بقايا ثورة
بقلم/ هاشم مسعد الرباحي
نشر منذ: 12 سنة و 6 أشهر و 13 يوماً
الأربعاء 13 يونيو-حزيران 2012 07:06 م

قلبي على الثــورة يحترق ويــعــتصر دماً .. الثورة التي كنا ننـــشد من خلالها التغيير .. ليس إلى الأسوأ .. أنما ننشد من خلالها الأفضل .. ننشد اليمن الجديد .. ننشد عودة اليمن الســـعــيــد ... نحـــلم ونتطلع بعد زوال الفساد والمفسدون الأفضل .. نتطلع لأن تختفي حقبة التخبط والعشوائية التي سادت فترة حكم النظام السابق .. بأن يتغير الحال بحال أفضل .. ولكن .. !!!

أذا كانت أولى ثــمار التــغيير الذي ننــشده والثورة التي نتغنى بها تــبدأ بمــعاناة الجرحى الذين قدموا للتغيير وللثورة أغلى ما يملكون .. وهي الدماء الطاهرة الزكــيــة .... وحشرجة صوت أم أحد الشهداء من على منصة الساحة تتسأئل عن دم أبنها الشهيد .. هل ذهب هدرا ،. دون أن تتحقق أهداف الثورة .. ..

اذا كان الأمر كذلك ، وهذا هو التغيير المنشود .. إذاً هي لم تعد ثوره .. وإنمــا هي بقايا ثوره .. فالثـورة اغتيلت منذ ان كانت في المهد .. وثمارها ستذهب إن لم تكن قد ذهبت ،، ســتذهب الى غير أصحابها .. هؤلاء الذين بذلوا وضحوا بأرواحهم ودمائـهــم رخيصة من أجل هذا الوطن المنكوب ، والمغلوب على أمــره ..

يجب علينا أن نقف اليوم بــجانب أخي البطل الثائر الجريـــح كــويع عبــدالرقيـــب الشـــميـــري .. ولنضغط سواء على حكومة الوفاق .. أو اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية كي تلتفت إلى أمثال هؤلاء .. اليوم هو يعلن إضرابه عن الطعام واعتصامه منفرداً من أجل معاناته ومعاناة جرحى الثورة بعد أن انقطعت به السبل .. وطرد من المستشفى الميداني ومن مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا .. ولم يلق أي عناية تذكر من أي جهة كانت .

أخشــى أننا ســنخرج خاليي الوفاظ .. وسنعود من الساحات بخـــفي حنــين .. ، كم أتمنى لأن أكون مخطئاُ .. وأن تكــون حقــيقة المقولة (( الثورة يخطط لها العباقرة والعظماء وينفذها الأبطال ويستغلها الجبناء )) أن تكــون مخطئةً أيضــا .. وأننا مازلنا ماضون في المســار الثــوري الصحيح .. والثورة لم تغتال ، ولم تسرق .. و أن أهداف الثورة وأحلام وتطلعات شباب الثورة لم تغتال أيــضا .. ولم يتم أعــادة صياغتها حسب أهواء البعض ومصالحهم ..

وأتمــنى أننـــا ما زلنا ماضون على العهد الذي قطعناه للشهداء والجرحى الأبطال .. باقون على العهد وفاء وعرفاناً لما قدموه من أجلنا ، من أجل أن نحيا على هذا الوطن ولو بأقل قدر من الكرامة .. وأتمنى أن لا نقابل هذا البذل السخي منهم بأن نطوي ذكرى الشهداء في صفحات النسيان ، وجراح الجرحى بالإهمال والنكران ..