آخر الاخبار

لماذا أعلن الرئيس زيلينسكي استعداده للتنحي عن رئاسة أوكرانيا؟ منظمة دولية تكشف عن تصفية 953 يمنياً.. الحوثيون في طليعة القتلة وفي مناطق الشرعية تتصدر عدن قائمة التصفيات الجسدية وحزب الإصلاح والمؤتمر في صدارة الضحايا معارك في مأرب والجوف وتعز وقوات الجيش تعلن التصدي لهجمات الحوثيين أسعار الذهب في اليمن قبائل الطيال وسنحان وبني حشيش وبلاد الروس تعلن النفير العام لاستعادة الدولة وطالبت مجلس القيادة الرئاسي بضرورة توحيد الصف الوطني،وحشد الإمكانات لدعم الجيش والمقاومة.. صور مؤشرات ايجابية على عودة الإستقرار للبحر الأحمر.. 47 سفينة عدلت مسارها إلى قناة السويس بدلاً من الرجاء الصالح الإتحاد يعزز الصدارة بفوز كبير على غريمه الهلال الجيش الأردني يعلن احباط تهريب كمية من المواد المخدرة عبر طائرة مسيرة إعلام أمريكي: ''الحوثيون هاجموا طائرات مقاتلة ومسيرة أمريكية وجدل داخل الجيش حول كيفية الرد'' حماس تتحدث عن خرق اسرائيلي فاضح لاتفاق تبادل الأسرى

التطرف ثلاثي الأبعاد (الحراك، الحوثيين، أنصار الشريعة)
بقلم/ مصطفى راجح
نشر منذ: 13 سنة و 6 أيام
الخميس 16 فبراير-شباط 2012 09:29 م

المتطرف دائماً أعمى ، سهل استخدامه لأنه ضيق الأفق والرؤية ، لا يستطيع النظر إلا من زاوية واحده . المتطرف غير قادر على الإحاطة بالأبعاد الكامل للمشهد وآفاقه ومحركاته . ومن هذا المدخل تحديداً يبدو أن " البقايا " تمازجت وتداخلت مع الفصيل المتطرف في الحراك الجنوبي ، في تكرار مكشوف وفاشل لتقاطعاتها مع الحوثيين في صعده ، وانصار الشريعه في أبين .

والمتطرف المتعصب أيضا يسهل أستتباعة للاعب إقليمي جاهز ومعنى بالطلب "إيران " التي جمعت البيض والحوثي وربما أنصار الشريعه في سلة واحده .

ويبدو أن استواء هذا الثالوث المغلق فوق أرضية اليأس مع اقتراب أفول النظام الفاشل الذي وفر لهم مبررات الوجود ، ومع عودة الأمل بنهوض المشروع الوطني الجامع الذي فتحت آفاقه ثورة 11 فبراير السلمية جعل كل الخيارات أمام هذه التكوينات المغلقة متماثلة ففي نضر اليائس يستوي الموقف ونقيضه ، ضد النظام أو التحالف مع بقاياه ، مع ايران أو حتى إسرائيل !.

وعموما تتجلى زوايا المثلث المتطرف باعتبارها أعراضاً للمرض الموجود في الرأس ، وستأفل مع نهايته لأنها تفقد مبرراتها ، وما تتوكأ عليه من قضايا سيغدو مهمه وطنيه على جدول أعمال الحوار الوطني .

غير أن استكشاف محركات الفصيل المتطرف في الحراك ،وتقاطعاته مع "البقايا " هنا ، والعمائم السوداء "هناك " لا معنى له ان لم يشار الى غياب الوعي هنا على شاكلة الجماعة الفك ارتباطيه الطائحه في الكل وضد الكل ومن دون رويه أو بقية من رشد .

إحراق ساحة الثوره السلمية الشبابية في عدن ، مضافا اليه العمليات الهجومية المسلحة على بعض اللجان مؤشر مهم لموقف فصيل متطرف من مكونات الحراك سيكون خطأ فادحا التعامل معه بخفه ،وحصره بإلقاء اللوم على " البقايا " فقط .

الدلالة الأولى أن هذه التصرفات قامت بها بعض مكونات الحراك المتطرفة والتي ترفض الآخر حتى وان كان جنوبيا وعلى استعداد لاستخدام العنف ضده لقسره على الاذعان لوجهة نظرها.

الدلالة الثانيه أن هذه التصرفات الطائشة واستخدام العنف يكشف عن هشاشة حضور هذه القوى وضعفها وعدم امتلاكها المبررات والحجج لتسويق وجهة نظرها بمقاطعة نقل السلطه ، والاهم من ذلك انعدام ثقتها بالشارع الجنوبي ويأسها من المراهنة على استجابته لخيارها الذي يبدو وكأنه دعوه للذهاب الى المجهول . هنا يبرز هؤلاء وقد ألغوا من حساباتهم أصحاب القضيه التي يرغون ويزبدون ويحرقون ويعتدون بإسمها .

فالدور الوحيد للجنوبيين بنظرهم هو المضي خلف الزعيق المتهرئ للجماعات الغوغائيه التي بدأت باستهلاك رصيد الحراك السلمي ، وتغييب القضية الجنوبية تحت ضجيج همجيتهم . آخر ما يمكن أن تحتاجه قضية عادله كالقضيه الجنوبية هو هذه التصرفات الغوغائيه لحمقى فقدوا الوعي ، فاختلطت عليهم الجهات والأطراف ، وفقدوا صوابية الرؤيه فطاشت سهامهم تخويناً وعنفاً بكل الاتجاهات وأولهم ذوي القربى .

هناك فرق بين من يحمل رؤيه ويسعى لتسويقها بالحوار ووسائل العمل السلمي المدني، ومن يصدر فتاوى وفرمانات ليمنع اليمنيين من الذهاب الى يومهم الذي صنعوه بدمائهم وصبرهم طوال عام كامل .

لا مجال للمتعصبين ، لم يعد بإمكانهم سد الطريق بعنفهم الهمجي أمام تيار اليمنيين الجارف في شمالهم والجنوب . ولنراهن مع طاهر شمسان " سيخرج اليمنيون الثلاثاء القادم باتجاه صناديق الحريه مثل أسراب الجراد ".

أما اخواننا في الجنوب الصابر ، والحراك المدني السلمي فعليهم الاستعداد من الآن لمؤتمر الحوار الوطني ، وقليلاً من الهدوء في نبرة الخطاب مع فكرة قوية واضحة أجدى بكثير من نبرة حادة تترافق مع رؤية مشوشة وغائمة كهذه التي تحاول فرض نفسها وصياً على الجنوب وقضيته بضجيجها الفارغ وعنفها المشبوه .