آخر الاخبار

تعرف على القائمة الكاملة للأسماء الخليجية التي توجت في حفل Joy Awards 2025 بيان عاجل من مصلحة شؤون القبائل بخصوص هجوم الحوثيين على قرية حنكة آل مسعود .. دعوة للمواجهة بايدن: حشدنا أكثر من 20 دولة لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر .. هل سيصدق في استهداف الحوثيين تحركات دولية وإقليمية لإعادة صياغة المشهد اليمني .. والحاجة لمعركة وطنية يقودها اليمنيون بعيدا عن التدخلات  ملتقى الفنانين والأدباء ينظم المؤتمر الفني والأدبي الثاني للأدب والفن المقاوم بمأرب بمشاركة أكثر من 100 دولة و280 جهة عارضة اليمن تشارك في مؤتمر ومعرض الحج 1446هـ بجدة تحركات وتحضيرات للمسابقة القرآنية المركزية تجريها وزارةالأوقاف دعما لمعركة الوعي ضد مشاريع التطرف والإرهاب الحوثيون يحشدون عناصرهم وآلياتهم العسكرية تحت غطاء النكف القبلي لدعم فلسطين .. ارتفاع درجة التوتر والقلق الحوثي حزب المؤتمر بمأرب يدين استيلاء أحد النافذين لأرضية خاصة به ويتوعد بالتوجه للقضاء ''بيان'' عضو مجلس نواب يتهم أعضاء في مجلس القيادة برفض انعقاد جلسات البرلمان داخل اليمن

عبودية الإمامة تعود إلى بيوت في اليمن
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 6 سنوات و 8 أشهر و 3 أيام
السبت 12 مايو 2018 09:05 م
 

يمارس الاماميون قديما وحديثا عبر العديد من وسائلهم "اختطاف ذهنية العامة من الناس" وتحويلهم إلى آلات بشرية تتخصص في خدمة فئة معينة من المجتمع أو طبقة معينة في المجتمع , دون وعي منهم أو أدراك لخطوة ما يمارسونه على ذواتهم .

بالأمس لعبت الأمثلة الشعبية التي كانت تُلقى في المناسبات والاوقات المتعددة طوال العام دورا خطرا في تكريس مفهوم "العبودية الغير مباشرة” لتفريغ طبقة ما من المجتمع لخدمة طبقة أخرى , وقد نجحوا في تخدير المجتمع بتلك الطرق عدة قرون .

اليوم الحوثيون يمارسون ذات الدور قديما عن طريق الزوامل أو الملازم او الدورات الثقافية , سأطرح في هذه المقالة بين أيدكم واحدا من أخطر الأمثلة التي اجتاحت اليمن قديما ومازالت حاضرة في الموروث الشعبي اليمني , حيث مثلت موجها مباشرا لتحويل أهداف وطموحات الفرد إلى أهدف تصب في خدمة الاماميين .

"يا حيا من شمه باروت ولد السوق شمه معطاره " مثل شعبي يمني قديم وهو واسع الانتشار في المناطق القبلية, يستعمل في سياق المهاجل أيام الحصاد الزراعي أو الاعمال التي يمارسها أبناء القبائل في أعمال البناء وغيرها .

 عبارة لفتت انتباهي فهي مازالت تستخدم حتى اليوم في عموم أرجاء اليمن ,خاصة المناطق الشمالية التي فرضت عليها الامامة قبضتها.

الباروت يقصد به هنا "البارود" وهي المادة التي تستخدم في صناعة المتفجرات , والمعطارة هي المكان التي يباع فيه العطور والطيب وغيرها من الأشياء .

المثل بشكل عام يصور كل فرد فاحت منه روائح العرق والقذارة وظهرت عليهم معالم التعب والشدة بأنهم أخيار الرجال وأسيادهم , وعلى النقيض أي فرد يفوح منه الطيب أو يظهر بأنه نظيف الثوب والجسد ,فهو يعد من أولاد الشوارع والأسواق .

مع مرور الأيام تحول هذا المثل الصغير وغيره من الأمثلة الأخرى إلى شبه قانون يحكم ذهنية أبناء القبائل

المثل أعلاه يعني أن الشاب الذي يتطيب أو يتزين أو يخرج بمظهر أنيق كما أمره دينه ونبيه فهو ولد سوق , وهذا المصطلح في المفهوم الشعبي لا يقصد به الاحتراف والخبرة في أعمال السوق والتجارة بل يقصد به الخسة والدناءة وغيرها من المعاني السلبية .

يقدس المفهوم الامامي لبعض الأمثلة الشعبية التي غزت بيوت أبناء اليمن قديما , عن طريق تريدها خلال ممارسة المهام التي فيها مجهود عضلي كبير , لتوحي أن الرجولة تتمحور في الرجال الذين يمارسون الاقتراب من الاعمال التي فيها نكهة الباروت , وهي دعوة صريحة لتلبية أي دعوة توجهها تلك الطبقات "الامامية " في أي دعوة للحرب , كي ينال شرف المشاركة في أعمال الحرب والقتال دفاعا عن السيد , وتقربا له والنيل من خصومه السياسيين .

نجحت الامامة في اختراق عقلية اليمني , وتحويله من سياق "الإنسان " إلى سياق الآلة التي لا تكف عن العمل في خدمة السيد والانحناء أمام ركبتيه ,بل نجحت الثقافة الامامية في إقناع اليمني قديما ,وتحديدا في الأرياف ان تكون قضايا النظافة والطهر والنقاء , منقصة في حق الرجال , ومن حاول الخروج عن هذه القاعدة فهو أحد عيال الشوارع "الصٌيع" المتصعلكين في الأسواق .

في حين كل من ظل حاملا بندقيته وسلاحه , ليلا ونهارا فهو يتصدر قاموس الرجولة الكاملة مادام في خدمة السيد والسلالة.

وعلى الجانب الاخر , نجد أن الإدمان على التطيب وزيارة الحمامات البخارية , هي حق يومي من حق السيد , كذلك الثياب الانيقة البيضاء والعطرة ,هي من حق السيد , أما المواطن العادي فلو قاربها , فسوف يدنس رجولته ومكانته .

كنا نسع قديما أن "المواطن" القبيلي" دائما ينتقي أفضل اللحوم من كباش أو تيوس و يقوم بأرسالها للسيد , وكذلك السمن والجبن اللبن والبيض.

كما كانت الأموال سنويا يؤخذ منها "الخمس للسيد " كان المواطن التعيس يعمل كي ينتج أفضل مالديه ويمنحه للسيد , يا له من قاموس أعرج , وثقافة عمياء , ومنهج منحط في التعامل مع آدمية بني الانسان .

اليوم التاريخ يعيد نفسه بعد أكثر من نصف قرن من الثورة اليمنية الام (26سبتمبر 1962) حيث يستميت الحوثيون في تركيع الشعب اليمني واحياء مفاهيم الامامة والعبودية الحديثة , كي يظل الأنسان عبدا للسيد .

على كل .... لا عليكم .. يجب أن نمضي أن نستكمل أهداف الثورة الام , لنعيش أحرارا لا عبيدا .