حماس توجه “رسالة” للوسطاء وتكشف شروطها للعودة إلى المفاوضات مع الكيان الصهيونى
اللواء سلطان العرادة يتفقد أضرار الأمطار والعواصف في مخيمات النازحين بمأرب ويوجه بسرعة توفير الاحتياجات الأساسية للنازحين من إيواء وغذاء وسرعة اصلاح الخدمات العامة
الكشف عن تفاصيل السلاح الذي استخدمه الكيان الصهيوني في ارتكاب مجزرة مدرسة التابعين بغزة
تفاصيل لقاء نائب رئيس الأركان مع المستشار العسكري للمبعوث الأممي بعدن
تفاصيل إجتماع الرئيس العليمي مع طارق صالح ومحافظي تعز والحديدة وحجة
دولة خليجية تسحب الجنسية من 850 شخصا
ملكة جمال تشارك في أولمبياد باريس تخطف أنظار العالم ..
تعرف على أغنى 10 مليارديرات في العالم..
مناورات إيرانية قرب الحدود مع العراق
محكمة حوثية تصدرا حكماً بإعدام غالب القاضي رجما حتى الموت بتهمة ارتكاب هذه الجريمة
دفائن العالم العربي أصبحت مخترقة من المحيط إلى الخليج، فكل التغريدات التي كتبها أكثر من مليون عربي في موقع "تويتر" الشهير، بدأ طرحها هي وغيرها منذ أمس للبيع لمن يرغب، وباختصار: أنت تصرف وقتك بالتغريد، لكن "تويتر" يبيع ما تكتب ويربح المال ممن يشتريه، وأهمها أجهزة المخابرات التي تجد بأن ما ستدفعه شهريا لمعرفة أفكار وميول وأسرار مواطنيها هو أقل من راتب أسبوع يتقاضاه منها جاسوس غير محترف.
وبدأ البيع بموجب اتفاق عقده "تويتر" مع شركة "داتاسيفت" البريطانية التي تحولت بموجبه إلى وكيل لبيع أرشيف جامع لكل تغريدات المشتركين في "تويتر" بالعالم، وعددهم يزيد على 300 مليون "لمن يرغب بشرائها" بحسب ما قال موقع Mashable الشهير بمتابعته لأخبار شبكات التواصل الاجتماعي، والذي كان أول المتطرقين للاتفاق ليل الاثنين الماضي.
وتعني عبارة "كل تغريدات المشتركين" الواردة بالاتفاق ما كتبه المشترك منذ يناير/كانون الثاني 2010 حتى نظيره هذا العام، أي طوال عامين قام المغرد خلالهما بكتابة عشرات آلاف العبارات وأرسل صورا وروابط الى مغردين آخرين، علما أن عدد التغريدات اليومية في "تويتر" يزيد على مليارين، بينها مليونان و200 ألف بالعربية على الأقل، وحوالي 50 ألفا لعرب يغردون بلغات أجنبية، وكلها سيتم تقديمها على طبق من فضة للمخابرات.
وبحسب ما اطلعت عليه "العربية.نت" من خصائص "تويتر" مع مشتركيه، فإن الموقع يمحو كل تغريدة بعد أسبوع من تدوينها، لكنها تبقى بأرشيفه كوديعة تستمر فيه دائما، حتى ولو قام المشترك بمحوها من سجل تدويناته، لأن لوحة بيانات المشترك في صفحته على الموقع منفصلة عن ذاكرة حفظ الموقع نفسه، لذلك قام في 2010 بعقد صفقة مع "مكتبة الكونغرس" لتزويدها يوميا بما صب ويصب فيه من تغريدات منذ تأسيسه في 2006 وبلا توقف حتى إشعار آخر.
الكشف عن المكان الذي نشرت منه التغريدة
وغاية الشركات من شراء التغريدات وأرشيفاتها القديمة هي التوصل لمعرفة الميول الاستهلاكية والشرائية للمشتركين، وهم بالنسبة إليها مجتمع مصغر عن الكبير الذي يعيشون فيه، وكله لقاء 1000 دولار شهريا تدفع منها "داتاسيفت" حصة لتويتر الذي لا يمانع بما هو أخطر.
والأخطر هو أن الاتفاق يسمح ببيع التغريدات لمن يرغب بشرائها من دون أي انتقاء وتمييز، وهذا يعني أن ميول وأفكار واتجاهات العالم العربي كله، وكذلك غيره، يمكن أن تصبح بحوزة مخابرات كل بلد عربي وأيضا نظيرتها في أي بلد آخر، وهو اختراق يومي للمنطقة العربية بأسرها، وبثمن يقل عن قيمة اشتراك شهري في نادي اجتماعي.
وقالت "داتاسيفت" في بيان غير تفصيلي لها أمس عن بنود الاتفاق الذي تطرقت إليه وسائل الاعلام اليوم الأربعاء، واطلعت عليه "العربية.نت" إنها ستنشئ للمشتركين رابطا يدخلون عبره إلى ما سمته Datasift Historics وهو مخزن لأرشيف التغريدات التي ستحصل عليها من "تويتر" مزود بفلتر بحث سريع الفرز حسب الطلب.
ويسمح الفرز لأي كان بمعرفة ما كتبه السعوديون مثلا، وهم 35% من مشتركي "تويتر" العرب، فيتم اكتشاف ميولهم السياحية أو آراءهم السياسية كما واتجاهاتهم الاستهلاكية بدقائق قليلة، وبحسب الاطلاع عليها يمكن التوجه إليهم بإعلانات تناسبها.
أما أجهزة المخابرات فبسهولة تستطيع اختراق الدفين في أفراد كل مجتمع عربي بمجرد فرز ما يغردون به في "تويتر" الذي يبدو حتى الآن ضاربا حقوق مشتركيه بعرض الحائط، فهو ليس مهتما بالمرة بموقفهم إلى درجة أنه لم يصدر أي بيان يبرر إقدامه على بيع ما غردوه، خصوصا أن البيع يشمل الافصاح عن المكان التي كان فيه المشترك حين قام بتغريدة ما في وقت ما من يوم محدد، وهذه وحدها خصوصية لا تباع ولا تشترى والكشف عنها قد يحمل الشر والضرر.