الرئيس من الرياض يوجه بعودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من الداخل ويؤكد على الوفاء بالالتزامات الاقتصادية والخدمية أمام الشعب جيش الإحتلال ينسحب من محور نتساريم الإستراتيجي.. شاهد كيف أصبح عدن: الداخلية تعلن بدء صرف مرتبات منتسبيها لشهر يناير وتعليمات لغير الحاصلين على البطاقة الشخصية الذكية تراجع مستمر في قيمة العملة اليمنية.. ''أسعار الصرف الآن'' مأرب في عين العاصفة... هل يدق الحوثيون طبول الحرب مجددا؟ وماهو أخطر ما يقلقهم اليوم ...تحركات خطيرة ومريبة اليمن تتضامن مع السعودية ضد تصريحات اسرائيلية استفزازية ''بيان'' صبر القبائل قد نفد.. حشد كبير لقبائل حاشد وبكيل يعلن النفير ويدعو إلى توحيد الجبهات لإنهاء الإنقلاب الاعتماد على امريكا لن ينفع.. دراسة بحثية تقول إن هزيمة الحوثيين لن تكون إلا عبر حرب تشنها الشرعية دون تدخل خارجي بيان سعودي قوي رداً على تصريحات نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين إلى المملكة ترامب يتحدث مع بوتين بشأن إنهاء حرب أوكرانيا في مكالمة هاتفية ..تفاصيل
النظام اليمني الحالي سوف يسقط في بلاعة.
هذا ما خرج به أحد الأصدقاء المقيمين في صنعاء وهو يبلغني في حزن شديد أثناء حوار عبر الماسنجر بقصة الطفل اليمني الذي لقي مصرعه في حادث انهيار غطاء بلاعة بشارع الستين الغربي أمام بوابة مطعم الخطيب.
الحادث وقع ظهر الجمعة بسبب تآكل طبقة الاسفلت المغطية للبلاعة حيث انهارت طبقة الاسفلت بمن كانوا في باب المطعم ونجوا جميعاً ما عدا طفل مسكين يبلغ من العمر 9 سنوات لم تتمكن فرق الإنقاذ من انتشاله حيا لأنها وصلت متأخرة جدا وساد عملية الانقاذ عشوائية وتخبط.
وكانت عاصمة المعز قد شهدت خلال عام واحد العديد من الحوادث المشابهة التي لقي عدد من الناس حتفهم فيها، لأن حكومتنا الرشيدة لم تكمل مشروع الصرف الصحي وما تزال نسبة كبيرة من المناطق بدون مجاري صرف صحي الأمر الذي يدفع الساكنين إلى حفر بيارات بشكل عشوائي تشكل خطرا على حياة الناس.
ويرى صديقي الذي أفزعه ماحدث مثلما أفزع كل صاحب ضمير أننا كلنا سنسقط في بيارة الفوضى والفساد، وسوف يسقط النظام المسؤول عن كل هذا في بيارة القادم المجهول.
الطفل البالغ من العمر تسع سنوات يمثل المستقبل في اليمن، والمستقبل مهدد ببيارة.
وللأسف أصبح مستقبل اليمن كله بيارة عليها طبقة هشة من الاسفلت، فجأة وبدون سابق إنذار تنفتح لتبتلع الجميع.
ويتساءل الصديق إلى أين نهرب والأرض تحت أقدامنا تهتز وتنفتح لتبتلع الطفولة؟
لقد أصبح الوطن بيارة تلتهم كل شئ جميل ويضيع في جوفها ما تبقى من عزاء.
ويتابع صاحبي قائلا " أنا حزين على الطفل البرئ هذا كثيرا، غادر الحياة وليس له من غريم غير الفساد والإهمال".
كل طفل يمني في ظل الوضع الحالي يمكن أن يخرج من داره ولا يعود، بسبب الاهمال والعبث والفساد.
هذا الطفل الضحية كان يستعد للامتحانات بعد يومين عندما ابتلعته البيارة. وعلى كل مواطن يمني أن ينظر إلى أولاده ويتذكر أن أي منهم يمكن أن يكون في مكان هذا الطفل الضحية.
إن أي مواطن ينظر إلى أطفاله وتثور هواجسه من حقه أن يتساءل:
لماذا يسقط أولادنا في البلاعات وأولادهم لا يسقطون.
أولادهم يمشون بحراسة ويعيشون في أمان وأولادنا عرضة للخطف، للاغتصاب، وللموت في بالوعة.
إنني انعي وطنا يموت ابناؤه في القذارة في وقت تكفي فيه نفايات قصر الستين لإشباع آلاف الجياع، وبناء مشاريع الصرف الصحي في كل أنحاء اليمن وليس في العاصمة وحدها فقط.
لماذا لا نشتري على الأقل بأثمان البط والنعام والخضروات " الأورغانيك" في قصر الرئاسة أغطية للبلاعات.
أو على الأقل لماذا لا نحترم أنفسنا و نتوقف عن الإشادة بالإنجازات التي حولت الوطن إلى بلاعة كبيرة، ينمو فيها الفساد والقذارة، ويكافأ فيها المهملون بأرفع المناصب.
إن على كل الشرفاء في هذه الأمة أن يعملوا على تنظيف الوطن من هذه القذارات، وأن يعملوا على عدم تحويل الوطن إلى بلاعة كبيرة سوف يكتب التاريخ عنها بلا شك.