آخر الاخبار

55 ألف تأشيرة متاحة للهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.. السفارة الأمريكية باليمن تمدد الموعد النهائي لتقديم طلبات الهجرة غارات امريكية في الحديدة احزاب تعز تقترح حلا لمواجهة الوضع الاقتصادي المتأزم وتطالب الرئاسة والحكومة بسرعة انقاذ العملة العليمي يبحث مع سفير واشنطن الدعم الإقتصادي المطلوب وموقف اليمن من انتهاكات إسرائيل في فلسطين مسئول كبير في الشرعية يكاشف الجميع حول قضايا وملفات مهمة: سبب التراجع عن قرارات البنك المركزي ومصير التوقيع على خارطة الطريق وخيار الحسم العسكري كوريا الشمالية تختبر صاروخاً باليستياً يمكنه الوصول الى أمريكا الإعلام الأمني ينشر أسماء ضحايا حادث التصادم الأليم في طريق شحن بمحافظة المهرة موسكو هربت قيادي ايراني من ميناء الحديدة.. تورط متزايد لروسيا مع الحوثيين في اليمن وامريكا تدرس كيفية الرد اول دولة عربية تعلن عن تطوير 8 منظومات متكاملة لصناعة الطيران حادث مروري مروع في المهرة يخلف 11 ضحية

كورنا.. كارثة في زمن دجال مران
بقلم/ منصور أحمد
نشر منذ: 4 سنوات و 6 أشهر و 25 يوماً
الأحد 05 إبريل-نيسان 2020 08:05 م
 

ما كاد يفوق العالم من هول مصيبة وكارثة كورنا المستجد الذي قبض أرواح الآلاف وأصاب ما يقرب من المليون شخص والرقم يتزايد بسرعة مخيفة.. أمام هذه الجائحة الكونية أو الصحية، والوباء الفتاك بالبشرية؛ ليجده دجال مران موسماً وفرصة سانحة لتمرير دجله وخرافات أجداده كـ” احمد يا جناه” الذي ظل حريصا على أن يعيش الشعب اليمني في ظلاميات القرون الوسطى، وتجهيل اليمنيين وإيهامهم أنه يملك الجن ويخبرونه بكل ما يدور في أوساط عوام الناس وخاصتهم.

ففي الوقت الذي عجزت خرافات وشعوذات الهالكين يحيى وولده أحمد حميد اللادين، في إشباع بطون آلاف اليمنيين فتك بهم الجوع في مطلع عقد أربعينيات القرن الماضي، خلافا لوباء الطاعون الذي كان خارج اختصاصات وصلاحيات تلك الشعوذات والخرافات التي ما نزل الله بها من سلطان، لأن من صلاحياتهم ومسؤوليتهم توفير الموت للبشر فقط.. أتي حفيدهما عبده الحوثي دجال مران اليوم في عصر وباء كورنا التي عجز أمامه خبراء الأبحاث والمراكز الطبية ومعهم الدول المتقدمة وكبريات الشركات في معرفة مكونات ومصدر الفيروس، وليس الدواء له، مدعيا ابتكاره لقاحاً ضد وباء كورنا المستجد والمتمثل بالقتل السريع والفتك بأرواح اليمنيين في جبهات خرافاته ، فبعد أن كان قبل أسبوعين يدعي أن الوباء صنعته أمريكا ضدهم وضد إيران، يعود الأسبوع الماضي يدعو أنصاره المغفلين بان لقاح وعلاج وباء الـ”كورنا ” هو التوجه إلى جبهات قتاله.

