الرياض وواشنطن توقعان اتفاقية تعاون إستراتيجي في هذا المجال 3 بطولات "مثيرة" في كأس العالم للرياضات الإلكترونية الشركة المالكة للناقلة (أولفيا) تفضح الناطق العسكري للحوثيين سلطات مأرب تطلق خطة الاستجابة الإنسانية للمحافظة للعامين 2024م- 2025م أبو حمزة يكشف كيف هربت قوة صهيونية كـ”الجراد”.. والقسام توجه رسالة مصورة انتشار مخيف لوباء الكوليرا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين توقعات بحدوث فيضانات مفاجئة في عدد من المناطق بـ اليمن خلال الأسابيع القليلة المقبلة أسطورة كرة القدم ميسي يحقق أحلام قائد وريثه يامال نائب ترمب: بريطانيا ستكون أول «دولة إسلامية» تملك «النووي» نيابة الاحتيال المالي السعودية تكشف عن محتال سعودي خدع ضحاياه بـ «مناقصات وهمية» تبلغ 12 مليون ريال
لن نبالغ إن قلنا إن الكتابة هي أعظم مهنة بشرية، ذلك أنها تختص بجانب العقل والفكر والتدبر والمعرفة والتمييز، وعليه يقوم أمر الخلق، وبه تميزوا عن باقي المخلوقات. ولن نكذب إن قلنا إن أهلها هم أهل الحكمة في الرأي، والصواب في الحلول، والأقرب لمعرفة الحقيقة العامة والخاصة. وأنه ليس كل من كتب من أهلها، إنما بعضهم كالمنتسب لغير أبيه، فهو للجهل أقرب منه، ولسفه أولى به، وفي الحجة الواهنة بيته. وأن الكتابة تغلب على سلوك صاحبها فتهذبه، لأنه يقارع حركة الحرف في الحكمة ليصنع به العبارة التي تصل للقب والعقل فتحدث التأثير والتغيير. لذلك كانوا الفئة الأهم في مجتمعاتهم، لأن بهم توجه دفة الفلك التي تجري في بحر الحياة المتلاطم العميق والخطير. وعلى عاتقهم همّ توثيق تاريخها، وحمل تلك الأمانة ثقيل وخصوصا في فتراتها البائسة.
وإذا أردتم تناولنا جانب مهمة في حياة الكاتب، وهو الجانب الخفي الذي لا يعرفه إلا هو.
ومن يعصر الخمر فوق رأس غيره، ليس كم يذوقها وهو يمد رجليه، ومن يكابد الدنيا وهو يحمل القيمة السامية، ليس كمثل من يبحث في خشاشها عن قوته، ويلتقط ما يجد. فيثقل على من كشف له عن ستار العقل وخباياه، وعن بعض ملامح الروح وحديثها، فيصمته عن الفُضول، ويكفه عن قول ما لا يليق من القول، أن يسهل عليه ما يسهل على من تحدث بلسانه وليس بعقله، ويستشعر بسطح غرائزه فحسب، ولا يفهم معنى أن يغوص إلى قعر لجتها، ويطنب بها طنبا.
ولا أعلم أن كنت أستطيع القول إنه من المؤسف اليوم أن الكتاب بهذا المعنى لا مهنة لهم تكفيهم عن مقارعة تلك الحاجات الملحة، ومسايرة متطلبات هذه الأيام التي تشابه المرأة الثرثارة التي لا تكاد تسكت إلا إذا غصت بالماء، بل حتى وهي غاصة تثرثر! وأن قارئهم اليوم يلتمس المضحك والمدهش والسخيف والكاذب، وأن تلك الصحف التي يعصرون عليها خلاصة فهمهم للحياة ليقدموه على اطباق الذهب، يذهب مالها للهباء ولمن يسّفه سفا، كمثل من جلس يصفق لقوم يبنون صرحا فلما انتهواـ أخذ أجرهم وظن أنه أولى به!
وحتى أنهم فوق ذلك يكادوا يتحملون منّة النشر وبناء مجتمعاتهم! فيصارعون قلة الدخل أو انعدامه، وهم البحث عما لا يفقهون من العمل ولا يطيقونه، والصبر من أجل العيش على من يتفننون في الأذى وخصوصا من بواعث الغيرة وغيرها من دوافع الأنفس الضعيفة. فيمسي كمن يشاهد فيلما بالأبيض والأسود ليستشعر لذة ماض سمع عنه ولم يدركه، فبقي يتخيل ألوانه ويلتمس بهجته.