آخر الاخبار

وزير الدفاع الأمريكي يصل القاهرة ويلتقي بنظيره المصري لمناقشة ملفات الحرب في المنطقة مدير مرفأ بيروت يفاجئ اللبنانيين: لا نملك صلاحية التدقيق في محتوى البضائع العميد طارق: السلام مع الحوثي أصبح مستحيلاً والحل العسكري هو الطريق الوحيد ولدينا تواصل مع المجتمع الدولي والتحالف ضباط امريكيون يدرسون انعكاسات استنزاف ترسانة أسلحتهم الدقيقة في اليمن في حال اندلاع حرب مع بكين وزير الدفاع يعزي الشيخ منصور الحنق في استشهاد نجله مدير ملف اليمن بقناة الجزيرة يناقش عبر عشر ملاحظات جوهرية واقعية سيناريو إطلاق عملية عسكرية برية ضد مليشيا الحوثي.. بعد تقرير CNN الأمريكية شاهد: الآلاف في تعز ومأرب يخرجون دعمًا وتضامنًا مع غزة أمريكا تتوعد الدول التي تدعم الحوثيين أو تتحدى قرار حظر استيراد الوقود الى موانئ اليمن الخاضعة لسيطرتهم عاجل .. بيان ناري من الخارجية الأمريكية بعدم التسامح مع أي دولة تقدم الدعم والمساندة للحوثيين وتوجه تهديدا خاصاً للمليشيا قرار للأمم المتحدة بشأن طبيعة عملها في مناطق سيطرة جماعة الحوثي باليمن

عندما تتغير المفاهيم
بقلم/ علي عبد المجيد الزنداني
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 6 أيام
الأحد 02 أكتوبر-تشرين الأول 2011 04:46 م

على مر العصور منذ أن خلق الله آدم وقع البشر في كل المحاذير التي حذرهم الله منها ، ومارسوا كل أنواع المنكرات بمستوياتها المختلفة لكنهم لم يختلفوا يوماً على توصيفها ، فرغم وقوع ذلك منهم فقد كانوا يبررون سبب ارتكابها أو ينكرون أنهم فعلوها عندما يمكنهم الإنكار، وفي أسوأ الظروف يجاهرون بها متحديين الفطرة البشرية التي تنكرها مستعينين بمن قد زاغ معهم عن الفطرة السوية فلا ينكرون المنكر ولا يأمرون بالمعروف.

أما في زماننا اليوم فقد ظهرت طريقةٌ جديدة في التعامل مع هذه المنكرات للتنصل من لوازم توصيفها وإنكار الفطرة البشرية لها ، إنها طريقة قلب المفاهيم فالظلم مثلاً لم يكن يوماً مدحا ًلأحد وعكسه العدل لم يكن يوماً نقيصةً في حق أحد ، ولكن أصبح الظلم اليوم يعرف على أنه قوة وصاحبه أولى بالاستمرار من غيره فهو الأقدر على البقاء ، بينما العدل ضعف وصاحبه أعجز من أن يلم شمل نفسه، وكذلك الكذب أصبح اليوم ذكاء وسياسة بينما الصدق غباء وسذاجة،و البخل حرصٌ وحصافة بينما الكرم أصبح اليوم إهداراً وحماقة ،والنذالة عقل وحكمة بينما الشهامة أصبحت تخلفاً وهمجية ، والخيانة أصبحت حنكة واغتناماً للفرصة بينما الأمانة إهمال وبلادة.!

ولست أبالغ فيما ذكرته على سبيل المثال ، فقد عرفت قبائل في بلادي قبل عشر سنوات كان الكذب عندهم جرمٌ يخشى صاحبه أن يذكر به بين الناس أما اليوم أصبح مدحاً يفتخر البعض به ويستشهد به على ذكائه ومقدار حيلته.

ومثلما وقع قلب المفاهيم للصفات وقع القلب أيضاً للأفعال فالمظلوم الذي يُقتل أهله ويُسلب بيته وأرضه وتُحرق مزرعته ويُعتدى عليه في كل حقوقه إرهابيٌ خارج عن القانون بينما الظالم الذي قتل ونهب وأحرق ودمر بالدبابات والطائرات رجل حضارة ورقي، ورائد القوم الذي يصبر ويتحمل من أبناء جلدته ظلمهم وتآمرهم ليجنب بلاده وقومه الخراب والدماء أصبح اليوم مغامراً بالأرواح مخرباً للبلاد وداعياً إلى الفتنة بينما الذي باع بلاده للشرق والغرب بأبخس الأثمان وشرع بقتل مواطنيه بالطائرات والدبابات كأنهم حشرات يسمونه رجلاً وطنياً ورجل دولة ونظام وقانون، والمتصدق الذي يتصدق على الناس ليسد حاجتهم ويحفظ أعراضهم وقيمهم ويقيم لهم المؤسسات التي تعلمهم وترعاهم أصبح انتهازياً ومستغلاً لحاجة الناس بينما من يشري ذمم المحتاجين ويحولهم إلى مرتزقة يمارسون القتل والتخريب والإفساد في الأرض يسمى أبو الفقراء وماسح دمعة الأيتام وهكذا هلم جرا...

ولم أجد شيئاً أدق لوصف حالنا الذي نحن فيه وزماننا الذي نعيشه إلا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سيأتي على الناس سنوات خداعات ، يصدق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة ، قيل : وما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة ).