آخر الاخبار

السفير اليمني بدولة قطر يزور معسكر منتخبنا الوطني للشباب بالدوحةضمن استعداداته لنهائيات كأس آسيا بالصين من نيويورك.. رئيس الوزراء يؤكد للأمين العام للأمم المتحدة تمسك الحكومة بمسار السلام وفق المرجعيات الثلاث ويطالب بضغط دولي تجاه المليشيا بعد دعوات تشكيل لجنة من المحايدين لزيارة الأسرى.. حزب الإصلاح يعلن موافقته ويضع شرطا صغيرا يحرج الحوثيين ويضعهم في زاوية خانقة الحكومة اليمنية تؤكد التزامها بالمسار الأممي لحل الأزمة وغوتيريش يقول أن ملف اليمن أولوية الحوثي يوجه البوصلة باتجاه السعودية ويهدد بضرب اقتصادها ويقول أن المعركة قادمة أسعار الصرف في اليمن مساء اليوم اسقاط طائرة مسيرة في مأرب تحول في الشراكة بين الحكومة اليمنية والأمم المتحدة.. من الإغاثة إلى التنمية عاجل: عدوان اسرائيلي جديد وسقوط شهداء.. جيش الإحتلال يبدأ عملية عسكرية في جنين ووحدات من القوات تدخل المدينة بشرى سارة.. السعودية توافق على استئناف دخول الصادرات الزراعية والسمكية من اليمن عبر منفذ الوديعة

الحوار مع من؟! ولماذا فشل مؤخراً؟
بقلم/ توفيق الخليدي
نشر منذ: 12 سنة و 6 أشهر و 26 يوماً
الإثنين 25 يونيو-حزيران 2012 04:57 م

مازالت رائحة الدم المشوب بالبارود هائجة من حولهم ومناظر الموت والتنكيل لا تفارق مخيلتهم , وآخرون مازالوا يتذكرون تلك الأشلاء التي مزقتها آلة الموت التي حاولت كسر إرادة الشباب فانكسرت على صخرة صمودهم , شهور تجاوزت العشرين وجموع من أبناء اليمن مازالوا يرابطون في الميادين والساحات يبحثون عن الدولة المدنية, عن الإنصاف في زمن ألا إنصاف, عمن ينتصر لتلك الدماء المسفوكة على تراب الوطن , تلوح في آفاق دروبهم أنقى الأرواح التي ارتقت إلى بارئها وهي تنشد المستقبل الأفضل لوطن حر , يتذكرون إخوة لهم في المعتقلات يذوقون أشد المرارات ليس لذنب إلا لأنهم أرادوا الانعتاق من واقعهم المؤلم بعد أن سدت في وجوههم كل أبواب الأمل في ظل نظام ألا نظام وفي مجتمع ساد فيه الأقوياء واستبد ما قيل عنه نظام.

نحن نؤمن ألا مخرج من الوضع الراهن والحالة العصيبة التي يمر بها الوطن إلا بالحوار ولا بد أن يستوعب الشباب هذا الأمر وأن يكونوا واقعيين, فما سوى الحوار يعني الغرق في مستنقع من الفوضى والدماء التي يسعى لها من يعتقد –مع الأسف- أن تحقيق النجاحات على الواقع هو هزيمة له بينما النجاح هو للوطن لكنها الأنانية المقيتة والانتصار للذات الذي أخرج الشيطان من الجنة , ومع هذا كان لابد من الحوار للخروج من هذا الوضع المتأزم, للإنطلاق نحو أفق أوسع لبناء اليمن الجديد فلا وقت للشقاق والخصام وتبادل الاتهامات والجدال لا يأت بخير , ولا شك أن الحوار هو السبيل الأمثل لتحقيق الأماني الوطنية التي نؤمن بها جميعاً, لكن في ظل هذه الأوضاع وعلى ضوء ما عاشه شباب الثورة طيلة هذه الأشهر وما دونته ذاكرتهم من دماء وأشلاء ومواقف غاية في القبح ومع استمرار اعتقال مئات الشباب كيف للحوار أن يبدأ إن لم تكن هناك ولو بوادر لإزالة هذه العوائق أمام الحوار المنشود؟

إن أولى أولويات المرحلة أن يتم الإفراج عن جميع المعتقلين كبادرة عاجلة قد تخفف من حالة الحنق السائد في أوساط الشباب, وعلى الرئيس هادي وحكومة الوفاق أن يتحملوا مسئوليتهم التأريخية تجاه هؤلاء فكيف سنستسيغ الحوار وإخواننا في المعتقلات دون أدنى مسئولية من قبل معتقليهم!! , ومن خلال متابعتنا لما حدث مؤخراً في المركز الثقافي في صنعاء وكيف جرت الأمور بشكل مؤسف وفشل اللقاء فشلاً ذريعاً لأسباب عدة من ضمنها ما ذكر سابقاً كما أن عدم توفر البيئة المناسبة للحوار أجج الموقف وعمق الأزمة وإلا فالحوار ينبغي أن يكون مع شباب الثورة فهم المعنيين به وهم المستهدفون من هذا كله بناءً على ثورتهم التي قدموا من أجلها الغالي والنفيس لكن أن يتم حشر أنصار النظام السابق في هذا الحوار فهذا كمن يأتي بخصمين إلى حلبة صراع . وفي هذه المرحلة الحساسة ينبغي عدم التقاء الطرفين بتلك الصورة المباشرة التي أدت إلى فوضى كادت أن تفضي إلا مصادمات عنيفة, وعلى رعاة مثل هذه الملتقيات أن يحاولوا الالتقاء بممثلين عن الائتلافات والحركات الثورية المعروفين في الساحات حتى لا تستغل من قبل الفوضويين وأصحاب الأجندات الخاصة , ثم كيف يمكن أن يتقبل شباب الثورة أن تكون القاعة تحت حماية من يتهمونهم بقتل إخوانهم؟ أيضاً كيف بإمكان أفراد أمن تقبل هؤلاء وهم يعدونهم خارجين عن الشرعية وأعداء الوطن؟ بلا شك أن أبسط احتكاك قد يؤدي إلى مثل تلك المصادمات التي لولا ستر الله لأدت إلى نتائج وخيمة وهناك جهات أمنية أخرى لم تقف في مواجهة الشباب وبإمكانهم تقبلها لذا فليس من الحكمة أن يحميهم أولئك بل لابد من جهة أمنية محايدة.

إننا يا سادة قبل أن نبدأ الحوار لابد أن نهيئ البيئة المناسبة للحوار وأن نبتعد عما يؤدي إلى احتكاك مباشر بين هؤلاء وأولئك وعلى من يتواجدون في مثل هذه المواقف ممن لا يعنيهم الأمر أن يتقوا الله في الوطن وإن كان لهم من مطالب فليعقد لهم لقاء منفرد لتقارب وجهات النظر والخروج برؤى وطنية موحدة, ويكفينا ما نحن فيه وعلى رعاة المبادرة الخليجية ودول العالم التي باركتها أن تتخذ موقفاً حاسماً ممن يسعى لإفشال الحوار أو من يقف موقفاً يشعل فتنة لن ينجُ منها الجميع.

تغريدة..

إن الحوار لا يمكن أن ينجح في بيئة مشحونة بالتوتر الذي يحيله إلى جدال لن يؤدي إلا إلى تأزم المواقف.