آخر الاخبار

عاجل.. مؤتمر مأرب الجامع يدعو مجلس القيادة الرئاسي الى سرعة دعم وزاراة الدفاع ونقل مقار البنوك الى عدن وتنفيذ قرارات الرياض .. استثمار الفرصة التاريخي الحوثيون يفشلون في التقرب الى ترامب وتوسلاتهم ذهبت أدراج الرياح .. تقرير أمريكي: الغد ليس جيدا بالنسبة للحوثيين طهران تعترف : لم تكن إيران على علم بهجوم 7 أكتوبر ضد إسرائيل اليمن تودع السياسية والأكاديمية اليمنية وهيبة فارع التكتل الوطني للأحزاب السياسية يدعو مجلس القيادة الرئاسي الى استثمار الفرصة التاريخية لإنهاء الانقلاب أحمد الشرع يستقبل وزير الخارجية السعودي في قصر الشعب بدمشق الأمم المتحدة تعلن تعليق جميع تحركات موظفيها الرسمية في مناطق سيطرة الحوثي مكتب مبعوث الأمم المتحدة يكشف عن لقاء مع وفد سعودي عسكري لمناقشة وقف اطلاق النار باليمن وتدابير بناء الثقة من هي الدول التي أصدرت حتى الآن قرارات عقابية بحق الحوثيين في اليمن؟ من هو ماهر النعيمي الذي عاد لسوريا بعد غياب 14 عاما

عام جديد بين قسوة الواقع وشمعة الأمل
بقلم/ سيف الحاضري
نشر منذ: 3 أسابيع و يومين و 6 ساعات
الأربعاء 01 يناير-كانون الثاني 2025 08:40 م
 

ندخل العام الجديد بأرصدة افتتاحية من الأحزان والمآسي التي لا تنتهي.

عقدٌ من الزمن يمضي والعاصمة صنعاء تحت وطأة الاحتلال الإيراني، بينما تتوسع رقعة الفقر وتتدهور قيمة العملة. تُضاف إلى هذه الأحزان صرخات الأطفال الجياع التي تتردد في كل بيت، وآهات الأمهات اللواتي أرهقهن قصر اليد وسوء الحال.

 

•• بؤس متزايد وأفق مسدود

 

في كل زاوية من اليمن، تنتشر مخيمات النزوح كعلامة على الفشل المستمر للحكومة والمنظمات الإغاثية. عائلات بأكملها تواجه شبح الموت جوعًا خلف أبواب مغلقة، مكتفية بتسليم أمرها لله. وفي الوقت نفسه، تستمر رحلة المرتبات المعلقة؛ خمسة أشهر جديدة تضاف إلى 24 شهرًا من المتأخرات غير المدفوعة.

 

أما على الطرف الآخر من المشهد، فأرصدة أصحاب "الفخامة والمعالي" تتضخم بالعملة الصعبة. هؤلاء يعيشون في رفاهية بعيدة عن معاناة الشعب، حيث تبقى القيادة في حالة اغتراب للعام العاشر على التوالي، تاركة الوطن لمواجهة الحروب والانهيارات الاقتصادية وحده.

 

•• مشاهد البؤس في فجر العام الجديد

 

مع شروق الشمس، تطل شوارع اليمن في صورة بائسة: أطفال المدارس يقفون في طوابير الصباح، كثيرون منهم حفاة الأقدام، بطونهم خاوية، وملابسهم بالية. على الجانب الآخر، ترى سباقًا محزنًا للأمهات والأطفال نحو صناديق القمامة، بحثًا عن بقايا طعام.

 

وعلى أرصفة الطرق، ينتشر جرحى الجيش والأمن، بملامحهم المحطمة وأجسادهم التي تحتاج إلى العلاج، لكن الحكومة تتجاهل مستحقاتهم. بالقرب منهم، تصطف عائلات الشهداء أمام بوابات كبيرة، تسأل عن مرتبات أحبائهم الذين قدموا أرواحهم للوطن، ولا تجد سوى الصمت.

 

أما في الطرف الآخر من الشارع، تمر حافلات وسيارات فارهة. تسأل عنها، فتُفاجأ بأنها تخص وفودًا حكومية عائدة من "مهام رسمية"، وكأنها تعيش في بلد مختلف تمامًا عن واقع البؤس المحيط.

 

•• شعب بلا دولة ولا حكومة

 

يدخل اليمن العام الجديد، ولا يزال شعبه بلا دولة حقيقية ولا حكومة تُمثله. تبدو الحكومة وكأنها تعيش في عالم افتراضي بعيد عن واقع الشعب، مكتفية بإهدار الموارد والتنازل عن كرامة اليمن وأهدافه الجمهورية.

 

•• شمعة الأمل والتحرر

 

وفي ليلة ذلك اليوم، وبينما يغرق الوطن في ظلام القهر، خرجت طفلة صغيرة إلى الشارع ممسكة بشمعة. كانت الشمعة تبدو صغيرة وبسيطة، لكنها أضاءت ظلام المكان. اقترب الناس منها، وسألتها امرأة عجوز:

"ما الذي تفعلينه في هذا الظلام؟"

 

ردت الطفلة بابتسامة واثقة:

"هذه الشمعة ليست لإنارة الطريق فقط، بل لتذكيرنا بأن النور يمكن أن يعود، إذا أردنا ذلك."

 

تجمّع الناس حول الطفلة، وكل منهم أحضر شمعة كانت مخبأة في بيته. وفي لحظات، تحول الشارع المظلم إلى بحر من الأضواء. لكن هذه الأضواء لم تكن مجرد شموع في الظلام؛ كانت شرارة البداية.

 

بدأ الناس يهتفون، متحدين القهر الذي عاشوه عقدًا من الزمان، حاملين تلك الشموع كرمز لوحدتهم وإصرارهم على التحرر. تحول نور الشموع إلى شعلة أمل تقودهم في طريقهم نحو صنعاء، العاصمة التي احتُلت لعشر سنوات تحت وطأة الظلام الإيراني والظلم المتواصل.

 

وبينما كانوا يسيرون بأضوائهم نحو التحرير، كانوا يعلمون أن هذه الشعلة لن تقتصر على إنهاء الاحتلال فحسب، بل ستعيد لليمن حريته، كرامته، وجمهوريته التي غابت عن الوجود. لقد كانت تلك الشموع بداية الطريق لإنهاء الظلام واستعادة النور الذي يستحقونه.