إنه حمل متفجراته من اليمن.
الكل يرقب ما يحدث في اليمن الآن، ممسكاً بيده على قلبه، وقلقا حول ما ستؤول إليه الأمور.. هل سينجو البلد، ويخرج سالماً معافى؟ وكم سيطول الطريق بحثاً عن المخرج؟ أم إنه سيخفق، وستفضي به هذه الصراعات والتحديات إلى التفكك.. وتتحول ساحته إلى ميدان احتراب وقتال، وسيهوي إلى هوة أعمق في الفقر والتخلف؟
سيقول المتفائلون منا: هذا عرض زائل، وسيخرج اليمن من نفقه المظلم، وسينهض من كبوته.
وسينتظر اليمنيون مساندة العالم والأشقاء بأمل ورجاء.
لكن سيبقى ذلك مجرد حلم، وسيطول أمد الانتظار، ما لم تبادر الطبقة السياسية الحاكمة، ونخبها بعامة، إلى البدء برسم وتنفيذ خارطة طريق، بل وطرق، تسير في خطوط متوازية، تسلك إلى مكامن المشكلات الخماسية، وهي مفهومة ومعلومة. والمهم الشروع في حلول لها بخطوات عملية، حقيقية وجادة وسريعة.. وتضعها في ثلاثة مستويات: المستوى الآني والقريب، والمستوى المتوسط، والمستوى البعيد.. في عملية بنائية ومستدامة، لم يفت أوانها، ولم يتجاوز إمكانها بعد.
البداية من اليمن.. ثم مرة ثانية، وثالثة أيضا، البداية من اليمن.. وحتى النهاية، ما لم تجد أي جهود داعمة أمامها خطة يمنية تستوعبها.
هل في إمكان اليمن اجتراح مخارج ناجحة لأزماته الراهنة؟
أحسب أنه في إمكانه، وذلك إذا:
- اعترف أولاً، بوجود هذه المشكلات.
- ثم التعرف إلى حقائقها وأبعادها وحدودها.
- وبعد ذلك إشراك أطراف هذه الأزمات عبر الحوار في خطوات المعالجات.
- البدء بتنفيذ خطة العمل بعد الاتفاق عليها ضمن برنامج زمني محدد.
لا جدوى من غضّ الطرف عن خطورة هذه المعضلات المهددة لليمن الموحد.. اليمن الآمن.. اليمن الديمقراطي، ولم يعد أسلوب ترحيل الأزمات فاعلاً في هذا التوقيت، حيث لم يعد في الوقت من بقية!.
*عن أوان الكويتية