الجيش السوداني يلاحق قوات الدعم بتحرك سريع ....ويكشف عن عملية عسكرية شاملة لاستعادة السيطرة على الخرطوم.. تهريب الأموال بشوالات عبر المنافذ الرسمية.. البنك المركزي في عدن يعلّق الرئيس العليمي يتحدث عن دعم بريطاني جديد لقوات خفر السواحل اليمنية مقتل ثلاثة اشقاء برصاص قريب لهم في جريمة ثانية تشهدها محافظة عمران خلال يوم واحد توكل كرمان تسلم الأفغانية نيلا إبراهيمي جائزة السلام الدولية للأطفال 2024 أردوغان يحذر المنطقة والعالم من حرب كبيرة قادمة على الأبواب منتخبنا الوطني يصل البحرين للمشاركة في تصفيات كأس ديفيز للتنس وكلاء المحافظات غير المحررة يناقشون مستجدات الأوضاع ومستحقات المرحلة وتعزيز التنسيق وتوحيد الجهود انتشار مخيف لمرض السرطان في أحد المحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي .. مارب برس ينشر أرقام وإحصائيات رسمية خبير عسكري يكشف عن تحول وتطور جديد في المواجهة الأمريكية تجاه الحوثيين ولماذا استخدمت واشنطن قاذفات B2 وبدأت بقصف أهداف متحركة؟
shubiri@yahoo.com
أقسى أنواع القدح، أن تقدح في شريحة مجتمعية معينة وبدافع الحقد والضغينة، وتجتاح وبلغة سيئة للغاية، كل الحرمات وتعمم نتائجك هنا وهناك، دون أن تكلف نفسك في البحث عن الدليل.
مقال يوم امس " حكم البدو " في الصفحة الأخيرة لصحيفة الشارع لكاتب اسمه " عبدالله الأحمدي" بدأ كما لو كان مراهقاً امسك برشاشة وبدأ بفتح النار على كل ما يقع بصره عليه.
وأجمالا، ليس بإمكاني ولا غيري من " البدو " أن ينفي السلبيات عن مجتمع عريض، كمجتمع البدو عموماً، وليس "بدو مارب " فق، كما بدأ واضحاً أنه المقصود لدى صاحب المقال، إذْ أن هذا المكوّن هو جزء من بيئته، سلباً أو ايجاباً.
والأسوأ أن الكاتب حاول اجتزاء آيات من القرآن الكريم لتدعيم ما ذهب إليه من توهمات، فذكر الآية (الأعراب أشد كفراً ونفاقاً)، لكنه نسي أن أرحم الراحمين قال (وَمِنْ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمْ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
نسي أن البدو، وأخص مارب، هم أول من ضرب أورع الأمثلة في مسألة الشورى التشاركية بين المحكومين وبين الحكام ممثلة بالملكة بلقيس.
كالَ الأحمدي من التهم، وعمّم وزيّف حقائق تاريخية ما يزال الناس شهوداً عليها. وجره غضبُه وحمقه على البدو إلى تحميلهم كل ما وقع في العصر الحديث والقديم، فهم من غزا صنعاء في 1948م، وهم الذين استباحوا عدن؟
لكنني أقول له بأن من استباح عدن ليسوا البدو، وهم _إنْ شئت_ مذكورين في تقرير هلال باصرة، أما من غزا صنعاء هم قبائل اليمن المجاورة لها وليس البدو.
بدأ الرجل محللاً نفسياً فأفاد أن البدو يحبون العيش في الظلام، لذا يلجأون إلى قطع الكهرباء، وإلى غير ذلك من الصفات التي لفقها عليهم ولا يتسع المجال لذكرها.
الشيء الوحيد الذي لم يذكر الكاتب أن البدو هم الذي خططوا له، هو استباحة السفارة الأمريكية منتصف شهر ايلول الماضي .. فقط لأن التصوير بالفيديو موجود !
تصوروا، حتى هولاكو قال أنه بدوي دون أن يحدد محل الميلاد .. ربما يكون هولاكو ماربياً .. من يدري ؟!
وتناسى الأحمدي أن الشيخ زايد بن سلطان _رحمه الله_ مؤسس واحدة من أكثر الدول العربية عصرية وحداثة، كان يفتخر بأن نسبه يعود إلى البدو في محافظة مارب.
يكفيك يا أحمدي أن ثورات الربيع العربي قامت ضد من يصفون أنفسهم بأنهم تقدميين وحداثيين، فقط لأنهم يحملون عقلية دونية كالتي تتعامل بها مع الناس.
دأب كثيرون على بث سمومهم في كل اتجاه، وتعرض "البدو" لكثير من الاتهامات الباطلة، لكنهم مع ذلك لن ينجروا لهذه التفرقة العنصرية وسيظلون جزءاً لا يتجزأ من هذا النسيج الاجتماعي المترابط الذي يضرب أروع الأمثلة في نقاءه وديمومته، برغم كل المنغصات، من هراءات الكاتب المذكور.