في الوقت الذي تهديد فيه مليشيا الحوثي السعودية..الرياض تجدد دعمها لخارطة الطريق وجهود السلام في اليمن
حيث الانسان يزهر من محافظة لحج ويحيي أمالا كانت طي النسيان ويبعث الحياة في مزرعة جدباء كانت للأشقاء السبعة... الحلقة الثانية
موجة غبار متوقع أن تتأثر بها 5 محافظات يمنية
رئيس واحد يقرر عدم المشاركة في القمة العربية الطارئة بالقاهرة ويعبر عن حنقه
نتنياهو يتوعد .. نستعد للمراحل المقبلة من الحرب
عاجل: أمريكا تضع المشاط و الناطق باسم الحوثيين وقيادات أخرى على قائمة الإرهاب وتعلن بدء سريان قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية
تفاصيل اجتماع عبر الإتصال المرئي عقده رئيس الحكومة اليمنية مع رئيس وسفراء بعثة الإتحاد الأوروبي
النصر السعودي يعود بنقطة من إيران
الرئيس العليمي يصل القاهرة ومعه اللواء سلطان العرادة للمشاركة في القمة العربية
ولي العهد السعودي يوجه دعوة للمعارضين المغرر بهم للعودة الى المملكة بشرط واحد
هذه خلعت الحجاب، وتلك ارتدت بنطالاً، وذاك غنى بصوت مبحوح، وهذا قص شعره وارتدى الجينز، نتصارع داخل دائرة مفرغة، بعيدة كل البعد عن واقعنا المأزوم، دائرة ندور فيها منذ عقود بل منذ قرون خالية من الاهتمام بالحقائق الحقيقية والمعاناة التي يعيشها المواطنون والمواطنات.
يوميا نشهد مشاهد مفزعة تتكرر بشكل روتيني اعتقالات تعسفية، انتهاكات صارخة للحقوق والحريات، اضطهاد، مجاعة، ظلم اجتماعي، وتدهور معيشي يستحق الرثاء، ومع ذلك، نجد أنفسنا منفصلين عن هذا الواقع، غارقين في عوالم السوشيال ميديا، حيث يطغى الجدل حول القضايا الهامشية، بينما يعاني الناس بصمت من أزمات حقيقية تهدد حياتهم ومستقبلهم.
لقد أصبحت الفوضى العارمة تخيم على كل أرجاء الوطن بينما ينشغل المثقفون بقراءة روايات أو كتب سطحية، متجاهلين الأوضاع المأساوية التي تحيط بهم، كأن الوعي الثقافي لم يعد يُقاس بمدى القدرة على تحليل المشكلات الحقيقية، بل بمدى التفاعل مع محتوى استهلاكي يساهم في ترسيخ الهروب من الواقع.
كيف لنا أن ننهض ونحن منشغلون بالتفاهات، عاجزون عن تقرير مصيرنا حتى النقد الذي يُفترض أن يكون أداة وعي وإصلاح أصبح موجها نحو قضايا سطحية، مثل انتقاد ملابس المشاهير وتسريحات شعرهم، بدلا من التركيز على القضايا السياسية والاقتصادية التي قادتنا إلى هذا الوضع الميؤوس منه.
لو أننا وظفنا النقد في مجاله الصحيح، ووجهناه نحو تحليل الأوضاع السياسية والاقتصادية، لما كنا قد وصلنا إلى هذا الواقع المتردي، فالنقد الحقيقي ليس مجرد وسيلة للجدل بل هو تجاوز وارتقاء ومعالجة للمشكلات فما فائدته إذا كان منصبا على سفاسف الأمور، بدلا من أن يكون سلاحا لمواجهة الظلم والقهر والاستبداد كيف يمكن لنقد لا يسهم في تحسين حياة الناس أو تحرير سجين أو تأمين لقمة العيش لجائع أن يكون ذا قيمة؟
إن قلة الوعي والانحصار الثقافي جعلا منا شعوبا ترفض أن تضع حدا لهذه الفوضى الفكرية التي تزيد المشهد تعقيدا نجد أنفسنا تارة نرفع شعارات التحرر والخلاص، وتارة أخرى منفصلين تماما عن الواقع، وكأننا كائنات فضائية هبطت بالخطأ وستعود قريبا إلى موطنها، فلا حاجة إذا للحديث عن وضع نعتبره مؤقتا لكن الحقيقة أننا لسنا عابرين، بل نحن غارقون في هذا الواقع، غارقون في التفاهات التي تضعف إرادتنا، وتُهزّل وعينا، وتحول نقدنا إلى مجرد تصفية حسابات شخصية.
وسط هذا الضياع، تغيب الحقائق، وتُدفن الأولويات وتصبح الكتابات العريضة والطويلة منشغلة بقضايا تافهة، مثل أخبار المشاهير والموضة، بينما تُسحق الحقوق، يُصادر الراتب، تُدفن الحرية، ويزداد الفقر انتشارا.
متى سنضع حداً لهذا العبث ونرتقي بمستوى وعينا؟ متى سنتوقف عن اللهث وراء القضايا الهامشية ونوجه اهتمامنا نحو القضايا المصيرية التي تحدد مستقبلنا؟ لا يمكن لأي مجتمع أن ينهض إذا كان أفراده منشغلين بالقشور غافلين عن جوهر الأزمات التي تواجههم، لا بد من استعادة دور النقد ليكون أداة للإصلاح، لا وسيلة للتشتيت والإلهاء.
لقد آن الأوان لأن نخرج من هذه الدائرة المغلقة، ونعيد ترتيب أولوياتنا وفقا لما يخدم مستقبلنا، لا وفقاً لما تمليه علينا ثقافة الاستهلاك والإثارة المؤقتة.