مجزرة مروعة وجديدة وسط غزة .. إسرائيل تقتل وتصيب عشرات وتمنع الإسعاف السعودية تعلن عن حدث تاريخي في أول محطة للطاقة النووية حطم أجهزة المخابرات..معلومات جديدة و صادمة عمن حاول اغتيال ترامب قناة الجزيرة تعلن عن إطلا ق منصتها الجديدة الجزيرة 360.. مكتبة ضخمة للبرامج والوثائقيات 1 أردوغان يشارك أغنية داعمة لفلسطين تشعل مواقع التواصل الاجتماعي تطورات جديدة ومفاجئة… قوات الاحتلال تحاصر شوارع بمحيط مقر السلطة في رام الله أول دولة عربية أمام مجلس الأمن في مهاجمة إسرائيل محاولة ثانية لاغتيال ترمب تشعل الشارع الأمريكي من جديد وكيل محافظة مأرب الدكتور مفتاح يناقش إنشاء مركز متخصص لعلاج الأورام السرطانية في المحافظة بن سلمان يوجه بضخ استثمارات عاجلة في دولة عربية بقيمة 5 مليارات دولار كمرحلة أولى
على عكس توقعات معظم المحللين عندما بدأت حركة الاحتجاجات الشعبية في أيران على أثر مقتل مهسا اميني في مقر للشرطة في منتصف سبتمبر تشرين أول الماضي حينها أخفق معظم المحللين في قدرت صمود المحتجين. سجلت الأنتفاضة صمود زمني تجاوز الشهرين واستخدم النظام اكبر قدر من القمع ويقارب عدد قتلى الأنتفاضة من المحتجين 400 ضحية اضافة الى آلاف المحتجزين.. ويمكن ملاحظة ان هذه الأحتجاجات هي أطول احتجاجات من حيث الزمن منذ قيام ما يسمى بالثورة الأيرانية ووصول الملالي الى السلطة قبل اربعة عقود ونيف..
ومن الواضح ان الأنتفاضة تعبر عن تراكمات خفية في العقل الجمعي للشعوب الأيرانية، وتعبر عن تقييم لمرحلة الثورة ونظام حكمها الكهنوتي خلال أربعة عقود. ليست مهسا اميني الا عود ثقاب أشعل الأحتقان الشعبوي الأيراني الذي بات يرى ان النظام ومنهجيته الكهنوتية غير قادرة على الولوج بالشعوب الأيرانية الى مستقبل يليق بأيران.
والأسواء من ذلك ان النخبة في أيران تعتقد ان النظام سوف ينحر أيران ويعرض مستقبلها للخطر . وتأتي قناعة الأيرانيين من خلال سؤال منطقي ، وهو عدم قدرة نظام الثورة على التحول الى دولة ومغادرة مربع الهرطقة الثورية، ان مثل هذا التفكير يشمل تيارات داخل النظام.
وفي العقدين الأخيرين فقد المعتدلون داخل النظام اي أمل في الأصلاح. فلا غرابة أن تتحول الأنتفاضة الشعبية بعد شهرين من الصمود امام اعتى آلة قمعية الى أستهداف رمزية النظام ( المرشد - والعمامة - والحوزة) ولا يمكن لهذا الصمود ان يستمر امام آلة القمع الأيرانية المتوحشة دون دعم قوي من الداخل الأيراني وليس من الخارج كما يدعي النظام.
الأنتفاضة الشعبية في أيران تجاوزت المرحلة الجنينية، وكسرت حاجز الخوف وأفقدت آلة القمع فاعليتها وهيبتها، ودفعها الصمود والنجاح الى الاعلان عن هويتها من خلال استهداف رموز النظام بمعنى ادق حددت هدفها بدقة وهو اسقاط النظام ورموزه ومنهجيته الكهنوتية القائمة على خرافة تثوير التاريخ، في سابقة ثورية مخالفة لقواعد التطور البشري حيث تنطلق الثورة من الحاضر نحو مستقبل أفضل هكذا تعارف العالم على مصطلح الثورة ، لكن ثورة الخرافة الأيرانية ، تم خطفها من ثوارها الحقيقين لتذهب الى كهوف التاريخ وتثور في التاريخ وبالتاريخ فهي تعتبر انحراف في تاريخ التطور البشري لذلك كانت كلفتها مرتفعة على شعوب المنطقة.
يعتمد النظام في طهران في بقائه على دوره الوظيفي في الأقليم بعيد عن أي رضى شعبي، وبالنسبة للنخب في أيران ترى ان هذا الدور يقوم على منهجية دينية رجعية وأنتجت الفقر والموت والقمع مع مخاطر مستقبلية قد تفضي بالشعب الأيراني الى هاوية سحيقة قد تخرجه كلياً من التفاعل الحضاري في المستقبل.
يغض المجتمع الدولي الطرف عن القمع الأيراني في الداخل وممارسة تصدير العنف والإرهاب للجوار ، ويمارس المجتمع الدولي ازدواج معايير واضحة .
مع ضخامة القمع والتوحش الذي يمارسه النظام فا بلكاد اصدرت الجمعية العامة قرار غير ملزم يدين سلوك أيران وممارستها القمعية، اما مجلس الأمن فهو مغلق امام ضحايا القمع الأيراني ولو رجعنا بالذاكره الى العام 2011م لعمل مقارنة بين سلوك الأمم المتحدة ومجلس الأمن مع انتفاضات الربيع العربي وسلوك مجلس الأمن والأمم المتحدة مع ما يجري في ايران سوف تتضح المعايير المزدوجة .
من الواضح ان المجتمع الدولي يخضع لأبتزاز ايران وأرهابها ، وسوف يدفع الجميع ثمن السكوت عن الأرهاب الايراني. ان نظام المرشد يدوس على القيم التي ازعجنا المجتمع الدولي بالدفاع عنها، ومن جهة اخرى يمارس الإرهاب من خلال موقعه الجيوسياسي مع توابعه الذنبية و تهديداته المتكررة لخطوط الملاحة وأمن الطاقة.
* كاتب صحفي ويشغل نائب رئيس مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية