آخر الاخبار

بعد إيقادهم لشعلة سبتمبر... كيف تعاملت مليشيات الحوثي مع المحتفلين بثورة سبتمبر في الضالع ؟ اللواء سلطان العرادة يدعو إلى ضرورة تصحيح المسار السياسي والتزام الجميع بميثاق شرف وطني يؤسس لمستقبل آمن وعادل للجميع مأرب: مسيرة حاشدة لعدد من قيادات المقاومة الشعبية بمحافظتي إب ومأرب لزيارة ضريح قائد ثورة سبتمبر. التحالف الوطني يجدد العهد بمواصلة النضال للدفاع عن الجمهورية السفارة اليمنية بسلطنة عُمان تحتفل بثورتي 26 سبتمبر و 14اكتوبر المجيدتين  توكل كرمان: نفتقر اليوم لقيادة وطنية شجاعة وشعبنا قادر على قلب المعادلة وسيفعلها في الوقت المناسب في أكبر عملية عسكرية لاستعادة العاصمة الخرطوم .. الجيش السوداني يشن هجوما غير مسبوق على قوات الدعم السريع إيران تتوسط في صفقة صواريخ .. تعرف على الدوافع التي تدعو موسكو إلى تسليح مليشيا إيران في اليمن الإعلام تنعي الصحفي الكبير حسن عبدالوارث وتصف رحيله بالفاجعة برأس مال يبلغ 20 مليار ريال وفرص عمل لعدد 100 موظف.. العرادة وبن مبارك يفتتحان ثاني بنك أهلي بمحافظة مأرب

اليمنيون بين "كيري" و"ميري"!
بقلم/ مراد اسماعيل
نشر منذ: 8 سنوات و أسبوعين و يومين
الجمعة 09 سبتمبر-أيلول 2016 11:29 ص
منذ نهاية العام 2011م واليمنيون ينحازون للسياسة في حل خلافاتهم رغم متوالية اليأس الجمعي من الحلول السياسية قبل ذلك بما تمثلها مخرجات العملية الانتخابية من إعادة إنتاج الفشل بنكهات مختلفة!، وفي كل مرة يحتد الخلاف يتمثل اليمنيون مقولة (ثُلثين بثُلث) تعبيراً عن الرغبة في تسوية الخلاف بتحميل كل طرف جزءاً من المسؤولية والتبعات كحل توافقي تحوّل إلى ثقافة مجتمعية تجدها مع البائع والصانع وفي حوادث المرور وحتى القتل، وصولاً إلى دهاليز السياسة والحكم، فسارت الأمور بمعادلات عُرفية أكثر منها قواعد تنظيمية وقوانين سارية المفعول.
ومع الأزمة السياسية في العام 2014م ظل اليمنيون في كل تفاصيلها يأملون في السلام مهما كانت تكاليف التسويات ومخرجات التوافقات السياسية والمحاصصة المجحفة، مع ما حملته تلك الأزمة من مؤشرات نسف التوافق السياسي لما بعد 2011م عبر تفاصيل المواجهات المسلحة في صعدة وعمران والجوف ومأرب وعلى تخوم العاصمة صنعاء، وكان اليمنيون يستحضرون أغنية لطفي بوشناق (خذوا المناصب والمكاسب لكن خلوا لي الوطن)!.
توسعت رقعة التصدع السياسي في سبتمبر 2014م مع اجتياح مليشيا الحوثي للعاصمة صنعاء واقتحام بعض أهم المواقع والمؤسسات الأمنية والعسكرية والإعلامية للدولة، بالرغم من أنها كانت تنفي رغبتها في ذلك!، واستسلم اليمنيون لمساء الـ21 من سبتمبر وهم يشاهدون الساسة على الشاشة يهمون بالتوقيع على اتفاق سياسي عُرف بـ"إتفاق السِلم والشراكة"، تأخرت مراسم التوقيع لإتاحة المجال للمليشيا لاستكمال ما يلزم من اجتياحات مسلحة تعزز موقفها أثناء التوقيع!، والشعب المغلوب على أمره يمارس "مُداراة جماعية" لما يحدث أملاً في السلام بأي ثمن وتحت أي ظرف!. 
لم تمضي سوى ثلاثة أشهر على تلك الواقعة حتى اندلعت المواجهات المسلحة داخل العاصمة صنعاء بين مليشيا الحوثي وقوات الحرس الرئاسي في يناير 2015م وانتهت بسيطرة المليشيا على المجمع الرئاسي المقر السيادي الأهم بما تضمنه من مقار ومعسكرات، ونُقل عن وزير الخارجية الأميركي جون كيري وقتها قوله بأنه يفهم أن حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي ستقبل بمطالب الحوثيين إن لم تكن كلها!، وبين فَهم كيري وعدم فهم الشعب اليمني للأمر سقطت اليمن في حضن مرحلة بالغة الخطورة، سلّمتها لحرب شعواء عمياء لا تبصر إلا ما يقع في يدها من خراب!. 
والسياق هنا ليس معنياً بسرد الأحداث وتفاصيلها ولا بتوزيع اللوم وتحميل المسؤوليات، فغالبية اليمنيين اليوم باتوا أكثر وعياً بخيوط اللعبة وكيف وصلوا مكرَهين إلى هذه الحرب التي كانوا يتحاشون الوقوع تحت نيرها، ولكن المشاريع السياسة المخلوطة بالعقائد والثارات والمصالح وطبيعة الصراع الإقليمي ومؤثراته الدولية في المنطقة كان لكل ذلك القول الفصل في إجبار اليمنيين على الدخول في حرب كان أولها كلام، أو بالأصح كان أولها شعار يتوعد الأميركيين بالموت بينما يحصد أرواح عشرات الآلاف من اليمنيين، في وقت يهتم جون كيري بمصلحة (الأقلية الحوثية) في زمن رعاية الأقليات وتسليمها مفاتيح السلطة والذي يعني في الواقع فتح مزادات الحرب في المنطقة لتشكيل واقع سياسي جديد أكثر تناغماً مع اللاعبين الدوليين، فضلاً عن تصريف أكبر كمية من السلاح المصنوع ضمن اقتصاديات اللاعبين أنفسهم!.
من ضمن ما أدركه اليمنيون من مخاطر هو خداع السياسة المتمثل بالتصريحات الدبلوماسية المعنية بتخدير الرأي العام وتضييع الوقت في الحديث عن سلام هش عبر مشاورات عبثية أفقدت اليمنيين الثقة في ما تبقى من السياسة، وبدا أنه لا مناص من حسم الصراع إلا بالوسيلة والكيفية التي نشأ وتطور بها، وما تشير إليه الوقائع بعيداً عن "كيري" قريباً من "الميري" الذي قرر اليمنيون ارتداءه ويقدمون التضحيات الجسيمة لردع المليشيا التي تسببت في هذا الدمار، أنتجت هذه الفوضى التي تحقق أهداف اللاعبين الدوليين أكثر من غيرهم، وهي ذاتها المؤامرة التي يهذي بها الحوثي بينما هو أحد أدواتها!.