آخر الاخبار

مواجهات طاحنة وشرسة في الفاشر وأنباء متضاربة بشأن السيطرة على سنجة جيش الاحتلال يعترف لأول مرة عن 18 مصابا من الجنود بالجولان بسقوط مسيرة لحزب الله قد ينفجر الوضع داخليا في لٱ حظات… اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومحتجين من اليهود الحريديم الجيش الأميركي يعلن عن دمرنا 3 زوارق مسيرة للحوثيين في البحر الأحمر بأرقام كبيرة وصادمة… أقصى اليمين يتصدر انتخابات فرنسا وبطريقة مفاجئة وماكرون يدعو لمواجهته أول دولة عربية تدخل موسوعة غينيس في الكشف عن 5 أورام سرطانية في الدقيقة الواحدة دولة الكويت تثلج صدور اليمنيين داخليا وخارجيا واشادة رئاسية بموقفها النبيل الداعم لليمن اللواء سلطان العرادة يضع الأحزاب السياسية أمام التزامات المرحلة ويدعو الى حشد كافة الجهود لدعم المعركة الوطنية ط مع مليشيا الحوثي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تدخل لمنع روسيا من تزويد الحوثيين بصواريخ كروز فتاكة... تفاصيل معلومات استخباراتية رئيس الوفد الحكومي المفاوض :السياسي محمد قحطان يعتبر عائقاً أساسياً يجب حل موضوعه ومن ثم الانتقال إلى إجراء أشمل

قصة حارتنا !
بقلم/ نشوان السميري
نشر منذ: 15 سنة و 10 أشهر و 19 يوماً
الإثنين 11 أغسطس-آب 2008 12:40 ص

سأحكي لكم قصة عن حارتنا، وهي قصة قد يعرف البعض قصصا كثيرة تشبهها، فبعد عناء دام عقدين من الزمن حظيت حارتنا قبل خمس سنوات بمشروع المياه والمجاري الذي أزال غـمّاً طافحا تأذينا منه كثيرا، ولم نكد نفق من صدمة الفرحة هذه حتى جاءنا مشروع أجمل حمل الرَصف والسفلتة إلى شوارعها المعذبة، فغطى الإسفلت معظم الطرق وزينت الأحجار أزقتها الضيقة، وبتنا نتحدث عن حارة جميلة لا تبعد عن ميدان التحرير سوى كيلومترين اثنين فقط، وباتت عن جدارة من مكونات هذا النسيج العمراني الآخذ في التجمًل كقدر لقلب العاصمة لا بد منه، غير أن النعمة في غياب الرقابة والمتابعة لا تدوم حتى النهاية وهذا ما حدث لحارتنا حارة "سواد حنش".

قد يكون اسم حارتنا غريبا بعض الشئ ويستحق العقاب لكن ليس بالقسوة التي تحدث لها اليوم، فبعد أن ذاقت نعمة التحسين العمراني فوجئنا ببعض الجهات تنتزع منها كل مقومات الجمال والراحة التي شعرنا بها كالحلم لأسابيع قليلة، وإليكم الصورة الحالية لشوارع الحارة منذ شهور عديدة: أكوام متناثرة من الحجارة ومخلفات الرصف في كل شارع وزقاق ونحن نعني استخدام كلمة "كل" لأنه لا استثناء، وحفر مفتوحة طولية وعرضية من أثر أعمال إمدادات المياه أو الكهرباء ومما لم نفهم معناه أيضا، جعلت من بيع قطع غيار السيارات في الجوار تجارة رابحة.

غير أن الأدهى من ذلك هي قصة جسر الحارة الذي يصل بين ضفتي شارعها الرئيسي الذي يعتبر المنفذ المهم لمعسكر النقل المجاور والممر الأنسب للمرور لمن أراد الهروب من زحمة الدائري الشمالي في اتجاهي الحصبة أو الجامعة، ويا لها من قصة!

ففي ديسمبر الماضي حدثت معجزة صغرى حقيقية؛ إذ قام عمال قليلون بهدم الجسر الضخم في ثلاثة أيام فقط أدهشت الصغار عندنا قبل الكبار، وأعطت مؤشرا يصعب حينها مجادلته على جدية الإنجاز المزمع في حارتنا، ومع الوقت نسينا لماذا هدموا الجسر أصلا ونسينا أكثر لماذا لم يعد بناؤه سوى جزئيا بعد سبعة أشهر من هدمه، ومازال الجسر حتى هذه اللحظة نهبا للأقاويل والإشاعات دون أن يكتمل، فهل عاد الجسر بالربح من وراء بيع حديد الجسر في شكل خردة لمن هدمه كما يقال؟ وهل وهل وهل..، لكن ما فائدة الأسئلة وما يقال مادام الجسر قائما مثل الشبح لا فائدة منه ولا ربح فيه لأي ساكن أو عابر في أراض سواد حنش.

وقمنا بواجبنا، وخاطبنا بالطبع أعضاءً في المجلس المحلي للمديرية والمحافظة لأننا انتخبناهم كي نخاطبهم في مشاكل مثل هذه، فسألناهم: ألا يفترض أن يتم تسليم السائلة والجسر والسفلتة والرصف كما سمعنا في الصحف منذ عام تقريبا؟ أين هي الرقابة والمتابعة لأمانة العاصمة والمجلس المحلي في مشروع حساس مثل هذا؟ ولماذا لم يتم تبديل المقاول إذا كان غير قادر على الإنجاز؟ ومن المسؤول عن إزالة مخلفات الرصف التي سببت من المشاكل بين الجيران ما سببت وتسبب؟ وغيرها من الأسئلة التي أتصور أن بعضكم قد يسألها الآن ولكن عن حارته أوحيّه. وكان الجواب بكل أسف أن حيرتهم هي أكبر من حيرتنا نفسها بسبب غرابة اسم حارتنا العتيدة "سواد حنش".

* خبير إعلامي ومدرب

n.sumairi@gmail.com