أول دولة عربية تعلن عن عمليات سحب واسعة وشاملة لألبسة نسائية مسرطنة من الأسواق اكتشاف نفطي ضخم قد تصل احتياطياته إلى 400 مليون برميل الأرجنتين بطلة كوبا أميركا للمرة 16 بفوزها على كولومبيا محمكة باكستانية توقف عمران خان وزوجته في تهم جديدة إذا كنت تريد النجاح بحياتك المهنية.. 5 عادات عليك نسفها غوغل تجري محادثات لتنفيذ أكبر صفقة في تاريخها 5 أمور لصحة قلبك في الصيف إسبانيا تهزم إنجلترا في نهائي يورو 2024 وتتوج بلقب لرابع مرة في تاريخها مفاجأة بمحاولة اغتيال ترامب مليشيات الحوثي تخصص المنح الجامعية للعام الجديد لعناصرها وأبناء قتلاها وجرحاها وكبار قادتها
مما لا جدل فيه أن مأرب من أكثر المحافظات التي يكثر حولها الجدل والنقاش ومأرب التاريخ طالها التشويه الإعلامي بطريقة لم تنلها أي محافظة أخرى .
عند ذكر اسم محافظة " مأرب" لدى أي يمني يتبادر إلى ذهنه مدينة تعشعش فيها العصابات وقطاع الطرق ينسج في مخيلته صورة ذلك البدوي الذي يرتدي الثياب الرثه ... حافي القدمين ... ذو شعر متطاير ومتسخ .. الثأر .. قطاع الطرق .. القتل !! وأوصاف أخرى تجول في مخيلة اغلب اليمنيين .
هذه النظرة القاتمة التي تلصق بكل من ينتمي إلى مأرب قد أثرت سلباً على أبناء مأرب وقد عانى الكثير من أهالي" مأرب " من هذه النظرة ومن التفريق العنصري الذي يجده الكثير من المنتمين إلى "مأرب " .
لماذا " مأرب " خصت بكل هذه الهالة الإعلامية دون سواها هناك أسباب ودواعي لهذه الأوصاف الجوفاء لمأرب الإنسان والتاريخ .
في تقييمى لمسببات هذا الوضع وبحكم احتكاكِي المباشر مع الكثير من أبناء الوطن باختلاف مناطقهم وقد أكون على صواب أو على خطأ
- الإعلام بجميع أطيافه ( الرسمي ، والمستقل ، المعارض ) من اكبر المساهمين في هذا التشويه فقلما نجد صحيفة تتكلم عن " مأرب " بكلام منصف وتصف الإنسان المأربي على حقيقته وتصف طباعة وسجاياه . فلا نجد سوى مديح وثناء في صفحات الصحف الرسمية للانجازات وجل المواضيع إنشائية ولا تلمس الواقع ، أما الأطياف الأخرى فلم تهتم لا من قريب ولا من بعيد بالإنسان المأربي وإنما جل همها نشر الأخبار المأساوية من ثارات وغيرها... ومما زاد الطين بله وجود عدة صحف تصدر بين الفينة والأخرى من " محافظة مأرب " همها الوحيد الكيد الحزبي ونشر الأخبار السياسية ولم يأتي ضمن إهتماماتها سرد تاريخ مأرب والحضارات التي قامت عليها والتعريف بمــأرب الأرض والإنسان
- سبب آخـر هو المواطن المأربي الذي لم يعمل على الاندماج في المجتمع ويعودذلك إلى طبيعة المأربي والتي فيها نوع من ( الجلافه ) والشدة والحزم وهذه صفات العرب بشكل عام ، وهنا يصب اللوم على المتعلمين من أبناء مأرب وعدم محاولتهم عكس النظرة الحقيقة لمأرب هذه الصلابة والشدة والتي تكون للغير فكره خاطئة قد تستخدم في اغلب الأحيان للخير .
- الإهمال الحكومي لمدينة تعتبر منبع للثروات فهل من المعقول أن تجد مدينة نفطية وتعج بالخيرات ويعتمد الاقتصاد الوطني على نسبه كبيره منها ليس فيها مقومات المدينة !! فلا توجد بها ( حدائق ، ولا منتزهات ) بل لا يوجد بها مشروع للمياه لعشرات السنين والظلام الدامس يعم مناطق هذه المدينة وقراها ونحن في القرن الواحد والعشرين . فماذا نتوقع من إنسان حرم مقومات الحياة المدينة ..!!؟
وما الذي يعوض المواطن عن الغازات السامة التي تنبعث من حقول النفط فلا يوجد ماء ولا كهرباء ولا حدائق بل انتشار هائل لأمراض السرطان وغيرها من الأمراض القاتلة والبركة في شركات النفط . .. التصحر يزحف بشكل مخيف ويأكل الأراضي الزراعية في ظل وجود هيئة عامة للمناطق الشرقية لم نسمع عنها غير إقامة السدود والآبار الوهمية .
- اختطافات وثارات .. نعم موجودة ولكن أرجو قبل اتهام الإنسان المأربي أن يبحث عن السباب وبتمعن وعندها سيعلم الجميع من يتحمل المسئولية .
- تقطع في الطريق وبالأخص بين صنعاء – مأرب – حضرموت . ولكن هل هذه العصابات هي من أبناء مأرب أم أنها عصابات منظمة قد يكون فيها أناس من مأرب ولكنهم لا يمثلوا سوى أنفسهم ، ومثل هذه العصابات تواجدت في كثير من المدن اليمنية ومنها أمانة العاصمة ، وصنعاء ، إب ، وأبين .. لم تشوه هذه المدن كما شوهت مأرب .
في الأسبوع القادم سنكمل الحديث عن مأرب الإنسان والتاريخ ان شاء الله.