 

وكنت ومعي عامة اليمنيين باستثناء طبعا- أولئك المغفلين ممن اعتاد دجال مران وأجداده الضحك عليهم ليزج بهم وبأبنائهم إلى محرقة الموت في سبيل الحفاظ على انقلابه المشؤوم على شرعية اليمنيين- أنها زلتة لسان، أو أنها سقطة من سقطات الدجال.. غير أن اليمنيين وكل المتابعين للإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدول وحتى المليشيا في مواجهة كارثة كورنا، إلا أن دعوة معتوه مران لزنابيله بالتوجه إلى الجبهات لقتال فيروس كورنا هناك، بدا أن هذا الأمر جد، وأنه قد صار توجها وسياسة عامة لدى قيادة المليشيا الانقلابية الحوثية، التي أعدت لهذا الأمر خطة إعلامية لغرس فكرة أن فيروس كورنا “عقوبة إلهية”، وان علاجها بإسراع اليمنيين إلى التوبة من خلال إصلاح الخطأ التاريخي الذي ارتكبه سلف الأمة وتنصيب ادعياء آل البيت الولاية المزعومة، وجرى تعميم هذه الخطة وبهذه السذاجة الفجة على وسائل إعلامها وأتباعها من خطباء المساجد في مناطق سيطرتها، الذين شرعوا منذ نحو أسبوعين يحاولون حث المصلين في خطب جمعتهم بسرعة التوجه إلى الجبهات بدلاً من ” الموت بسبب كورونا”.

إلا أن دعوة كهذه من الصعب استساغتها حتى ممن يعتقدون انهم اغبياء وجهلاء، فلابد أن تلقى سخرية ورفضاً واستياء واسعاً، وهذا ما حدث من ملاسنة بين عدد من المصلين وبين خطباء المليشيا الحوثية في كثير من مساجد العاصمة صنعاء، ففي احد مساجدها حينما خاطب خطيب المليشيا الناس أن علاج فيروس كورونا هو الذهاب إلى الجبهات، فقام أحد المصلين وقال له: علاج كورونا هو العزل الصحي والمكوث في البيوت، وليس التوجه إلى الجبهات، وان كان علاجه جبهات القتال فلماذا ثاني أكبر دولة انتشر فيها الفيروس بعد الصين هي إيران”؟! وهذا لم يعجب الخطيب وأتباع الجماعة في المسجد، الأمر الذي ادى إلى هرج ومرج بين اتباع المليشيا وبين المصلين الذين غادر كثير منهم المسجد دون صلاة.

 

ولم تتردد مليشيا الحوثي الانقلابية، في استغلال وباء كورونا المستجد للدفع باليمنيين إلى جبهات القتال في ظل النقص العددي الكبير في صفوف مقاتليها.. اذ ظهر نشطاء الجماعة في قنواتهم الفضائية يتحدثون للعالم ودون خجل وبث مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي لنشطاء ومقاتلين حوثيين يدعون الناس إلى التوجه للجبهات للنجاة من فيروس “كورونا”.

وظهر ناشط حوثي يدعى شفيع ناشر في برنامج تلفزيوني بإحدى القنوات التابعة للمليشيا، وهو يؤكد إن جبهات القتال هي مكان آمن من فيروس كورونا، والموت بجبهات القتال بدل الموت كالبعير.. وأضاف”نحن سنقرب لك الأمور، ونقرب لك المسألة (الموت)، بدلاً أن تموت موتة الأغنام محبوساً في البيت”، داعياً إلى التوزع على الجبهات والموت هناك”!

في أي زمن نحن نعيش؟! هل نحن نعيش في القرن الواحد والعشرين، ام في القرون الوسطى، القرون المظلمة؟! لا هذا ولا ذاك، ولكن نعيش في زمن دجل أدعياء الإمامة.. زمن الدجل والخرافة والشعوذة.

لا ندري إن كان فيروس كورنا المستجد قد أخطأ في توقيت ظهوره ليطل علينا في القرن الواحد والعشرين، معتقدا أن البشرية تعيش عتاب الألفية الثالثة وليس العصور المظلمة.. عصور الدجل والخرافة، وهو لا يعلم أن دجال مران لايزال يعيش في اليمن، وان اليمن لايزال تحت قبضة هذا الدجال!!