|
لله دركم أيها البدو كم أنتم رائعون..كم أنتم مبدعون ..كم انتم حضاريون مهما شوهتكم أقلام كل أجير وبائع ضمير...فقد أثبتم اليوم للعالم أجمع أنكم أصحاب قضيةٍ وقضيتكم عادلة ..ومن عدالة قضيتكم أنكم تؤمنون بها ومصرون على طرحها وفرضها على أجندة الحوار الوطني مهما حاول المقزمون أن يقزموها أو يتجاوزوها ..فهم لن يتمكنوا من الوقوف أمام إرادتكم الجارفة ....وحماسكم القوي ...وغضبكم العارم...لقد تفاجأ الكثير من المرتزقة الذين يقتاتون من كتاباتهم العفنة ضد مأرب وحضارة مأرب وشعب مأرب البدوي المتحضر..فأنتم الورثة الشرعيون لكنوز العظيمة من إرث الحضارات العربية المتعاقبة على مدى ألاف السنيين..لقد أيقنت سبإٍ اليوم بأنها ستعود عاصمةً للحضارات العربية المتعاقبة كما كانت سابقاً عندما رأت أبنائها يحملون تلك اليافطات التي خطت عليها عبارات عظيمة كتبت بأيدي عظماء كتبوها وحملوها على أكتافهم وتحملوا متاعب الحرية التي تكتسب ولا توهب من أحد...
كنت أتحدث مع بعض الأخوة منظمي الفعالية الخاصة بإشهار القضية المأربية أمام مقر السلطة المحلية بمدينة مأرب بالتزامن مع الفعالية الكبرى التي تمت أمام مقر رئاسة الوزراء في العاصمة صنعاء في 1/1/2013...حيث كنت اختلف معه حول بعض الترتيبات الخاصة بهذه الفعالية ..فقال لي إنها مجرد رسالة؟؟؟فقلت له إن مجرد إيمان أبناء محافظة مأرب بقضيتهم العادلة يعني أننا قطعنا شوطاً كبيراً في ترسيخ مبادئ القضية في عقول أبناء المحافظة...وأرسلنا رسالتنا الحضارية للمجتمع اليمني بأننا أصحاب قضية ...وقضيتنا عادلة..
فعلاً لقد كانت رسالة ...ولكنها رسالة من نوعٍ أخر...لقد كانت اليافطات التي حملها شباب محافظة مأرب بالأمس أمام مقر رئاسة الوزراء ...وكذلك اليافطات التي كنا نحملها أمام مركز المحافظة وبالتحديد أمام مقر السلطة المحلية (المحافظة)...لقد كان وقعها على البعض اشد من وقع قنبلة هوروشيما على أهلها ....فلم يكن أحداً يتصور أن من يسمون (بالبدو) قادرون على بلورة ملف من طراز متقدم يسمى قضية مأرب على الأقل في المدى القصير ..فكانوا مطمئنين من هذا الجانب ...فهم تعودوا على نهب ثروات وخيرات محافظة مأرب من بيع وتأجير للحقول النفطية ...والأحواض المائية بل حولوا البلاد إلى مدافن نووية ..واحرموا أهل البلاد من العمل في بلادهم والاستفادة من خيرات أرضهم ..فلا جامعات ولا كليات نفطية ولا معاهد تقنية ولا ولا ولا..الخ..حيث كان السبب الوحيد الذي يضمن عيشة هؤلاء القراصنة في محافظة مأرب هو وصم المحافظة وأهلها بالتخريب والتقطع والإرهاب لكي يجندوا العالم اجمع في مواجهة ذلك العنصر البدوي الذي صنع التاريخ على مدى ألاف السنيين ..واليوم هاهو يستعد لبناء حضارةً عظيمة على أمجاد الإباء والأجداد..فمن كانوا يصطادون في المياه العكرة بالأمس سيكونون غداً في قفص الاتهام لامحالة...
