آخر الاخبار

تدخل إنساني رفيع من برنامج حيث الانسان مع الصيدلي الذي دفع ثمن إنسانية كل ما يملك.... هكذا عادات الحياة من جديد مع فايز العبسي قرابة مليار دولار خلال عدة أشهر ..مليشيا الحوثي تجني أموال مهولة من موانئ الحديدة لتمويل أنشطتها العسكرية . اللجنة الدولية للصليب الأحمر تكشف عن دعمها للمرافق الصحية والمستشفيات في مناطق سيطرة الحوثيين عقب الهجمات الأميركية عقوبات أمريكية جديدة على إيران وكيانات وشبكات تهريب تموّل الحوثيين هل تغيّر واشنطن خطتها ضد الحوثيين لتكون أكثر حسماً.. أم ستكرر السيناريو؟ نتائج المنتخبات العربية في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026 خلال اجتماع موسع مع قادة الكتائب والسرايا والضباط..قائد شرطة حراسة المنشآت وحماية الشخصيات بمأرب يشدد على رفع الجاهزية وتثبيت الأمن مأرب: الجمعية الخيرية لتعليم القرآن تنظم برنامج سرد القرآني ل200 طالب. تتضمن 59 مادة موزعة على 6 أبواب.. الفريق القانوني يسلم الرئيس مسودة القواعد المنظمة لأعمال مجلس القيادة تمهيداً لاعتمادها وإصدارها بقانون فعالية حاشدة لمؤتمر مأرب الجامع ومجلس الجوف الوطني... دعوات لوحدة الصف الوطني لمواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية.

ماذا نتعلم من تجربة رواندا الثرية ؟ ومن نجاحات رئيسها؟
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: سنتين و 9 أشهر و 4 أيام
الأربعاء 15 يونيو-حزيران 2022 04:41 م

 اليوم تسجل رواندا هذه الدولة الصغيرة التي تقع في قلب أفريقيا ما يشبه المعجزة ، وتقدم تجربة ناجحة في النهوض والتنمية وتحقيق العدالة والمصالحة التي ضمدت القلوب بعد أشد المجازر دموية في نهاية القرن العشرين . يمكننا أن نتعلم من رواندا كيف نتسامح ونسمو فوق جبال من الجثث وتلال من الجماجم لنمضي سويا نحو المستقبل والتسامح والنهوض والتنمية وهي دروس نحن بأشد الحاجة إليها في عالمنا العربي .

تجربة الرئيس الرواندي بول كاغامي في طي صفحات الحروب ومنع الاقتتال العرقي والنزاعات القبلية والعنصرية وإنهاء المشاكل والنهوض والتنمية والاهتمام بالتعليم والصحة تجربة تستحق أن تدرس وأن تقرر في كليات ومعاهد العلوم السياسية في العالم ، فهذا الرجل حقق المعجزة في بلد كان يغرق في أبشع نزاع قبلي وعرقي في العالم أجمع ومع ذلك أستطاع أن يتغلب على كافة مشاكل هذا البلد وينهض به نحو مستويات متقدمة جدا من النهوض والتنمية والتطور الحضاري الشامل . نحن في بلداننا العربية التي ما تزال تغرق في تداعيات الحروب وتأثيراتها الكارثية بحاجة إلى رجل بعقلية كاغامي وحبه لوطنه ، رجل يعمل من موقع المسؤولية على إنهاء مشاكل وطنه والنهوض به رغم كل المشاكل والعوائق والعراقيل . في رواندا التي توصف الآن بأنها " سنغافورة " أفريقيا والدولة الأكثر نظافة ونهضة تنموية في أفريقيا ، وبالتحديد في العام 1994م ومن 7 أبريل إلى 15 يوليو من ذلك العام ، أي مثل هذا اليوم ، قتل أكثر من 800 ألف إنسان من أقلية التوتسي على أيدي أغلبية الهوتو الحاكمة ، كانت تلك المجازر البشعة من أشد صفحات الاقتتال القبلي العرقي دموية على مر التاريخ .

✍️ الدور الفرنسي السلبي في مجازر رواندا

كما مثلت تلك المجازر أشد صفحات فرنسا ظلاما ودموية حيث وقفت بكل قوة مع أغلبية الهوتو وأمدتها بالسلاح والدعم السياسي والمعنوي ، وقد حاول الرئيس الفرنسي ماكرون الاعتذار عن دور فرنسا في مجازر رواندا وذلك خلال زيارته للعاصمة الرواندية كيغالي في 27 أيار مايو 2021م في محاولة للمصالحة بين البلدين بعد خلاف استمر أكثر من 25 عاما على خلفية الدور الإجرامي الذي لعبته فرنسا في إبادة التوتسي العام 1994م. وكانت لجنة تحقيق فرنسية قد أصدرت تقريرا في آذار مارس 2021م قالت فيه إن موقفا استعماريا أعمى المسؤولين الفرنسيين وإن الحكومة تتحمل مسؤولية "كبرى وجسيمة" في قتل ما يزيد على 800 ألف من التوتسي والهوتو المعتدلين.

