الرياض وواشنطن توقعان اتفاقية تعاون إستراتيجي في هذا المجال 3 بطولات "مثيرة" في كأس العالم للرياضات الإلكترونية الشركة المالكة للناقلة (أولفيا) تفضح الناطق العسكري للحوثيين سلطات مأرب تطلق خطة الاستجابة الإنسانية للمحافظة للعامين 2024م- 2025م أبو حمزة يكشف كيف هربت قوة صهيونية كـ”الجراد”.. والقسام توجه رسالة مصورة انتشار مخيف لوباء الكوليرا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين توقعات بحدوث فيضانات مفاجئة في عدد من المناطق بـ اليمن خلال الأسابيع القليلة المقبلة أسطورة كرة القدم ميسي يحقق أحلام قائد وريثه يامال نائب ترمب: بريطانيا ستكون أول «دولة إسلامية» تملك «النووي» نيابة الاحتيال المالي السعودية تكشف عن محتال سعودي خدع ضحاياه بـ «مناقصات وهمية» تبلغ 12 مليون ريال
مأرب برس - حازم مبيضين
يشترك العقيدان الليبي واليمني في العديد من الصفات، لعل أبرزها أسلوب وصولهما إلى الحكم بنفس الطريقة المشبوهة، وحمل كل منهما لرتبة العقيد، وقناعتهما بالبقاء في موقع الرئاسة والقيادة والزعامة إلى آخر لحظة في العمر، على أن يرث البلاد من بعد واحد من الابناء الذين يتم اعدادهم لهذه الغاية، ولعل من الصفات المشتركة التي كانت شديدة الوضوح قبل ثورة شعبيهما ضدهما، هي الانحدار بمستوى معيشة الليبيين واليمنيين إلى مستويات غير مسبوقة، ويترافق مع ذلك ثراء فاحش يحط على أفراد عائلة كل منهما، في حالة فساد شاملة تحكم حياة الناس والمؤسسات والدولة بكل مفاصلها.
غير أن الحراك الجماهيري في اليمن وليبيا، كشف عن صفة أخرى مشتركة، هي الجهل المطبق بالشعب الذي يحكمانه منذ عقود، فالعقيد المهووس يسأل شعبه من أنتم؟ وكأن أبناء بنغازي ومصراته قدموا من كوكب آخر، أو كأن العقيد يسمع بهم للمرة الأولى في حياته، وهو إذ يدرك أنهم يعرفونه جيداً، يحاول رسم صورته من جديد، ويعرف نفسه إلى شعبه بعد أكثر من أربعة عقود حكمهم فيها، بأنه الثائر البدوي القادم من تحت الخيمة ليجاهد، ولكن ضد من ؟ بالتأكيد وكما أثبتت الاحداث ضد هذا الشعب، وضد طموحاته وأحلامه، وفي بادرة تنم عن شخصية متعالية على الجماهير، يهددهم بأنه لو كان يشغل منصباً لرمى استقالته في وجوههم، ولكنه لم يسأل نفسه لماذا يخطب فيهم، وكيف يدير معاركه العسكرية ضدهم وبأي صفة يستقبل الزوار الوسطاء.
فاتكم القطار، رددها العقيد اليمني، الذي يتلعثم تسع مرات في جملة مكونة من خمس كلمات، ويخطئ بالتهجئة عشر مرات في جملة تضم أربع كلمات، وهو يظن أن على المحتجين على تمسكه بالسلطة ومحاولته توريثها لابنه وقائد حرسه الجمهوري، أن يستقلوا أول قطار لمغادرة الوطن، مع أنه يعرف أن نعمة السفر بالقطار لم تصل بعد إلى اليمنيين، وكان حرياً به أن يقول فاتتكم الجمال والبغال والحمير، لأنها وسائل نقل ما زالت تعمل بجد في بلاده، التي تعود إلى الوراء منذ أكثر من ثلاثين عاماً من حكمه غير المحمود.
يتمسك العقيدان بالسلطة، ويستند كل منهما في ذلك إلى ما يعتبره إنجازات أبدعها، فالقذافي يطلع علينا ليقرأ فقرات من كتابه الأخضر البائس، الذي خصص فيه فصلاً للحديث عن الفرق بين الذكر والأنثى، ويعلن اكتشافه المذهل بأن المرأة تحيض وتحمل وترضع والرجل لا يفعل ذلك، وهو يعتبر الخيمة التي ينقلها معه أينما سافر إنجازاً ثورياً، يضاف إلى أمجاد أمة العرب على يديه، وصالح يفاخر بالشرعية الدستورية، التي لم يترك فرصة إلا وداسها فيها، دافعاً مواطنيه إلى البحث عن شرعية أخرى، ليكتشفوا أن التعامل معه لا يكون صحيحاً ومنتجاً، بغير الاستناد إلى الشرعية الثورية، المنطلقة من الشوارع والساحات، وليست تلك القادمة على ظهور دبابات الانقلابيين.
ثمة مشتركات أخرى برزت حديثاً، وهي العناد الذي يعمي عيونهما عن الحقائق الماثلة على الأرض، والنهاية البائسة للعقيدين اللذين سيغادران السلطة، تشيعهما اللعنات وسوء السيرة في كتب التاريخ، التي سيدرسها طلبة الأجيال القادمة.