لقد كان إشهار قضية مأرب بالأمس حدثاً تاريخياً يستحق الاحتفاء به...فقد كنا في السابق نواجه ثورةً مضادة من الداخل قبل الخارج حيث كان البعض يسخرون من شئٌ أسمه قضية مأرب ..حيث يرى البعض أن القتل والتهميش المتعمد ..والتشويه وتزييف الحقائق لأتشكل في مجموعها عناصراً كافية لتكوين قضية مأرب أو (القضية المأربية )..أما اليوم فالجميع يؤمن بقضية مأرب وعدالتها وأهميتها بل وأهمية الإسراع في حلها قبل أن تدول ويستعصى حلها...
إن قضية مأرب العادلة بدائت فصولها بعد السادس والعشرين من سبتمبر من عام 1962م..حيث كانت محافظة مأرب هي السباقة في ضرب حصون الاستبداد ..وتفكيك القبضة الحديدية الأمامية على البلاد وتخليص الشعب منها ...بل قبل ذلك التاريخ بحوالي أربعة عشر عاما كان المأربيون هم أول من أطلق رصاصة ضد ذلك الحكم الديكتاتوري على يد الشيخ الشهيد البطل علي ناصر القردعي في العام 1948م..ولكن النظام الجمهوري الذي ناضل المأربيون كغيرهم من أحرار اليمن من أجله تحول إلى سيفاً مسلطاً على رقاب المأربيين يقتل فيهم وينهب ثرواتهم ويصادر حقوقهم ...ويطبق عليهم الأحكام العرفية (العسكرية)..حتى لايفكروا في ثورة أخرى لأنهم ثوار لأجل الوطن وليس لأجل مصالح خاصة كما يروج لذلك النظام البائد..
أشكر الشباب الذين ساهموا في إشهار تلك القضية الشهيرة بعد أن أمنوا بها حملوها على أكتافهم غير أبهين بنباح الكلاب التي لن تؤثر على سير القافلة البدوية التي لن تقف ولن تتوقف حتى تصل بهذه البلدة المباركة إلى بر الأمان...وإنشاء الله ستكون الخطوة القادمة( إذا وافق جميع الرفاق على ذلك) عقد مؤتمر موسع في كلية التربية بمحافظة مأرب.. يمثل الجميع ويتم فيه انتخاب هيئة تأسيسية لإدارة ملف القضية الماربية حيث ستشارك منظمات المجتمع المدني والمستقلين والأحزاب ...الجميع إنشاء الله سيكون ممثل في هذا المؤتمر ..ولن نقبل بأقل مما سيكون عليه الجنوب..ولن تبقى محافظة مارب بقرة القرية بينما المحافظات الأخرى ستنعم بثرواتها..ومن الأفضل للجميع أن يشركونا في الحوا الوطني لنحل قضيتنا بالحوار وإلا سنتعبهم...لقد تجاوزنا مرحلة إنكار القضية ..وأصبح مايقوله البعض حول ماهية القضية جزءً من حقبة الماضي..اليوم لم نعد مكترثين بقرار يدخلنا الحوار الوطني..بل سندخل الحوار والتاريخ من أوسع أبوابه..لأننا أصبحنا نؤمن بقضيتنا وعدالتها وأصبحت القضية تمتلك قاعدةً شعبية قوية وكبيرة جداً..اشكر الشباب الذين رفعوا لافتات قضيتهم وتحملوا الدكمات واللكمات أمام مقر مجلس الوزراء من اجل قضيتهم بينما نحن اكتفينا بالوقوف بعض الوقت أمام مركز السلطة المحلية ..أقول لهم أنشاء الله المرة القادمة سنكون جميعاً صفاً واحداً إلى جانبكم ولن يخذلكم احد..والمرحلة القادمة بحاجة إلى تضحيات جسيمة كي ينعم مجتمعنا بالسلام والأمن والأمان ولكي نشارك في التخطيط لمستقبل بلدنا كغيرنا من شعوب الأرض.
في الأربعاء 02 يناير-كانون الثاني 2013 11:36:51 م