الرئاسة اليمنية: إجراءات لعودة مجلس القيادة والحكومة وجميع مؤسسات الدولة للعمل من الداخل والتسريع بتنفيذ خطة الإنقاذ الإقتصادي
قرعة نصف نهائي كأس ملك أسبانيا تُبعد ريال مدريد عن مواجهة برشلونة
ملك الأردن يُبلغ ترامب موقفه من تهجير الفلسطينيين
عاجل: أسعار الصرف تسجل اليوم أسوأ قيمة للعملة اليمنية والإنهيار متواصل
الإطاحة بخلية على صلة بالحوثيين مطلوبة لوزارة الدفاع اليمنية
ضبط شحنة كبيرة من الأدوية المهربة قبالة سواحل المهرة
آبل تطلق تحديثًا جديدًا لإصلاح ثغرة أمنية خطِرة في آيفون
السعودية تمنح الإقامة المميزة لـ 685 خبيرًا تقنيًا لدعم التحول الرقمي
اعراض سرطان الدم بالتفصيل ومتى تظهر تلك الأعراض
العرب يرفعون احتياطيات الذهب إلى 1.63 ألف طن .. والسعودية تتصدر المرتبة الأولى
في مشهد أقل ما يقال عنه إنه تجل فاضح لغياب الرؤية وافتقاد الحزم، يواصل الريال اليمني انهياره دون كابح يوقف هذا النزيف الاقتصادي المرعب. مأساة تتفاقم يومًا بعد يوم، ولا ضحية فيها سوى المواطن البسيط، ذاك الذي صار يئن تحت وطأة الغلاء الفاحش، ويتلظى بنار أسعار لا ترحم، وهو الذي خرج إلى رحاب الشرعية مؤمنًا بأنها الملاذ الأخير، والدرع الذي سيحميه من طغيان الميليشيات، فإذا به اليوم يترك مكشوف الظهر، تتناهشه الأزمات، ويُدفع وحده فاتورة هذا العبث المدمر.
لقد خرجنا من صنعاء لا هربًا، بل رفضًا لسلطة الأمر الواقع، ورفضًا للرضوخ لميليشيا تتعامل مع الدولة كغنيمة حرب، وتحوّل الاقتصاد إلى أداة إذلال، تكرّس به سيطرتها وتُحكم به قبضتها على رقاب الناس. لكن المفارقة المؤلمة أن العملة هناك لم تنهر كما انهارت هنا، لأن انهيار الريال ليس مجرد مصادفة، بل هو نتيجة سياسات مرسومة تنفذ بوعي كامل. الميليشيات تبقي على استقرار الصرف لأهداف واضحة: تدير اقتصاد الحرب بأسلوب محكم، تستخدم سيطرتها المطلقة على السوق المالية كأداة لضمان تبعية المجتمع لها، تطبق خططًا اقتصادية تضمن بقائها، ولو على حساب تجويع الشعب وإخضاعه. أما نحن، في معسكر الشرعية، فقد تُرك الاقتصاد فريسة للفوضى، وأُطلقت يد الفساد لتنهش ما تبقى من مقدرات الوطن، دون رؤية أو خطة أو حتى إرادة حقيقية لوقف هذا الانحدار المهين.
إننا لسنا ميليشيا، ولسنا طلاب سلطة، بل رجال دولة، هكذا آمن بنا الشعب، وهكذا ارتضى أن يحتمي بشرعية تعهّدت بأن تكون السد المنيع أمام مشاريع الخراب، والمظلة التي تصون كرامته، وتؤمّن له حياة كريمة، فإذا بالواقع يقول غير ذلك. أين مؤسسات الدولة؟ أين السياسات النقدية التي تمنع تهاوي العملة؟ أين القرارات التي توقف المضاربين عند حدهم؟ أين الأيادي التي كان يجب أن تمتد لانتشال الاقتصاد قبل أن يُترك يسقط في هوة بلا قرار؟
ما يحدث اليوم هو فشل لا يمكن تبريره، وانهيار لا يُغتفر التغاضي عنه. الشرعية التي تعجز عن حماية اقتصادها، لا تختلف عن تلك التي تتخذ الاقتصاد سلاحًا للتركيع والاستعباد. وإن كنتم تعتبرون أنفسكم رجال دولة، فالواجب عليكم ليس إطلاق الخطابات ولا التذرع بالمعوقات، بل فرض سياسات تعيد للريال قيمته، وتنتشل الاقتصاد من هذا المستنقع الكارثي، وتقطع الأيادي التي تتلاعب بمصير الشعب تحت أي ذريعة كانت.
إن التاريخ لن يرحم المتخاذلين، والشعوب لا تنسى من خذلها في أشد لحظاتها احتياجًا إلى الحماية. فإن كنتم أهلًا للمسؤولية، فاستعيدوا زمام المبادرة، قبل أن يُكتب في صفحات التاريخ أن الشرعية التي وُعِد بها الشعب، لم تكن سوى وهم آخر أُضيف إلى سلسلة أوهامه الطويلة.