وما تزال سمعة فرنسا هي الأسوأ في رواندا ولذا قامت الحكومة في كيغالي بقطع علقاتها مع فرنيا ومنع تدريس اللغة الفرنسية في البلاد

. ◾ دور ايجابي ورائع لمسلمي رواندا

في تلك الأيام الدموية من عام 1994م كان المسلمون لا يشكلون إلا نسبة 1% من السكان البالغ عددهم 10 مليون نسمة ، قد أعلنوا رفضهم لهذه المجازر وحاولوا إيقافها فما استطاعوا فأعلنوا ابتعادهم عن " الفتنة " ولم يقف دورهم عند هذا الحد بل كانوا يفتحون مساجدهم ومؤسساتهم ومنازلهم للفارين من التوتسي ، ويقومون بإخفائهم حتى لا يقتلهم الهوتو الذين كانوا يبحثون عنهم في كل مكان فقد كان الجار يقتل جاره والزوج من قبيلة الهوتو يقتل زوجته التي من قبيلة التوتسي في واحدة من أبشع المجازر في تاريخ البشرية .!

كان المسلمون يقدمون أروع المواقف الإيجابية في حماية الإنسان من بطش أخيه الإنسان وهو ما دفع ما يقارب مليون رواندي ممن نجوا من المجازر من التوتسي ومن عقلاء الهوتو إلى اعتناق الإسلام فزادت نسبة المسلمين في رواندا من 1 % إلى ما يقارب 12 % وزادت شعبية المسلمين لدى عموم الناس .

أستطاع المسلمون أن يعملوا على تجنيب الكثير من أبناء أقلية التوتسي من موت مؤكد في حين فر البقية خارج البلاد للنجاة بأرواحهم ، حيث خاطروا بأرواحهم وهم يحمونهم في مساجدهم ومنازلهم ، في حين كان الذين يفرون إلى الكنائس يساقون إلى موت محقق فقد كان القسس يغلقون عليهم أبواب الكنيسة ويبلغون الهوتو عنهم فيأتون إليهم ليقتلوهم عن بكرة أبيهم .!

◼️ الدور السلبي للكنائس في رواندا

ما يقارب 250 ألف إنسان من التوتسي قتلوا داخل كنائس رواندا ؛ وبالتواطؤ بين قيادة الكنيسة وقبائل الهوتو ، وهو ما دفع بالبابا فرانسيس للاعتذار و " التضرع مجددا للرب طلبا للغفران عن خطايا وأخطاء الكنيسة والمنتمين إليها ، ومن بينهم أساقفة ورجال دين ونساء دين استسلموا للكراهية والعنف ، وخانوا رسالتهم الانجيلية لعل هذا الاعتراف المتواضع أن في "تطهير الذاكرة وتجديد الثقة وتضميد جراح هذا البلد الواقع في وسط أفريقيا " حسب قوله لدى زيارته لكيغالي في 20 مارس آذار 2017م.!

لكن حكومة رواندا أكدت حينها إلى أنها تشعر بأن هذا الاعتذار ليس كافيا وقالت إن الكنيسة المحلية لا تزال متواطئة في حماية مرتكبي الإبادة الجماعية . هل رأيتم علماني أو ليبرالي أو حداثي ينتقد الموقف الفرنسي الإجرامي من هذه الجرائم ؟!! باريس عند العلمانيين والليبراليين المتنورين عاصمة النور والثقافة والتنوير .!

وهل رأيتم يوما أحدا من العلمانيين أو الليبراليين أو من المتنورين من ينتقد مواقف الكنيسة من مجازر رواندا ؟! أو ينتقد مواقف الكنيسة من اغتصاب الأطفال والنساء والشذوذ الجنسي والمتاجرة بالمواقف السياسية أو المتاجرة بالدين ؟!

وهل رأيتم علماني أو ليبرالي من المتنورين يشيد بهذا الدور الرائع لمسلمي رواندا ؟! وهل رأيتم الإعلام العالمي أو أي فيلم وثائقي أو سينمائي يشيد بدور المسلمين في رواندا ؟!

للأسف الإعلام العالمي وأتباع الغرب في بلداننا لا يرون في الإسلام وأبناء الإسلام إلا التطرف والكهنوت والرجعية والتخلف فهم يرددون كـ ببغاوات ما يمليه عليهم مموليهم من أعداء الأمة دون إدراك لحقائق الواقع وأحداث التاريخ .! بعد هذه التساؤلات نتمنى أن نستفيد من تجربة رواندا الثرية وأن نتعلم من نجاحات رئيسها ومن تسامح مسلميها وحبهم للإنسان وحرصهم على حياته في وطن يتسع للجميع .

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
كاتب صحفي/ خالد سلمان
خطاب الشرعية ومواقفها خارح اطار التطورات
كاتب صحفي/ خالد سلمان
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
محمد مصطفى العمراني
تركيا إعتقال أكرم إمام أوغلو .. تحرك قضائي ضد الفساد أم استهداف سياسي للمعارضة؟!
محمد مصطفى العمراني
كتابات
عبدالله إسماعيلستة أشهر قبل العاصفة
عبدالله إسماعيل
أ.د. محمد معافى المهدليتطرف مساجد الحي
أ.د. محمد معافى المهدلي
حافظ مرادالحصاد المُر
حافظ مراد
الخزان صافر.. ارهاب حوثي وتماهي دولي
حـمـزة الجُـبَـيْحِي
مشاهدة المزيد