آخر الاخبار

الشرعية توجه طلباً عاجلاً لـ المجتمع الدولي بشأن موظفي العمل الانساني المختطفين لدى المليشيات ثلثي الوزراء من سلالة سيد الحوثيين .. لماذا وقع اختيار المليشيات على الرهوي لـ تشكيل حكومة الانقلاب الجديدة ؟ الرئاسي يعلن إفشال الحوثيين جهود السلام الجارية منظمةدولية: تطالب بنبش المقابر الجماعية في دولة عربية تحتضن أعلى أعداد للمفقودين في العالم تحقيقا للعدالة الشرعية تعلن استكمال تركيب محطة أرصاد جوية جديدة نصبتها في أحد مطاراتها الدولية تأثير الحروب وانعكاساتها 2 تريليون دولار في مرمى هجمات سيبرانية.. ماذا فعلت واشنطن؟ روسيا تكشف عن طائرتها الجديدة « الوحش الخفيف».. الرعب المتعدد المهام- صور رسميا .. الاعلان عن مؤتمر مأرب الجامع بحضور واسع للقوى السياسية والمجتمعية - اشهار استراتيجية تنمية الأرض والإنسان مأرب تشهد تكريم 860 شاباً وشابة ومبادرة ومؤسسة شبابية احتفاء باليوم العالمي للشباب. وزارة لأوقاف والإرشاد تناقش تطوير قطاعي الأوقاف والاستثمار بالوزارة

ملك ملوك أفريقيا!
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 15 سنة و 11 شهراً و 5 أيام
السبت 06 سبتمبر-أيلول 2008 05:34 م

 بقلم / فهمي هويدي

أخيرا أصبح العقيد معمر القذافي «ملك ملوك افريقيا »وليس ملكا على ليبيا وحدها. ذلك انه في اطار احتفالات ليبيا بالعيد التاسع والثلاثين لثورة الفاتح. التي أوصلت الاخ العقيد الى السلطة عام 1969 ، وتمت دعوة العشرات من زعماء القبائل الأفارقة في بنغازي، وهؤلاء أصدروا بيانا وقعه 200شيخ قبيلة اعلنوا فيه «مبايعة الاخ القائد معمر القذافي ملكا لملوك وسلاطين وامراء وشيوخ وعمد افريقيا بحيث يسمى من هذا التاريخ ملك ملوك افريقيا ». كما اعلنوا عن تأسيس ملتقى لهم يجتمع مرة على الاقل سنويا.

في الوقت ذاته، فإن ملك ملوك القارة، وجه الى زعماء القبائل كلمة دعاهم فيها الى تحمل مسؤولياتهم في الضغط على حكومات بلدانهم من اجل توحيد افريقيا، وتشكيل «الولايات المتحدة الافريقية ». التي كان اول من اطلق فكرتها،وقال انه من جانبه سيضع كل الامكانات تحت تصرف العاملين من اجل تحقيق هذه الغاية.

حسب تقرير وكالة الانباء التونسية الذي بثته في 8/ 28 .فإن زعماء القبائل الافريقية تعاقبوا على الاشادة بالزعيم الليبي واعلان الولاء له، وظهروا على المنصة بألبستهم التقليدية التي تراوحت بين التيجان والصولجانات اضافة الى جلود الحيوانات وريش الطيور الملون. كما قدم الزعماء القبليون هدايا الى الزعيم الليبي، كان من بينها عرش ملكي ونسخة من القرآن الكريم تعود الى القرن الثاني عشر، وأزياء تقليدية وبيض نعام.

لا اشك في ان العقيد القذافي ابتهج لما حدث. ذلك انه بعد ان اسس «الجماهيرية العظمى » فإنه تقدم خطوة اخرى أبعد. حيث وجد من ينصبه ملكا على ملوك القارة الافريقية.

كما انني لا اشك في انه وحده من سعد بذلك، لانه يحقق له واحدا من احلامه التي سعى اليها. غني عن البيان ان زعماء القبائل الذين بايعوه. ما كان لهم ان يقدموا على هذه الخطوة الا بعد ان قبضوا الثمن مقدما، بما في ذلك ثمن «العرش »الذي قدم اليه. ذلك ان اولئك الزعماء هم بقايا عصور تم تجاوزها، واوضاع قبلية تراجعت ولم يبق لهم نفوذ او دور، ولأنهم لا يزالون يعيشون في الماضي فقد اصبحوا مجرد لوحة فولكلورية، استثمرها الاخ العقيد في انتاج واخراج الفيلم الجديد.

في الوقت ذاته فإن المشهد يجسد احدى مآسي العالم الثالث، التي يتحول بمقتضاها الحكام الى آلهة وملوك، لا يكتفون باحتكار السلطة )في العام المقبل يكون القذافي قد امضى 40 عاما على رأس السلطة(، دائما ايضا لا يترددون في العبث بمقدرات بلادهم والركض وراء احلام العظمة الكاذبة والمجد الوهمي دون ان يحققوا لشعوبهم انجازا يذكر على الارض. وهم في ذلك يبددون ثروات بلادهم لصناعة ذلك المجد.

وهو ما اعلنه الاخ العقيد صراحة، حين اعلن انه سيوفر كل الامكانات ويضعها تحت تصرف العاملين من اجل توسيع مملكته، واقامة الولايات المتحدة الافريقية وعادة ما تكون النتيجة ان تدفع الشعوب ثمن تلك النزوات، التي تؤدي الى إفقارها، كما تؤدي الى ايقاف عجلة التنمية لأن الموارد توجه الى تلبية استحقاقات تلك الطموحات الفارغة