آخر الاخبار

مليشيا الحوثي تسخر من تهديدات ترامب تدخل إنساني رفيع من برنامج حيث الانسان مع الصيدلي الذي دفع ثمن إنسانية كل ما يملك.... هكذا عادات الحياة من جديد مع فايز العبسي قرابة مليار دولار خلال عدة أشهر ..مليشيا الحوثي تجني أموال مهولة من موانئ الحديدة لتمويل أنشطتها العسكرية . اللجنة الدولية للصليب الأحمر تكشف عن دعمها للمرافق الصحية والمستشفيات في مناطق سيطرة الحوثيين عقب الهجمات الأميركية عقوبات أمريكية جديدة على إيران وكيانات وشبكات تهريب تموّل الحوثيين هل تغيّر واشنطن خطتها ضد الحوثيين لتكون أكثر حسماً.. أم ستكرر السيناريو؟ نتائج المنتخبات العربية في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026 خلال اجتماع موسع مع قادة الكتائب والسرايا والضباط..قائد شرطة حراسة المنشآت وحماية الشخصيات بمأرب يشدد على رفع الجاهزية وتثبيت الأمن مأرب: الجمعية الخيرية لتعليم القرآن تنظم برنامج سرد القرآني ل200 طالب. تتضمن 59 مادة موزعة على 6 أبواب.. الفريق القانوني يسلم الرئيس مسودة القواعد المنظمة لأعمال مجلس القيادة تمهيداً لاعتمادها وإصدارها بقانون

هولندية أحبت اليمن واختفت فيه
بقلم/ هنا امستردام
نشر منذ: 11 سنة و 7 أشهر و 18 يوماً
الأربعاء 31 يوليو-تموز 2013 07:48 م

يمر اليوم أسبوعان منذ نشر الفيديو الأول والوحيد للصحفية الهولندية والأستاذة الجامعية يوديت سبيخل وزوجها اللذين خطفا في اليمن في الثالث عشر من يونيو الماضي. وكانت يوديت قد ظهرت باكية في الفيديو برفقة زوجها وناشدت الحكومة الهولندية زملاء العمل والأهل والأقارب على مساعدتها.

وأعرب الصحفي اليمني عبد الاله شايع الذي أطلق سراحه خلال الأيام القليلة الماضي عن تضامنه مع يوديت وزوجها، وطالب بإطلاق سراحها فورا. وقال ان احتجازها غير مبرر ولا يتناسب مع القيم اليمنية وتعهد، في احتفالية أقيمت في صنعاء مساء أمس بمناسبة إطلاق سراحه، بالانخراط فورا في الحملة المطالبة بإطلاق سراحها. وكان شايع سجن لثلاثة سنوات اثر سلسة من التحقيقات الصحفية حول الضحايا المدنيين للغارات الامريكية بطائرات دون طيران جنوبي اليمن.

اختفاء الزوجين

كان سكان حي "حدة" الراقي جنوبي العاصمة اليمنية صنعاء أول من لاحظ اختفاء السيدة الشقراء وزوجها، فقد اعتادوا على رؤية الزوجين في الصباح الباكر من كل يوم وهما يصطحبان كلبهما الصغير ويتمشيان إلى النادي الرياضي القريب من مسكنهما لممارسة رياضة التنس.

كان الزوجان الهولنديان يعيشان في الحي الذي يضم مقار الهيئات الدبلوماسية ، ويخضع لحماية إضافية تميزه عن باقي أحياء العاصمة، فتسير فيه دوريات شرطة في أغلب أوقات النهار. غير ان هذا لم يكن كافيا لحمايتهما فقد خطفا واقتيدا إلى جهة مجهولة، ولم يستدل على اي اثر لهما منذ أسابيع.

صدمة

تركت حادثة اختطاف يوديت سبيخل وزوجها صدمة لكل من عرفهما من اليمنيين. فالأستاذة الجامعية والصحافية التي تحاضر في الجامعة اللبنانية في صنعاء لها علاقات واسعة في المجتمع اليمني، رغم الفترة الزمنية القصيرة نسبياُ التي عاشتها في اليمن حسب الصحفي اليمني جمال جبران والذي عمل مع يوديت وعرفها عن قرب.

يقول جبران: "ابرز ما ميز هذه السيدة انها كانت تتواجد في كل مكان. ففي العاصمة صنعاء هناك بعض الأماكن يتعذر على الأجانب دخولها او التواجد فيها. وان دخلوها فسيتعرضون لمضايقات لفظية كثيرة قد تصل في بعض الاحيان إلى الاذى البدني. غير ان يوديت لم تكن تتحفظ وكانت تتواجد في الأسواق الشعبية و الأعراس و حتى في ساحة التغيير مع شباب الثورة".

"علاقتنا كيمانيين مع يوديت امتدت إلى خارج العمل، فنحن في اليمن تربطنا علاقات اجتماعية أكبر وأعمق من اطار العمل فقط. فيحدث عادة ان نقوم سوياً بتغطية موضوع صحفي وعند الانتهاء من العمل ادعوها لتناول الطعام مع عائلتي، فكانت تقبل في اغلب الاوقات، وكنا نستمتع بالحديث معها انا وزوجتي وأولادي فتعرفنا عليها كإنسانة أحبت اليمن. وتعرفت هي على مجتمعنا وعاداتنا بشكل اقرب وافضل". يضيف جمال.

كوفي كورنر

في وسط العاصمة صنعاء يقع مقهى "كوفي كورنر" المقهى الأشهر في صنعاء والذي يرتاده العديد من السياح والأجانب وأعضاء البعثات الدبلوماسية. المقهى كان المكان الذي تلتقي فيه يوديت لإجراء المقابلات الصحفية والتي كانت تكتبها للعديد من الصحف ووسائل الإعلام الأوربية محاولة تسليط الضوء على بعض زوايا ومفاصل المجتمع اليمني.

في إحدى زوايا المقهى كانت تطلب قهوة الاكسبرسو وتقوم بتسجيل المحادثة والتي تكون في اغلب الأحيان مع شباب يمني ثوري يتطلع لحياة أفضل. كانت تكتب عن اليمن بعقلها الأوربي فتنتقد ما تراه غير صحيح مما يحدث حولها، لكن حب اليمن وأهله كان كبيراً في قلبها فكتبت في إحدى المقالات:

"أحبك يا يمن".. عبارة تراها في كل مكان، خاصة على الحافلات والسيارات الشخصية أو سيارات الأجرة. لم يسبق لي أن رأيت شيئاً كهذا في مكان آخر: أن تعلن حبك لوطنك أمام الجميع. ربما أكون مخطئة، لكني لا أتصور أن السيارات في أوكرانيا مثلاً تحمل على نوافذها عبارة "أحبك يا أوكرانيا".

تعجبني هذه الملصقات اليمنية، لكني أتساءل ما المقصود بالضبط بحب الوطن ؟ فما إن تراقب إحدى هذه الحافلات أو السيارات الشخصية، حتى ترى بعد لحظات قنينة فارغة تـُرمى من شباكها على الشارع. الكلّ يفعل ذلك.

في البداية كنتُ أبدي تذمري وأتمتم بكلمات احتجاج، وأحياناً كنتُ ارفع القنينة الفارغة من الأرض، وأعيدها إلى السائق، قائلة: "لقد سقطت منك هذه القنينة!". كان الردّ في أحسن الأحوال هو أن يرمقني بنظرات الاستغراب، وفي اسوأ الأحوال يغضب السائق مني. وفي كل الأحوال تـرمى القنينة مرة أخرى على الأرض.