الثالث عالميا.. متحف بالسنغال للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية
جيش الاحتلال يفجّر 17 منزلا في مخيم نور شمس بطولكرم
اجتماعات وزارية في مكة اليوم لمجلس التعاون مع 4 دول عربية
مجلس الأمن يناقش تطورات اليمن وتداعيات تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية
نصائح مهة وضرورية لتجنب انتفاخ البطن وعسر الهضم أثناء الصيام
خارطة مناطق استعادها الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع تتلاشى بشكل متسارع من الخارطة السودانية
قلق إسرائيلي من محادثات واشنطن المباشرة مع حماس
تقرير أميركي يكشف عمق العلاقات والمصالح بين مليشيا الحوثي مع المصالح الروسية والصينية
اجتماع برئاسة العليمي يناقش إجراءات الحكومة للتعاطي مع قرار تصنيف الحوثيين ''منظمة إرهابية'' والتخفيف من آثاره المحتملة
بعيدا عن تل أبيب.. البيت الأبيض يقود محادثات مباشرة مع حركة حماس
..أخيراً رحل "مبارك" غير مأسوف عليه.. رحل وهو الذي كان لسان حاله كلما أطل على قومه "ما علمت لكم من رئيس غيري".. وبرحيله يتأكد كم أنه ومن قبله "بن علي" وأشباههما ليسوا سوى دمىً من ورق يكفي لكي يصبحوا رمادا تذروه الرياح إشعال عود ثقاب، كما عبر عن قريب من هذا المعنى ذات حين الشاعر أحمد مطر..
يا لدورة الزمن!. تتغير فقط أسماء الأشخاص وهيئاتهم، فيما التاريخ بعاقبته على السابقين يعيد نفسه على اللاحقين، فقديما قال الـ "فرعون" ما علمت لكم من إله غيري".. وقد تمثل بدلالة هذه المقولة "مبارك" من بعده، فلا عجب أن يصيبه ما أصابه، إذ ليس ثمة ما هو أنكى وأمر وأدهى على المرء من أن لا يظفر بحسن الختام.
قال الـ "فرعون" وقد "أدركه الغرق" "آمنت".. بينما لم يشأ "مبارك" أن يقولها بنفسه فألقى بها إلى نائب حديث عهد بالنيابة قديم عهد بالتبعية ليعلنها بدلا عنه، وقد كان يمكنه النطق بها في واحد من خطاباته الثلاثة لولا صفاقته التي ظهر معها في مراتب الطغيان أشد من ذاك الذي حكى القرآن الكريم عنه أنه قال "أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي"..
ربما لم يكن "هامان" قريبا من "فرعون" حين أدركه الغرق، ليصدر إليه آخر قرار "فرعوني" مخادع على شاكلة أن اعلن الآن أنني "آمنت" بما آمنوا به.. بينما لم يضرب "مبارك" يدا بأخرى قلقا وحيرة وحسرة حتى وجد "سليمان" ماثلا أمامه، وشاءت الأقدار أن يقول النائب الجملة الوحيدة المفيدة، التي يمكن بها استذكار أنه كان نائبا يوما ما..
"تنحى مبارك" وهو يجر أذيال الخيبة.. وقد طوت ثورة شعب مصر العظيم في مدة وجيزة مسيرة ثلاثة عقود من حاكمية الفرد الظالم المستبد.. وإنها لمفارقة مذهلة تُظهر كم أن تطاول سني أنظمة القمع والجور والفساد لا تتطلب للإتيان عليها إلا أياما أو أسابيع في صحوة الشعوب، ثم ما تلبث أن تنهار.
ألم تتهاو في ثمانية عشر يوما فقط من إرادة الشعب المصري الثائر دكتاتورية "مبارك" التي دامت ثلاثين عاما؟ وقبل ذلك ألم تود فاتحة الثورات بـ "بن علي" إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم، حين أهال الشعب التونسي العظيم في أسابيع التراب على سوءات ثلاثة وعشرين عاما من حكم الدكتاتور؟
تتشابه مصارع الظالمين إذاً.. إذ العاقبة هي العاقبة، ولن تجد لسنة الله تبديلا.. فاستحقاقك اليوم يا فرعون أن "ننجيك ببدنك" ليس لقولك "آمنت" كونها جاءت منك متأخرة جدا "وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين".. وإنما "لتكون لمن خلفك آية".. فهل تراهم على استعداد للإفادة من توالي الآيات وتتابع الدروس، أم أنهم في طغيانهم يعمهون؟ً.