شاهد الحلقة الأولى من برنامج ''هرجلة'' مع الفنان الكوميدي محمد الحاوري
دعوات لمقاطعة منتجات مشهورة في شهر رمضان
14حاكما أمريكيا ينقلبون ضد ترامب مع زيلينسكي بعد المشادة الحادة في البيت الأبيض
تركيا تدخل من جديد في استضافة محادثات سلام بين أوكرانيا وروسيا
اضطراب الغدة الدرقية قد يحرمك من الإنجاب
ترامب سيعلن لغة رسمية للولايات المتحدة لأول مرة
دولة عربية تخالف الجميع في إعلان بداية رمضان
دول خليجية تعلن رفضها لتشكيل حكومة موازية في السودان للدعم السريع
مركز الملك سلمان يكافح الملاريا في اليمن بـ 12 مليون دولار
جملة أشعلت الجلسة مع ترامب قبل أن يطلب منه الرئيس مغادرة البيت الأبيض..
شَهِدت بلادُنا قَبل مَجيء عَاصفة الحَزم ، عَاصفة فَوضَى سِياسية عَارمة اجتاحتِ القادة والسَاسَةِ والمُثقفين، حتى أبناءُ الشَعب بعَاميتهم ما من أحدٍ الإ وقد أخَذَتهُ إلى زاوية من زوايا السِياسة، ووضَعتهُ في مَوقعٍ من مواقعِ الصّراع القائِم على السَاحة.
ومن ينظر لحالِ مُكوناتناِ السِياسيةِ و هامَاتنا الوطنية يَجدُها قد حُشِرت في مُربعٍ لا تكاد تنفك منه بسهولة ، لسببٍ أو لآخر..
في بلد تُشرذمَ جَيشهُ.. وسَقطت مُؤسسَاته .. ورُحلت بَعضُ قياداتهِ .. وانتُهكت مُقدَسَاته .. وصُودرت حُقوق أبنائه !!
عَاصفةٌ في لحظةِ اختلاس فاجأت الكثير إذ لَم يَكن بالحُسبَان أن تَطرئ كهَذه مُتغيرات، تُغَير مَجرى الأحَداث إلى مُتجهٍ فريدْ..
يطفُو اليومَ على السَطحِ شوائب صِراع انتَجت مَبدئ إلغاء الآخر وسَحق إرادتهِ ومَسح هويته .. يَتَحتم على القائمين والقادرين بحزمٍ تصفيتها و التخلص منها ..
لَم نكن مُبالغين حِين قلنا أن الأمرَ وصَل إلى تَغير اسمَاء الشَوارع والأمَاكن وصولاً الى تَفجير بُيوت العبادة بحَسب تصنيفات أو مُسَميات محسوبة!! ووفق سِياسية تَطرف طرف وجَد نفسه فجأة منتصراً دون سابقِ إشعار .. تَصرفاتٌ لا تجدي فـ «الشوارع في اليابانِ بغير أسماء« .
بَينمَا تخاضُ حُروب طويلة في بلداننا وتقدم ُ التضحِيات الجَليلة ، كل مبتغاها الوصول إلى صورةِ الخصم واستبدالها بأخرى، أو رفع علم .. أو تغيير مُسمى ..
العَالم اليوم يختصر كل شيء ، حتى الحُروب حِفاظاً على الشعوبِ والمُقدسات، والحقوق في زمن لا يتعدى دقائق ..
38 »دقيقة حرب .. فقط هي زمنُ أﻗﺼﺮُ ﺣُﺮﺏ ﻓﻲ العالم وقعت بين ﺯُﻧﺠﺒﺎﺭ ﻭﺍﻧﺠﻠﺘﺮﺍ ,1896 ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﺴﻼﻡ ﺯﻧﺠﺒﺎﺭ !! «
أما 38 دقيقة في بلداننا قد تكون كيفلة بإسقاط عواصم أو دول، أو اجتياح محافظات .
لكنها لاتكفي:
لوضع أوراق على طاولة الحوار والخروج بحلول تُجدي البَلد.
38 دقيقة لا تكفي للرد على شبهةٍ مُحَرضة.
38 لا تكفي لإقناع شخص بقضيةٍ زيفها إعلامنا ..
38 دقيقة لا تسعفك بتدارك حياة جندي جَريح مَرمي على الأرض ..
ومَعَ هذا كله هُناك ثمة نِقاط هَامة إذا ما أخذت بمحملِ الجد قد تغير مَجرى أحداث البَلد نَحو وضعٍ مَرغوبٌ فيه:
أولاً: لم يَعد من الممكنِ الدِفاعُ على طرفٍ حاول جَر البِلاد الى حَرب داخلية .. وجاهد في إدخال البلدِ في أتون حَرب مُدمرة ، أيّنْ كان!.
ثانياً: لا يُمكنُ مُطلقاً الابقاء على رموزِ التَمرد وأوكارِ الفَساد بهذه الصُورة المُشوهة لليمنيّن ، إذ يجب الا يمروا بسَلام دونَ حِسابٍ وعقاب ..
ثالثاً: حقائق اليوم تكشفُ عن ماهية كلُ طرف، وكل مُكون ، وأين موقعهٌ من المواطنةِ والانتماء ؟. وجبَ على ضَوئها التعامل مع كلِ طرف ..!! بحَسب ماهيته وانتمائه ..
رابعاً: ليسَ من السَهلِ أنْ تتَعايش مكوناتُ بلد في ظل وضع متأجج بكل هذه التَحريضات والتشويهات .. «فلا يُمكنُ بناءِ وطنٌ نتصَارعُ عَليه ».. فبلدنا يحتوي فئات مختلفة وأطياف شتى ، مذاهب وعروق ذات إرث ثقافي مختلف .. إذ يجبُ التخفيف من حِدة التَحريض والبُعد عن الحَشد المُغرض .. ويجب اطلاق دَعوة التعايش ، وغرس مَفهوم التَصالح ..
خامِساً: مُختلف الفئات والطوائف والمذاهبِ لن تقف عائقاً أمام نهضة بلدنا على وجه السُرعة فهناك بُلدان متقدمة ...تضم لغات مختلفة ، وتحتضن أدياناً شتى وتمتزجها ثقافاتٌ مُتعددة كاسنغفورة والصين والهند وغيرها... وإن أفرزت نتائج تجارب صِراع مرير بين مكوناتها في ما مَضى، إلا أنها اليوم جَعلت من المُواطن والطائفة والحزب والجماعة صالحين يعملون في إطار حدود مصلحة البلد تَجمعهم قَاعدة «بَلدٌ لا تَحميهِ .. بَلدٌ لا تَستَحقهُ «.