آخر الاخبار

البحرين بطلاً لكأس الخليج السادسة والعشرين بالكويت توكل كرمان: أحمد الشرع هو من حرر أوروبا من سطوة المشروع الإيراني والروسي وهي في امس الحاجة للتحالف معه واشنطن: الصين تسلح الحوثيين في اليمن وفق اتفاق ثنائي ومئات الصواريخ المجنحة الصينية يتم إعدادها لضرب دول الخليج خبراء هيئة المساحة الجيولوجية اليمنية يحذرون من انفجار بركان دوفين الخامد .. عاجل تشكيك عائلي من أسرة الصحفي المقري حول مزاعم إعدامه وتورد بنود التشكيك وترفض التعازي الديمقراطيون يقدمون لإسرائيل صفقة أسلحة عملاقة لإسرائيل بقيمة 8 مليار دولار قبل مغادرتهم البيت الأبيض الحوثيون يمنعون وصول المياه الصالحة للشرب للمواطنين بمحافظة إب ويجبرونهم على مياه غير صالحة الحوثيون يستهدفون منزل أحد قيادات الجيش الوطني بصاروخ باليستي  .. فيديو اعتقال ''شلهوم'' مسؤول سابق في سجن صيدنايا سيء الصيت تحسن في خدمة الكهرباء.. أبناء عدن يشكرون مأرب ومحافظها اللواء سلطان العرادة

الربيع العربي ...... محاولة للفهم
بقلم/ قاسم الحضرمي
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 5 أيام
الثلاثاء 28 فبراير-شباط 2012 11:38 م

الجزء الأول: أسباب هبوب عاصفة الربيع العربي

السؤال الذي يطرح نفسه هو .....

هل هبت عاصفة الربيع العربي تلقائياً كنتيجة حتمية لجثوم دكتاتوريات الأنظمة العربية على أنفاس شعوبها ؟ طيلة العقود الماضية ، واستهتارها بوعي الشعوب لدرجة تحويل جمهورياتهم إلى مقاطعات خاصة وإدارة البلاد وفقاً لذلك.

أم إن هناك عوامل خارجية ساعدت على تحفيز هبوب العاصفة الشعبية في وقت لم يكن يتوقعه أحد سوى قادة العرب أو أزلامهم ولذلك هبت هذه العاصفة في هدوء الطبيعة وصفاء الربيع بزهوره ونسماته العطرة .

ولمحاولة فهم الربيع العربي ومعرفة أسباب ثوراته يجب استقراء أهم الأحداث التي سبقت هذا الحدث وتحليلها ودراستها حتى نقترب من استيعاب وفهم مسببات هبوب رياح التغيير في المنطقة العربية.

الإحداث المسببة لهبوب عاصفة الربيع العربي:-

- أهم تلك الأحداث حربي العراق وأفغانستان التي هدفتا إلى تغيير الأنظمة التي كانت قائمة وإبدالهما بأنظمة موالية ومستقرة ، إلا أن هاتين الحربين لم تحقق هدفيهما إلا جزئياِ فقد نجحتا في إزالة الأنظمة القائمة وفشلتا في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

- مواجهة تنظيم القاعدة عسكرياً في أفغانستان وأخطاء قوات التحالف في العراق وما تبعة من ملاحقة لأعضاء التنظيم أدى إلى فرار الأفغان العرب إلى بلدانهم وكل هذه التصرفات أدت إلى انتشار التنظيم في معظم الأقطار العربية، رافق ذلك سخط شعبي تجاه أمريكا والأنظمة العربية القائمة وعمق الشعور بحتمية التغيير .

- فوز أوباما في2008م برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وطرح أدارته إستراتيجية جديدة للتعامل مع الإسلام والمسلمين (الجماعات السياسية الإسلامية)أوضحها السيد / أوباما في اكثر من موقف وصرح بها أثناء زيارته لتركيا في شهر ابريل 2009م في الخطاب الذي ألقاه أمام البرلمان قائلاَ "إن الولايات المتحدة ليست فى حرب مع الإسلام ولن تدخل فى مثل هذه الحرب". بل أضاف قائلاً "سوف نستمع بكل حرص ونعمل على إزالة سوء الفهم ونبحث عن أرضية مشتركة ونحمل الاحترام، حتى عندما لا نتفق."

ويعد ذلك ايذاناً بإعادة النظر في التعامل الأمريكي مع الجماعات الإسلامية بما في ذلك تنظيم القاعدة ومواجهته بأسلوب غير مباشر وذلك بتوجيه ضربات قاتلة للقيادات الخطرة واحتواء قواعد التنظيم وإعادة تأهيلهم فكرياً وسياسياً لدمجهم في العمل السياسي في بلدانهم .

- تأثير تسلم حزب التنمية والعدالة عام 2002م الحكم في تركيا بزعامة رجب طيب اوردوغان الذي عمل على إعادة ترتيب أولويات سياسة تركيا الخارجية والتوجه نحو الجنوب بهدف لعب دوراً إقليمياُ في الشرق الأوسط والعمل على إعادة أمجاد الدولة العثمانية وخصوصاً في ظل الفراغ الإقليمي في المنطقة العربية الذي خلفه إقصاء العراق وتقزيم الدور المصري.

- غياب الديمقراطية والحرية في الأقطار العربية وتوجه أغلب الجمهوريات نحو توريث الحكم وتسخير إمكانيات الدول لتحقيق هذا الهدف وذلك بشراء الولاءات من النخب السياسية المؤثرة وقادة الرأي وما رافق ذلك فساد مالي و إداري أثر على حياة المواطن العادي أوصل الحال إلى درجة اضمحلال الطبقة الوسطى وتفشي البطالة وانتشار الفقر بشكل غير مسبوق.

- صراع المصالح بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية وفرض التواجد في الخليج والوطن العربي فتح المجال إمام الطموح التركي بنظامه الإسلامي المعتدل بمذهبة السني وخلفيته الإخوانيه ليكون الحليف الاستراتيجي المناسب لتطويق المد الشيعي في المنطقة العربية .

بدراسة هذه الإحداث وفقاً لمنهج (البرغماتية السياسية) نجد أن الإطراف المؤثرة والفاعلة في صنعها قد تحركت وفقاً لذلك المنهج وإجادة تطبيق سياسة فن الممكن بنسب متفاوتة وسنركز هنا على ابرز اللاعبين المؤثرين في ثورات الربيع العربي ونذكرها على التوالي (أمريكا- تركيا – إيران – قطر - جماعة الإخوان المسلمون)

ومن ذلك سنعرف سر تحول الربيع العربي إلى تسونامي أخواني إسلامي يجرف إمامة كافة التنظيمات والقوى السياسية في المنطقة العربية باختلاف مشاربها وتوجهاتها السياسية (ليبرالية أو يسارية و حتى الوطنية منها) وذلك في الجزء الثاني من الموضوع.