آخر الاخبار

الإتحاد الأوروبي يمدد مهمة إسبيدس في البحر الأحمر عامًا آخراً النائب عيدروس الزبيدي يلتقي المدير العام التنفيذي للشركة اليمنية للغاز توكل كرمان خلال مؤتمر ميونخ للدفاع والأمن : التخلص من ميليشيات الجنجويد والميليشيات العابرة للحدود ضرورة عالمية 15 قاضية يمنية يتخرجن من برنامج شريكة حول إدارة العدالة الفاعلة وتأهيل القيادة النسائية في القاهرة ما هي تأثيرات تصنيف واشنطن الحوثيين منظمة إرهابية على السلام باليمن؟ قبائل غرب صنعاء تؤكد جاهزية رجالها لخوض معركة التحرير الفاصلة واسناد القوات المسلحة (صور) توجيهات رئيس لبنان للجيش لردع فلول حزب الله بعد أحداث شغب عارمة العليمي يلتقي في ميونخ مبعوث واشنطن السابق لدى اليمن ويدعو المجتمع الدولي الالتحاق بأمريكا في قرار تصنيف الحوثيين الدفعة الأكبر ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.. تفاصيل الحوثيون على غرار حزب الله.. مجلة أمريكية: ''اغتيال زعيم الحوثيين لن يكون كافيًا لهزيمتهم''

كلُّنا مقاومة بين الشعار والواقع
بقلم/ حبيب العزي
نشر منذ: 9 سنوات و 3 أشهر و 11 يوماً
الأربعاء 04 نوفمبر-تشرين الثاني 2015 03:52 م
كلُّنا مقاومة، عبارةٌ نقرأها كل يوم في محافظة تعز، على مختلف الجدران، في الشوارع والطرقات، والأزقة والحارات، كما نشاهدها في واجهات المحلات، وزجاجات السيارات، ونُزيِّن بها الجنابي وقِشَط الآليات، وأيضاً نرسمها على الصخور والمرتفعات، لكن مُنتهى معرفتنا بكُنهها ومدلولها، يقف -في أحسن الأحوال- عند حد كونها شعاراً للمقاومة وحسب.
لربما لو أشرتَ بأحد إصبعيك صوب هذا الشعار، واستوقفت أحد المارة في الطريق فجأة، وسألته السؤال التالي: ماذا يعني ذاك الرسم على الجدار؟ سيجيبك على الفور بأنه تابع للمقاومة، وقد لا يدرك أنه شعارها، فإذا ما باغته بسؤال آخر، وماذا يعني لك أنت؟! فإنه في أفضل الأحوال سيجيبك بإعادة ذات العبارة الموجودة على الشعار "كلنا مقاومة"، هذا إذا لم يصدمك بعلامة اندهاش عريضة ترتسم على مُحيَّاه، مفادها أنك شخص أخرق، إذ كيف تسأله في شأن لا علاقة له به، ولا يخُصُّه أصلاً، وإنما يخص المقاومة.
لدينا مشكلة حقيقية تتعلق بوعينا حول مفهوم المقاومة ابتداءً، إذ أن الاعتقاد السائد لدى الكثير في أوساط مجتمعنا، بأن المقاومة هي فقط أولئكم الرجال، الذين يحملون السلاح على أكتافهم، ويقاتلون عصابات البغي والعدوان، التابعة لتحالف الحوثي وصالح، والمتواجدون إما على جبهات القتال في السهول والجبال، أو على المتارس في الشوارع ووسط الحارات، وذاك اعتقاد صحيح في جزء كبير منه، لكنه لا يمثل المعنى العظيم والرائع للمقاومة بمفهومها الشامل، الذي يجسده شعارها، والذي يعني بطبيعة الحال، أنَّ المجتمع كله مقاومة، وهو ما يمكن أن نتفق على اصطلاح تسميته بـ "المجتمع المقاوم"، أو "المقاومة المجتمعية".
المقاومة المجتمعية إذاً، هي التجسيد العملي لشعار "كلنا مقاومة"، الذي يعني كذلك، أن المجتمع بأكمله بات مقاوماً للظلم وللطغيان، برجاله ونساءه، وشيبه وشُبّانه، وفتيانه وفتياته، وكباره وصغاره، بكل طوائفه وأحزابه وكياناته، وبمعنى آخر، لم تعد المقاومة اليوم حكراً على تلك الفئة التي تحمل السلاح فقط، وإنما توسعت دائرتها لتشمل كامل المجتمع.
كلنا مقاومة .. تعني أن هناك مجتمعاً يمنياً، أصبح اليوم حياً ويقظاً، وعلى درجة عالية من النضج، كما ومختلفاً كل الاختلاف عن ذي قبل، وذلك بفضل وعيه المتنامي بالمتغيرات من حوله، كما وإدراكه لطبيعة التحولات الكُبرى، التي تعيشها المنطقة العربية اليوم، والتي يُشكل اليمن بجغرافيته وموقعه الهام، الترس الأكبر في محرك ماكينتها.
كُلنا مقاومة .. تعني ضرورة وعينا بمسئولياتنا الأخلاقية، وواجباتنا الإنسانية -كمجتمع وكشعب- نحو المقاومة وأبطالها الشجعان، الذين يقدمون التضحيات، المرابطون على الثغور والجبهات، المسطرون لأروع الملاحم والبطولات، دفاعاً عنَّا وعن كرامتنا كبشر أولاً، كما وعن كرامة أرضنا كوطن ثانياً، ومن أولى تلك المسئوليات وأوجبها، أن ندعمهم بالمال والسلاح والعتاد، وأن نمدهم بالغذاء والدواء، وبالثبات والنصر-في كل صلواتنا- لا ننساهم من الدعاء.
علينا واجب تنظيم الحملات التوعوية، الهادفة إلى خلق مجتمع إيجابي، يعي مسئولياته الوطنية والدينية، كي يستطيع الإسهام في دعم المقاومة، من خلال سلوكه الإيجابي تجاهها على الأقل، كما ونساعده في ترجمة ذاك السلوك إلى واقع عملي، يتمثل بالدعم والإسناد المجتمعي المباشر، بكل شيء يستطيع، كجمع التبرعات المادية والعينية، والتواصل مع الهيئات والمنظمات والفعاليات العربية والدولية، المعنية في هذا الإطار، لخلق رأي عام محلي وإقليمي داعم للمقاومة وصمودها.
كلنا مقاومة.. تعني بجملة واحدة، أن أقل واجب علينا تجاه المقاومة، أن ندعمها بصمودنا، وبالبقاء في مواقعنا، كلاً حسب وظيفته وموقعه، وأن لا نغادر منازلنا، لنشكل بذلك حاضنة اجتماعية قوية لها، تُسهم في وقايتها، وتخفف عنها ولو بعضاً من ضربات أعداءها وأعداءنا جميعاً.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
سيف الحاضري
الشرعية غارقة في التفاهات
سيف الحاضري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
د أحمد زيدان
السوريون بين متلازمتين
د أحمد زيدان
كتابات
علي بن ياسين البيضانيالمأزق الأمني في عدن
علي بن ياسين البيضاني
مالك خشافةاليمن تقرأ
مالك خشافة
مشاهدة المزيد