تهديدات الحوثي لإسرائيل هل تنعكس بـمواجهة مباشرة مع أمريكا؟
من حضرموت.. حيث الإنسان يوثق حضورا إنسانيا جديدا عبر تقديم مشروع مستدام لمرجان .. ويعيد له الأمل والحياة
توكل كرمان تدعو في مؤتمر دولي إلى إنهاء الحروب المنسية في اليمن والسودان ومحاسبة مجرمي الحرب
بتمويل كويتي ...افتتاح مسجد إيلاف في حي الروضة بمأرب
العقوبات الأميركية تخنق اقتصاد الحوثيين.. هل يقترب القطاع المصرفي والتجاري من لحظة الانهيار؟
تركيا تكشف رسميا عن معدلات انتاجها اليومي من النفط
محور تعز: كمين محكم يقتل 3 من عناصر مليشيا الحوثي في الجبهة الغربية
محمد صلاح يقود ليفربول لتخطي عقبة ساوثهامبتون
الصحافة الفرنسية تعلن عن ذهولها من الصناعات الدفاعية في تركيا
مجندات تركيات يحتفلن بيوم المرأة على متن سفينة حربية
مأرب برس - خاص
عندما تستوقفك سيارة في قلب العاصمة وأمام عشرات من المواطنين ويترجل منها رجال تعرفهم من سيماهم ويقوموا بركلك ورفسك والبصق عليك ثم يرحلوا ، قم وأكمل مسيرة الغباء التي تتلبسك ودون رقم لوحة السيارة لتكتشف أنها تتبع أحد الجهات الأمنية الرسمية للدولة ، ثم أذهب وأبحث عنها ، ولنفترض جدلا أنك وجدتها ووجدت من قام بضربك .
ماذا تتوقع أن يحدث بعدها !؟
طبعا لن يحدث شيء سوى أنك رجل أو امرأة تعاني من اضطرابات نفسية حادة وتحمل في نفسك حقدا دفينا على الوطن ، وفي أحسن الأحوال أنت إنسان مأجور لا أقل ولا أكثر مثلما صرح بذلك الرئيس من الصين البعيدة .
حقيقة لا استطيع أن أفهم لماذا يقوم المُعتدى عليه بتسجيل رقم السيارة بعد أن يكتشف أنها تتبع أحد الأجهزة الأمنية ، فهل يتوقع مثلا أن هذا الاعتداء جاء بسبب خلاف شخصي وأن هناك من سيسترد حقه ويعاقب الجناة ، أم ظن أن هناك قانون صارم سيتصدى لمثل هذه الأعمال الإرهابية.
أليس من يقوم بمثل هذه الاعتداءات هم مجرد جنود يأتمرون وبتوجيهات عليا ، أليس الرئيس صالح يطلع على الأخبار المحلية _ أنا أفترض ذلك _ ثم لا يقوم بأقل ما يتطلب منه القيام به بتوجيه تحقيق فعلي وجاد حول تلك الاعتداءات المتتالية ضد أفراد مواطنين من " شعبه " وخاصة أن كل الصلاحيات التشريعية والتنفيذية متكدسة بين يديه .
لا أحد في اليمن يستطيع أن يدون عدد الاعتداءات ألتي تطال الشخصيات المدنية في اليمن وذلك بسبب كثرتها وأخرها حتى كتابة هذه المقالة هو ما حدث للكاتبة نبيلة الحكيمي .
أما أشدها وقاحة هو ما حدث للأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني ، حيث أن التطاول على شخصية مثل قامة الدكتور ياسين سعيد نعمان ولو كان هذا التهديد ضمنيا ، هو تجاوز فعلي لكل الخطوط المتعارف عليها ، بل علامة فارقة تدل على أن النظام مستعد أن يفعل أي شيء لأجل أن يبقى ، كما أنه يدل على أنه _ النظام _ وصل إلى مرحلة من الهستيريا التي لم يعد يقوى على ضبط أعصابه وأفعاله ، متناسيا أن ما يقوم به قد يؤدي إلى نتائج لا يتوقعها أبدا .
بطبيعة الحال ، لا يوجد شيء في قاموس القبيلة الحاكمة شيء أسمه توقعات لردود الفعل وتحليل لنتائج الأعمال ، وإلا لما كان وضعنا الحالي كما هو عليه ألان ، كما أنه يشعر فعلا أن تشدده السطحي الذي يحاول فيه أن يوحي بأنه مازال مسيطرا على الأوضاع ،ما هي إلا حالة رجفة أخيرة تصيب المحتضر قبل أن يفارق الحياة ، وكل التاريخ يروى لنا كيفية نهاية الأنظمة الديكتاتورية وأنها تظل معتقدة أن الجميع مازال يواليها وأن الشعب مازال مؤمنا بها ، وفي لمحة بصر تتهاوى كل أجهزتهم الدموية ويقذفها
التاريخ إلى النسيان .
يعلم الكثيرون أن الرئيس سيبقى حاكما وأن إعادة ترشيحه تنتظر الأذن برفع الستار عن المسرحية الكوميدية التي يعدها تنظيمه الحاكم ، ويعلم أيضا هذا الرئيس أن هذا التصرف سيدخل البلاد في مأزق يضاف إلى باقي الأزمات المتراكمة ، ويعلم أكثر من غيره أن رحيله هو وأتباعه عن اليمن أفضل ما يمكن القيام به لأجل الشعب الذي يستحق أخيرا حياة أفضل ... ورغم ذلك ومثلما يبدوا لنا أنه سيبقى جاثما .
الأجهزة العسكرية والإستخبارتية التي تقوم بعمل مستمر في أهانه كل من يرفض هذا الوضع إنما تقوم بعمل يعتبر قمة الخسة والدناءة في وقت أصبح العالم يتابع هذه الأعمال عن قرب ويستغرب استمرارها ، بل أن هذا العالم المتمثل في التنظيمات الحقوقية والإنسانية والديمقراطية صار أكثر استيعابا لعقلية الرئيس التي تتناقض كل يوم مع نفسها أكثر من مرة ، بل أنها فهمت اللعبة بما يكفي حتى أنها صارت أكثر حدية
ومباشرة في نشر تقاريرها عن اليمن ، ولم يبقى شيء للنظام ألان سوى الاعتماد المفرط على القوى الخارجية الأمريكية التي من الواضح أنها تدعمه مثلما تدعم باقي الأنظمة المستبدة في المنطقة مادام أنها تنفذ خططها وتؤمن مصالحها ، أليس الرئيس المصري رجل ديمقراطي ، أليست الأسرة المالكة في السعودية هي الأخرى ديمقراطية ، إذا لنترقب تقرير وزارة الخارجية الأمريكية بعد الانتخابات اليمنية لنسمع مثل هذا الهراء يتكرر على مسامعنا .
الشعب هو الوطن ، والوطن هو الشعب وليس شيء آخر ، والتغيير أمر لم يعد يقبل الصفقات السياسية الرخيصة أو الجدال الفكري العقيم ،
فارحلوا ودعونا نمضي نحو بناء وطننا وتأمين مستقبل أطفالنا .... فقط أرحلوا