عمار البوسني ل مأرب برس: الآداب والمعارف فرصة ثمينة للمثاقفة
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر و يومين
الإثنين 17 يونيو-حزيران 2013 05:25 م

باحثٌ ومهتمٌ باللُّغة العربية وعلومها وآدابها..

يجيد العربية بطلاقةٍ قد لا نجدها لدى بعض العرب..

بوسني الأصل، ألماني الجنسية، مسلم الديانة. عمَّار البوسني كما يُعْرَف، أو عمَّار بينتول، أحد الدارسين في معهد اليمن لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها. له اهتماماتٌ في الشَّأن الثَّقافي العربي، لغةً وأدبًا وفكرًا وتراثًا. أجرينا معه هذا الحوار حول صورة الشرق الإسلامي في الغرب. التفاصيل:

ـ هل البحث عن الثَّقافة الشّرقيّة في الغرب جارٍ بالوتيرة نفسها التي يبحث فيها الشرقيون عن الثّقافة الغربيّة؟

*نعم هنالك بحث عن مواطن الثقافة الشرقية وعن البلاد التي نشأت فيها الحضارات واللغات الأولى، وفيما يخص اليمن نعدها أم اللغة العربية كما تعدونها مهد العروبة وكما يعد المصريون بلادهم أم الدنيا وفضلنا أن ندرس العربية هنا لأن اليمن لم تتأثر كبقية البلدان العربية بالثقافات الوافدة من بعيد، أنا اخترت اليمن على مصر لأن اليمن أبقى على الأصل. وعموماً هنالك رغبة في الغرب لاستكشاف مجتمعات مناطق الشرق.

ـ ماذا يعني لكم الانتماء للدين الإسلامي في مجتمع علماني؟

*يعني لنا أن نكون قدوة وسفراء ممثلين للديانة الإسلامية الحنيفية في مجتمعات مدنية تهتم بالبحث عن الحقيقة التي قد تجدها حينما تجد الإله الذي يمنحها السعادة.

ـ أين تكمن النّظرة الخاطئة إلى الإسلام: في التَّصُّور الغربي المسبق أم في الصُّورة الشرقية المقدمة للغرب؟

*في كليهما؛ فالإعلام الغربي يقدم صورة مغلوطة عن الشرق الإسلامي، وبعض الجماعات السلفية والراديكالية المتطرفة سنيةً كانت أم شيعية هي الأخرى تقدم صورة باهتة عن الإسلام، وصورة المسلم في أوروبا مأخوذة من إعلامهم أو من النماذج السيئة التي ذكرت.

ـ العلوم والمعارف الإنسانية والأدوات الحضارية هي ملكٌ للجميع؛ فهل هنالك استعداد ظاهر للتعايش بمعزلٍ عن المعطيات السالفة؟

*نعم لابد أن يوجد هذا الاستعداد، ولاسيما أن ديننا الإسلامي دين التعايش والتسامح والمحبة والسلام، وأمتنا هي أمة (اقرأ) ومعنى أن نقرأ يحمل في ثناياه فكر التأمل والتدبر والتأثير والتأثر والمثاقفة.                                 

ـ هل تشعر بروح المُثاقفة هنا؟

*لازلنا في إطار الانتماء الواحد بطبيعة الحال هنا، والأدب واللغة وما يتعلق بهما كل أولئك يعتبر فرصة للالتقاء والاحتكاك الحضاري وتبادل الأفكار لتطوير نظرية إسلامية إنسانية عالمية صالحة لتمثيل الصورة الأنموذجية لنا كأمة واحدة.

ـ أنت مسلم تسمع عن البلاد الإسلامية. كيف وجدت المجتمع المسلم الذي وصلت إليه؟

*وجدته كما قال الإمام محمد عبده: في الشرق مسلمون بلا إسلام، وفي الغرب إسلام بلا مسلمين؛ ووجدت كذالك أن ثقافة العادات والتقاليد لديكم أقوى من الثقافة النابعة من الإسلام؛ فبعض العادات والتقاليد الاجتماعية العادية تضاف إليها صبغة دينية وما هي من أساسيات الدين الإسلامي. أرجو في المرات القادمة عندما أزوركم أو يزوركم أحد الباحثين أو السائحين أن يجد بلد الإيمان والحكمة وغيرها من بلاد العرب وقد صنعت مستقبلها المنشود وحياتها الأفضل وحضارتها الجديدة التي ستسمع بها الدنيا شرقاً وغرباً إن شاء الله.