مستشفى حريب وصمة عار في جبين الصحة
بقلم/ ناجي الحنيشي
نشر منذ: 14 سنة و 10 أشهر و 3 أيام
الأربعاء 24 فبراير-شباط 2010 04:38 م

تعد مديرية حريب من اكبر مديريات محافظة مأرب مساحة، وأكثرها سكانا..ورغم هذه البديهية فان التنمية فيها معدومة،ولم يلاحظ أبنائها مشروع ذو فائدة تذكر على مر السنوات الماضية، وكأن لعنة قد إصابة هذه المديرية وأهلها ولا يمكن الفكاك منها،وهذا إن دل على شي فان ما يدل على التجاهل والتهميش المفروض على حريب من الدولة، وخيبت أهلها وأبنائها صغارا وكبارآ..يقول الشاعر(ومن لم يحب صعود الجبال..يعيش ابد الدهر بين الحفر).

وعبر هذه السطور سنناقش ما يسمى خطأ مستشفى حريب فهذا المبنى العتيق الذي أكل وشرب الدهر عليه لا يقدم أي خدمات صحية تذكر لسكان وقد تحول في الآونة الأخيرة إلى مبنى (أصم)لا تجد فيه طبيبا واحدا فجميعهم قد (هجروه) أو (غادروه) مكرهين من مديره (الجديد) الذي يديره بعقلية .. لأفرق عنده مادامت الإدارة بهذه العقلية توفر المطلوب الذي وضعه نصب عينه منذ تم إبلاغه بأنه أصبح مدير بقدرة قادر!! قبل هذا المدير كان هناك نخبة من الأطباء الأكفاء، اثنين منهم من ((يافع)) على قدر من الحرفية والمهنية والإنسانية، استطاعا إن يخدما المرضى علـــى مدار الساعة رغم البعد الجغرافي الذي يسفرانه من والى اهلهم. ودكتور أخر من أبناء المديرية يحظى باحترام وتقدير السكان لتجربته وتخصصه، والى جانبهم دكتورة روسية أخصائية(نساء وولادة)، ورغم فجاجة تعاملها مع النساء إلا إن الأمر كان مقبول لضرورة هذا النوع مـن التخصص في المديرية، ومع الجميع طاقم تمريضي ومختبري كانوا يشكلون حالة لآ باس بهــــا رغم عدم جودتها. اليوم يفاجئ المريض أو الزائر بمنى ((خاوي)) على عروشه بعد إن هجـــره الأطباء ولم يعد يقدم ادني ادني الخدمات، أقول هذا لأنني رافقت احد المرضى إلى هذه السمسرة يوم الأربعاء الموافق1./2/2001.م .

 وعند وصولنا إلى البوابة ودخولنا إلى الباحة لم نجد سوى جنديين يحرسان الإطلال!! حينها سالت عن الطبية فأجاب احدهم سافرت.سالت عن الدكتـور (ناصر)عن الدكتور(فضل) عن الدكتور(عارف) فأجاب أخر رحل الجميع!!

وعندما استفسرت عن سبب هذا الرحيل الجماعي قيل لي بسبب(المدير)، وأضاف آخرين :أن البعض حلف بإيمان مغلظة بأنه لن يعود مادام هذا المدير موجود!!.

والمدير المذكور جي به من مدير الصحة في المحافظة في غفلة!!،ولم يراعى التخصص والقدرة والأهلية الادارية.واول ما قام به بعد التعين أن تعاقد مع من أقاربه وأبنائه وأحلهم بدل آخرين في المواقع الايرادية.

الغريب في الآمر إن كل هذا يحدث في غفلة من الناس وبالذات المجلس المحلي كهيئة للسلطة المحلية كما يقال!! كأن يفترض بها الاطلاع على أوضاع المستشفى ومعالجة الاختلالات والفساد في هـذا المرفق الذي يفترض انه يقدم شي من الخدمة للمواطن!!

 خاصة والأمين العام للمجلس المحلـــي في المديرية كان قد عمل قبل إن يصبح أمين عام في وجه الفساد بالمديرية، آنذاك قاد المظاهرات والاحتجاجات من اجل الاصلاح. إما اليوم غفل أو تغافل عن مهمة كان الأجدر به إن يقوم بهـــا بعد إن أصبح في موقع القرار.

لكن ذالك لم يحدث للأسف رغم نزاهة الأمين العام التي لاشــــك فيها. مما يدفعنا للاعتقاد بأنه ينظر إلى موضوع المستشفى وأدارته من زاوية((جهوية)) وهــــذه النظرة إن صحت تمثل الكارثة بعينها.

ختاما أقول لأبناء حريب إن نومكم وترككم لحقوقكــم يعبث بها الفاسدون له نتيجة واحدة: وهي مزيد من الحرمان..مزيد من الخراب.

استدراك:( أسعفت المريض إلى مستشفى الجوبه..لكن بالصلاة على النبي وانأ خارج شاهدة امرأتين وقد هدهن الإعياء وهن مسعفات امرأة مريضة جدا فقلت لنفسي ارحبي ياجنازه فوق الأموات ، قلتها وانأ مشفق لهن من معاناتهن ومعانات غيرهن من أهالي مديرية حريب) .