أجهزة الأمن تضبط كميات كبيرة من مخازن الذخيرة في محاولة تهريبها جنوب اليمن
حيث الإنسان يصنع السعادة لصانع سعادة الأطفال.. رحلة التنقل بين محطات الألم والحرمان.. تفاصيل الحكاية
بشكل عاجل الرياض توفد طائرة خاصة الى مطار سيئون وتستدعي رئيس حلف قبائل حضرموت وقائد قوات الحماية الحضرمية
في موقف مخزي.. الرئاسة الفلسطينية تدين تصرفات حماس وتصفها بـ ''غير المسؤولة''
حسن نصرالله «يعيد» طبيبة لبنانية علوية من أمريكا الى لبنان بالقوة
اليمن تعلن موقفها من القصف الإسرائيلي على قطاع غزه
الحوثيون ينهبون مخازن برنامج الغذاء العالمي بمحافظة صعدة
الكشف عن اسم قيادي حوثي قُتل في الغارات الأمريكية الأخيرة
سلسلة غارات أمريكية دمرت مخزنًا سريًا استراتيجيًا داخل معسكر للحوثيين في الحديدة
تقرير حقوقي شامل بين يدي العليمي.. توجيهات رئاسية بتسهيل عمل لجنة التحقيق الوطنية والتعامل بمسئولية مع ما يرد في تقاريرها
مأرب برس ـ فلسطين
لا أريد الكتابة عن فلسطين ، وما يجرى في فلسطين ، وما حدث في غزة ويحدث في الضفة الغربية ، والحالة التي نعيشها حالياً من تجاوزات إنسانية وسياسية ، وعن الحكومة الشرعية والغير شرعية ، وعن إعادة قضيتنا لنقطة البداية التي تفجرت بالثورة الفلسطينية الحديثة ، أو عن علميات القتل والنهب والتدمير التي تجد من قادتنا التبريرات ، ومنهم من يصنفها بالمباركة والمشروعة ، وأن التجاوزات تحدث بناء على قاعدة من يعمل يخطأ ، لا أريد الحديث عن همجية العدو الصهيوني الذي قدم ولا زال الهدايا الدموية لشعبنا وشعوب المنطقة العربية كون هداياه تأتي من عدو نازي صهيوني يتوقع منه كل شيء ، ونحتسب أبنائنا شهداء عند الله في جنات الفردوس .
كما وينطبق الحال على عراقنا الحبيب الذي يصول ويجول ويقتل ، ويغتصب ، ويُ
عذب ، وينتهك كل حقوق الإنسان والآدمية التي خلقها الله وكرم بها عبادة .
ولكنها أمام بعض الجرائم التي نرتكبها بأيدينا تكون أهون على القلوب مما تري العين وتسمع الأذن من جرائم الأخوة .
كل هذا يأتي كأحد الفصول التاريخية التي مرت على منطقتنا ، وقرأ لنا التاريخ أقسي وأكثر همجية من هذه الجرائم ، وأشد حلكة من الأيام التي نعيشها ، ونتقوقع بها كالمحار المختبئ ، والنعام الذي يدفن رأسه بالتراب.
من بين جراحنا وعذاباتنا ، وآلام تضعف عن حملها الجبال ، سقطت خائراً من مشهد ما رأيت ، وما كشفته وكالات الأنباء اليوم وهي تعرض صور الأطفال العراقيين في إحدى دور الأيتام وهم زاحفون بشكل مرعب ومخيف ، ومذل ومقزز ، مشهد يندي له جبين الحيوان قبل الإنسان ، صور سقطت بها كل معاني البشر إن كان هناك لا زال بشر عند العرب.
أطفال أيتام ومن ذوي الحاجات الخاصة يعانون الجوع والإهمال ، والمرض ، ويستغل حالهم كستار لتمارس مليشيات الموت جشعها وحيوانيتها ، تقتات على طعامهم ، وتبيع ملابسهم ودوائهم وأغراضهم ، وتحول ديرتهم إن لم تكن تجلبهم بشكل مسبق لتتستر بأجسادهم الضعيفة . هل أنتم بشر أيها الخنازير ؟
وهل نحن العرب بشر؟
أكاد أكفر بعروبتي وبعروبتكم وأنتم كالحجر صامتون تديرون ظهوركم للحقيقية تولولون ضعفا وأنتم بالحقيقة أموات بعاركم وذلكم . أكفر بهذه العروبة وهذا النوع من الإنسانية عندما يقتل طفل بريء ببطء جوعا وإهمالا ، ويحتفل على جثث الموتى ، ويسحل الموتى بالشوارع ، فهل دين لكم ؟ وهل عروبة لكم ؟ وهل إنسانية لكم ؟ اقسم بالله لا دين ولا إنسانية ولا عروبة لهذه الخنازير .
لا بل سيكفر العالم بنا عندما يسمع صرخات أئمتنا وهم يسارعون ويلهثون لإصدار فتاوي تحلل القتل ، وفتاوى ترقع البكارة ، وفتاوي تسمح بإرضاع الزميل في العمل ، وفتاوي تدين تحطيم حجر ، وتصمت بل وتخرس أمام جرائم فلسطين والعراق ، إنهم فعلاً قردة بزمن كفر الإنسانية بإنسانيتها ، تجردت القلوب الرحيمة من رحمتها ، والأنفس البشرية من إنسانيتها ، وتحولنا نحن العرب لكومات حقد مجردة من أدميتها .
رحماك ربي لقد أدركنا أن ما يحدث سوي غضب إلهي من هذه الحيوانية التي جعلتنا أشباه بشر ، نمارس ما لم تمارسه أكثر الحيوانات وحشية .
فأذهبوا للجحيم إن كنتم عرب ، وإن كان الموت ثقافتكم ، بل ثقافة حيوانية مجردة من جزيئات الرحمة حتى بالحيوان ، وحتماً لن أعتذر لأنكم من أطهركم حتى أنجسكم لا تستحقوا الاعتذار.