المستشفيات اللبنانية تغرق بالمصابين من قيادات وعناصر حزب الله والمستشفيات تطلق نداءات استغاثة للتبرع بالدم ما هو جهاز البيجر الذي استخدمته اسرائيل في لبنان وسقط بسببه ألاف الضحايا من عناصر حزب الله اللبناني؟ فارق أسعار الصرف بين عدن وصنعاء عاجل.. إسرائيل تهاجم حزب الله بشكل مفاجئ وحديث عن مئات الإصابات روسيا تلوح باستخدام النووي وتؤكد: ''صبرنا له حدود'' موقف واحد للرئيس السيسي والملك عبدالله بشأن غزة والقضية الفلسطينية أول جامعة في اليمن تدرج مقرر السلامة المهنية لطلاب الإعلام احتمالية وجود ''شبهة جنائية'' .. تفاصيل الحادثة المأساوية التي تعرض لها اللاعب السعودي فهد المولد وحالته الصحية واشنطن ترد على البخيتي وتكشف حقيقة قبولها الاعتراف بحكومة صنعاء اليمن تضرب السعودية بالأربعة
بعد أربع سنواتٍ عجافٍ عاشها اليمنيون، عنوانها الحرب والموت والخراب والقهر والسجون.. تتكرس هذه السنوات كدهرٍ من المتاعب لرجل الحوار وفارس السياسة اليمنية/ محمد قحطان، الذي يختزل في سيرته العامة، قصة الإنسان الذي دفع- ولا يزال يدفع- الثمن الباهض لانحيازه للديمقراطية والحوار ودولة المواطنة.
ففي الرابع من أبريل من عام 2015- أحد عشر يوماً على بدء عاصفة الحزم- جاءت الميلشيا إلى منزل محمد قحطان في صنعاء، وأخذته من ذلك المنزل الذي كان قد اختاره مكاناً محايداً في مشهد الحرب الذي صنعه الحوثيون وحليفهم صالح، مفضلاً عدم الانتقال إلى أي مكان آخر.
كان اعتقالاً ينطوي على النية الأسوأ تجاه هذا السياسي الذي ما فتئ ينتصر للديمقراطية وللحرية وللحوار من موقعه القيادي في التجمع اليمني للإصلاح.
أخذته الميلشيا إلى مكان لا أحد يعرف أين هو حتى اليوم، ليكون- بحق- السياسي الذي يجري تغييبه كل هذا الوقت عن أهله وعن المراقبين والمنظمات الحقوقية كل هذه المدة، فيما تدير الأمم المتحدة حوارات لا تنقطع بين الأطراف اليمنية بحثاً عن السلام الذي مقدمته المنطقية هي الإفراج عن المعتقلين.
على مدى أربع سنوات وفيما يعيش قحطان في معتقله الذي لا يعلم عن ظروفه شيئاً.. عاشت عائلته معاناة لا تنقطع في ظل تدفق الأخبار عن النهاية المحتملة لوجوده في هذه الحياة، والتي كانت تستقي معلوماتها من تصريحات وتسريبات عن احتمالية وضع المعتقل الأبرز في السجون الحوثية/ محمد قحطان في مواقع يستهدفها طيران التحالف.
بعد كل هذه المدة لا تزال عائلة قحطان تنتظر نبأ يطمئنها عنه وعن وضعه وصحته ومعتقله، لكن أياً من هذه الأنباء لم تأت بعد، ولا يبدو أن بارقة أمل ستلوح بالأفق، وكل ما نطمح إليه جميعاً أن يكون على قيد الحياة بخير وسلام.
ليس مستغرباً أن يتحول محمد قحطان إلى أيقونة سياسية في المشهد اليمني المضطرب، وأن يتحول إلى عنوان للتظاهرات والاحتجاجات والأنشطة الإبداعية المختلفة.
وهو كذلك بالنسبة للرابطة النسائية الأهم في اليمن والمنطقة "رابطة أمهات وزوجات المعتقلين والمخفيين قسرياً في سجون الميلشيا بصنعاء، وسجون القوى المتنفذة المدعومة من الخارج في عدن وغيرها من محافظات البلاد".
قحطان رابعُ أربعة من المعتقلين الذين طالب مجلس الأمن بالإفراج عنهم، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن في ظل الإصرار الذي تظهره ميلشيا الحوثي لإبقاء هؤلاء ورقة سياسية في التسويات المقبلة.
ليس من السهل أن يُنسى رجل كهذا، فهو بحق وطن بكامله في معتقل الميلشيا الإرهابية.. لذا ليس غريباً أن يشغل محمد قحطان، اهتمام الغالبية العظمى من اليمنيين، وهو يتصدر قائمة المئات، بل الآلاف من المعتقلين والمخفيين قسرياً الذين يتعرضون لأسوأ أنواع الانتهاكات والتعذيب في ممارسات ترقى إلى جرائم الحرب، وهي الجرائم التي وصمت هذه المرحلة السيئة من تاريخ البلاد.